انسحاب المزارعون وفجوة غذائية عالية
حرب السودان.. أزمة أطفئت شعاع أمل بنفق مظلم|مؤشرات اقتصادية تسقط نحو الهاوية وحرب تلتهم "سلة غذاء العالم" (تقرير)
أزمة بددت شعاع ضوء كان يلوح في نفق مظلم وطويل، في أيام قليلة انقلب المشهد الكلي في السودان رأسًا على عقب، خاصة المشهد الاقتصادي، لتتبدد آمال النمو الذي كان متوقعًا في عام 2023، بعد مرور 6 سنوات من الانكماش الاقتصادي الذي بلغ 2.5% عام 2023.
لقب "سلة غذاء العالم" تلتهمها الحرب
ويعود في الأصل اقتصاد السودان، الذي يعد اقتصادًا تقليديًا قائمًا على الزراعة والتي تساهم بنسبة 48% من الناتج المحلي الإجمالي، وتمتص 61% من القوى العاملة في البلاد.
وتملك هذا البلد 170 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، بما يعادل 40% من المساحات الزراعية في الدول العربية مجتمعة، ما أهله لنيل لقب "سلة غذاء العالم".
نيران الحرب المشتعلة تلتهم سلة غذاء العالم
ولكن نيران الحرب المشتعلة منذ منتصف أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، تلتهم سلة غذاء العالم بشكل متسارع لتترك ثقب كبير أثار مخاوف ما لا يقل عن 60% من السودانيين يعتمدون على الزراعة والرعي، من التعرض لشبح المجاعة في ظل غياب كافة المعينات اللوجستية التي تمكنهم من الانخراط في الموسم الزراعي الصيفي.
قطاع الغذاء
وأبرز تداعيات انقلاب الأوضاع كانت على قطاع الغذاء والتي أدت إلى غلق المحلات التجارية والمستشفيات والصيدليات والمخابز وغيرها؛ لتتوقف عجلة الحياة وتفقد الأسر مصادر رزقها وخاصة العمالة غير المنتظمة.
برنامج الغذاء العالمي 2023
وإذ ارتفعت قيمة بعض السلع الأساسية، ومنها الدقيق والسكر والأجبان والزيوت بجانب عدم توافر باقي السلع مما ادي إلى نقص امداد غذائي، من بينها الألبان والبيض في بلد يعيش ثلث سكانه في الجوع، حسب برنامج الغذاء العالمي 2023.
ماذا عن الاقتصاد؟
ويأتي هذا كله وسط حسرة اقتصادية، حيث كان العام الحالي يحمل توقعات إيجابية لنمو بنسبة 1.2 في المئة في نمو تجتازه منذ ست سنوات لياتي الاشتباك المسلح ليجهض فرص التعافي في احد افقر البلدان في العالم علي الاقل في المدي القريب وذلك حسب أحدث تقديرات صندوق النقد الدولي التي صدرت قبل أيام قليلة فقط من اندلاع الصراع بينما اتي الدين العام في السودان بنحو 151% في عام 2023 وسجل في العام الماضي بنحو 127.6 بالمئة
معدل التضخم
وارتفع التضخم إلى مستويات قياسية تجاوزت 400 في المئة. ويشكو معظم السودانيين من صعوبة تدبير أمورهم المعيشية
من قلب الواقع.. الحرب تأكل عصب الاقتصاد السوداني
لم يستفق قطاع الزراعه والمزارعون السودانيون من من صدمة كساد محصولاته الزراعية وتدني أسعارها، إلا وحلت محنة الحرب التي باتت تهدد الموسم الزراعي الصيفي والذي شارف على الدخول، ولم يتمكن المزارعون حتى اللحظة من الحصول على مستلزمات العملية الزراعية من بذور وأسمدة ووقود وغيرها
موسم الزراعة نحو الهاوية
العادة يبدأ المزارعون لا سيما العاملين في القطاع المطري، في شهر مايو الحالي عمليات تحضير الأرض وتوفير التقاوي والبذور المحسن عقب الحصول على التمويل اللازم من المصرف الزراعي الحكومي
مما اضطر اغلب المزارعون من الخروج من أهم موسم زراعي كليًا أو تقليص المساحات المزروعة بشكل كبير
انسحاب المزارعون وفجوة غذائية عالية
ويري الخبراء الزراعيون في السودان أن كل المعطيات الماثلة تؤكد أن الموسم الزراعي في السودان بات في مهب الريح ومهدد بالفشل وهو ما سيؤدي إلى فجوة غذائية عالية تفاقم من التدهور المعيشي الموجود أصلًا في البلاد، ولا يرى بارقة أمل لإنقاذ الموقف في ظل استمرار الحرب.