الجامعة العربية تناشد الأطراف السودانية بوقف إطلاق النار
ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتغليب مصلحة الوطن على ما عداه، والانخراط الجدي في المحادثات، بما يعيد الاستقرار إلى السودان، ويحفظ المؤسسات القومية، ويصون سيادته.
وقال أبو الغيط، في كلمته اليوم الأحد أمام الدورة غيرالعادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، إن «المبادرة السعودية الأمريكية بإطلاق مفاوضات غير مباشرة، بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة يوم أمس، للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، تستحق الدعم»، واستطرد الأمين العام للجامعة العربية قائلًا: «أكرر مناشدتي بالتمسك بهذه الفرصة».
وأضاف: «لا يجب السماح بأن يستفحل الصراع الحالي، أو أن يتحول، بفعل التدخلات أو حتى بدونها، إلى جولة أولى في حرب تقسم السودان إلى أقاليم متناحرة، وتجعل منه ساحة لمعارك تهدد وجوده وسيادته ووحدته الإقليمية، معارك سبق أن رأيناها، ولا زلنا نعاني من نتائجها الوخيمة، بل والكارثية في بعض دولنا العربية».
وقال أبو الغيط: «إن تواصلنا لن يتوقف مع الحكومة السودانية، ومع التيارات السياسية السودانية الرئيسية، سواء القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، أو تحالف الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، أو جبهات أخرى مختلفة»، مضيفًا أن «المطالب المرفوعة من هذه القوى السياسية، باختلافها، اتفقت على دعوة الجامعة العربية إلى التحرك بصورة عاجلة لوقف الاقتتال، وتأكيد رفضها للتدخلات الخارجية، ودعمها لعملية سياسية شاملة متوافق عليها، ودعوتها بتقديم دعم عربي عاجل لمواجهة الكارثة الإنسانية».
وتابع أبو الغيط أنه «من الجيد أن مشروع القرار المطروح على المجلس قد تضمن كل هذه الأمور»، ونبه إلى أن السودان اليوم في مفترق طرق، مؤكدًا ثقته بأن الدول العربية لن تدخر وسعًا لمساندته على مواجهة تحدياته الصعبة للعبور نحو مستقبل أفضل يستحقه أهله الكرام ومساعدته.
وقال: «نجتمع اليوم في ظل وضع غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث، فقد صارت العاصمة السودانية الخرطوم منذ 15 أبريل الماضي ساحة لمعارك دامية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أسفرت عن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وتدفق عشرات الآلاف من النازحين ومثلهم من اللاجئين إلى دول الجوار، فرارًا من جحيم هذه المعارك وبحثًا عن غذاء شح وارتفعت أثمانه، ودواء مفقود، ومستشفيات لم تزل تعمل بالرغم من شبح انهيار النظام الصحي برمته».
وتابع أبو الغيط: «ثلاثة وعشرون يومًا من المعارك الدامية في العاصمة الخرطوم، وأربع سنوات قبلها منذ أبريل عام 2019 من التناحر السياسي الذي حال دون التوصل إلى آليات انتقالية مناسبة متفق عليها تسمح بتحقيق تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية والازدهار، على الرغم من تعدد المساعي المبذولة عربيًا وأفريقيًا ودوليًا لتوفيق وجهات النظر».
وأشار أبو الغيط إلى أنه أطلق مناشدة في 19 أبريل الماضي لوقف إطلاق النار في أيام العيد بما يسمح للسكان بالتقاط الأنفاس والتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة، وذلك في بيان إنساني خالص، ومع الأسف لم تنجح المناشدات ولا الهدن السبع المتتالية حتى الآن في حقن الدماء ووقف المعارك، وسمحت، بصعوبة بالغة، في فتح ممرات إنسانية لنزوح عشرات الآلاف من السودانيين، وعمليات إجلاء للرعايا العرب والأجانب قامت بها مشكورة دول عربية عديدة بالتعاون مع السلطات السودانية المختصة.
ولفت إلى أن الجامعة العربية شاركت في اجتماعات مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لمناقشة الأزمة السودانية يومي 20 أبريل و2 مايو، وهي منظمات ينتمي إليها السودان ومعنية كذلك بالمساهمة في معالجة أوضاعه، وأكدت الجامعة العربية في هذه الاجتماعات على الموقف العربي الذي عبر عنه بيان مجلس الجامعة وقرارها في هذا الخصوص، ويجرى التنسيق مع هذه المنظمات بحيث تتناغم المبادرات المختلفة وتصب في مصلحة السودان ووحدته واستعادة الاستقرار فيه.
وأضاف أنه وبالتزامن مع قرار الأمم المتحدة سحب أطقم منظماتها الإنسانية العاملة في السودان، عقد وزراء الصحة العرب ووزراء الشئون الاجتماعية العرب اجتماعين طارئين في الأول من مايو الجاري لتنسيق جهودهم الرامية لمواجهة الوضع الإنساني المتدهور وتمكين الجهات السودانية الوطنية وجمعية الهلال الأحمر السودانية من القيام بمسئولياتها الصعبة والتنسيق مع الاتحادات الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لضمان وصول المساعدات الطبية والغذائية اللازمة.