هل تحدت حقًا؟
توقعات بشأن حرب باردة مقبلة.. قطب جديد أمام الولايات المتحدة
حرب باردة أم مجرَّد توقعات؟ تستطيع الدول عن طريق القوة أو التلويح بها تهديدًا لغيرها من القوى والأنظمة أن تحافظ على بقائها، فمن خلال الصراع من أجل وحول القوة، يتحقق استقرار النظام الدولي وفقًا لمبدأ توازن القوى، وهذا أسلوب الحروب المُعتاد ان يراه العالم، لكنه يختلف اختلافًا كليًا عن مفهوم الحرب الباردة.
يشير علماء السياسية والعسكريون إلى اختلاف جوهري بين مفهومي الحرب والحرب البارد، فإن كان الأول يقوم على فكرة الصراع وتحقيق المكاسب والشروط على الطرف المهزوم لإعادة بناء العامل، فإن المفهوم الثاني يمكن حصره في اختلاف هذه القوى على إدارة وإعادة بناء هذا العالم.
وفقًا لما سلف ذكره، أعرب السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على جانب اجتماعًا طارئ، عُقِدَ أمس، على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، عن توقعه أن تكون هناك حرب باردة مقبلة.
نذير بـ حرب باردة.. قطبان يحكمان العالم بشكل مختلف
وخلال تصريحات إعلامية أدلى بها، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن مصالح العرب مع الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا كبيرة جدًّا، في إشارة منه إلى سعى الثلاث قوى نحو حرب غير تقليدية.
وحول الوضع الدولي الراهن، تنبأ أحمد أبو الغيط أن العالم يقترب في خلال عقد من الزمن إلى ظهور قطبين، أولهما القطب الغربي بقيادة أمريكية تقوده الولايات المتحدة، والمتواجد منذ العام 1945، والقطب الآخر القادم، الذي لا يقتصر فقط على الصين، ولكنه يضم أيضًا تحالفًا استراتيجيًّا يسمى "اليورو آسيوى"، هذا التحالف يمتد من الحدود البولندية عبر روسيا وروسيا البيضاء وصولًا إلى المحيط الهادي والصين، وهو ما ينذر بمجيء حرب باردة.
ما أشبه اليوم بالبارحة
وتجدر الإشارة أنه في إطار تسابق الولايات المتحدة الأمريكية والصين على تحقيق الهيمنة، يمكن ذكر مصطلح الحرب الباردة، فكلاهما يسعيان نحو تحقيق السباق في الفضاء الخارجي، والذي اشتعل خلال الفترة الماضية بعد أن كشفت بكين عن خططها لتصبح أول دولة تبني مستعمرة فوق سطح القمر.
في إطار ما سبق كان مدير وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بيل نيلسون، اكَّد في جلسة استماع أمام لجنة العلوم والتكنولوجيا بالكونجرس الأمريكي، أن الولايات المتحدة في تنافس مع الصين على مكان لها على سطح القمر، معربا عن خشيته من تفوق بكين على واشنطن وإعلانها أن القطب الجنوبي للقمر أرضا صينية.
ما سبق ربما سيشبه إلى حد كبير ما كان في فترة الحرب الباردة، التي أظهرت الندية بين قوتين عظيمتين، خلال الفترة منذ منتصف الأربعينات وحتى بداية التسعينات، خلال التحالفات العسكرية والدعاية وتطوير الأسلحة والتقدم الصناعي وتطوير التكنولوجيا، والذي وصل حدَّ التسابق الفضائي. هذا ما يؤكد تخوفات مجلة مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية من أن يتحوَّل الفضاء الخارجي من مشاع عالمي للبشرية جمعاء إلى تجاوز ذلك لان يكون تنافسًا بين القوى في الفضاء كمجال خامس لرباعية الحرب والصراع التي تشمل "الجو، والبر، والبحر، والفضاء الإلكتروني".
تخوفات دولية.. ما تأثيرات الحرب الباردة اقتصاديًا؟
أعربت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، أعربت عن تخوفها من التداعيات المكلفة للتشتّت المتزايد في التجارة العالمية، والمساعدة في تجنّب "حرب باردة ثانية".
وأضافت كريستالينا غورغييفا، منتصف الشهر الماضي، خلال مؤتمر صحافي في الانطلاقة الرسمية لاجتماعات الربيع للبنك وصندوق النقد الدوليين: "سينتج عنها خسارة في المواهب والمساهمة الدولية"، مشيرة إلى ضرورة العقلانية، وأن يقبل العالم بأن تكون هناك بعض التكلفة، سيكون هناك بعض التشتّت، لكن يجب إبقاء التكاليف منخفضة.
وشدّدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، على أنّ المؤسسات المتعددة الأطراف مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لها دور مهمّ في منع العالم من الانقسام إلى كتل مع ما يستتبع ذلك من تداعيات اقتصادية وخيمة.