ارتفاع الذهب وتراجع الدولار.. تطورات هامة لـ الأسواق العاليمة خلال الفترة الأخيرة
أدى تباين البيانات الاقتصادية الصادرة، وتجدد حالة القلق بشأن أوضاع القطاع المصرفي الأمريكي، ووجود مخاوف من حدوث ركود اقتصادي، بالإضافة إلى أزمة سقف الديون الأمريكية، إلى عزوف المستثمرين عن المخاطرة معظم أيام هذا الأسبوع. وعلى صعيد الأصول، تراجعت عوائد سندات الخزانة على مستوى جميع آجال الاستحقاق على خلفية ضعف معنويات المستثمرين، بينما ارتفعت الأسهم بالولايات المتحدة على مدار هذا الأسبوع، مدعومة بصدور تقارير أرباح الشركات الفصلية - التي جاءت أفضل مما كان متوقعًا، وهو ما ساعد على تهدئة المخاوف من حدوث ركود اقتصادي. وأنهت عملات وأسهم الأسواق الناشئة تداولات هذا الأسبوع على انخفاض بعدما عزف المستثمرون عن شراء الأصول ذات المخاطر وسط تجدد مخاوف انهيار القطاع المصرفي عقب انهيار أسهم First Republic Bank " بالولايات المتحدة.
تحركات الأسواق
سوق السندات
حققت معظم سندات الخزانة الأمريكية مكاسب خلال تداولات هذا الأسبوع وسط عزوف المستثمرين عن المخاطرة، وذلك بعد تصاعد حالة القلق بالأسواق على خلفية ضعف تقارير الأرباح الفصلية الصادرة عن بنك "فيرست ريبابليك". علاوة على ذلك، أدى تباين البيانات الاقتصادية الصادرة هذا الأسبوع إلى ضعف معنويات المستثمرين تجاه الأصول ذات المخاطر.
عملات الأسواق المتقدمة
تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.16% خلال تداولات هذا الأسبوع، متأرجحًا بين المكاسب والخسائر، حيث حققت العملة مكاسب بعد استمرار المستثمرين في تسعير رفعالاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس خلال اجتماع اللجنة الأسبوع القادم، إذ جاءت بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر مارس أعلى مما كان متوقعًا. وعلى الرغم من ذلك، تراجعت العملة وسط تصاعد المخاوف حيال حدوث ركود اقتصادي بعدما سجل الناتج المحلي الإجمالي بالربع الأول من العام بالولايات المتحدة نموًا أبطأ مما كان متوقعًا. وحقق اليورو مكاسب بنسبة 0.30%، حيث يراهن بعض أعضاء البنك المركزي الأوروبي على احتمالية رفع سعر الفائدة بواقع 50 نقطة أساس، نظرًا للبيانات التي تشير إلى استمرار تسارع معدلات التضخم مقارنةبالوليات المتحدة. وكان الجنيه الإسترليني أفضل عملات العشر دول الكبار أداءً هذا الأسبوع، حيث حققت العملة مكاسب بنسبة 1.09%، نظرًا إلى توقع المشاركين في الأسواق قيام بنك إنجلترا برفع معدلات الفائدة بصورة مستمرة هذا العام، بينما توقعوا أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة مرة أخيرة خلال اجتماعه القادم قبل أن يتوقف بشكل مؤقت عن تشديد السياسة النقدية. وانخفض الين الياباني بنسبة 1.57%، حيث تراجعت العملة إلى أدنى مستوى لها في سبعة أسابيع، وذلك في ظل استمرار بنك اليابان في الإبقاء على سياسته النقدية التيسيرية، مع عدم القيام بأية تعديلات على معايير التحكم في منحنى العائد.
عملات الأسواق الناشئة
أنهت عملات الأسواق الناشئة تداولات هذا الأسبوع على انخفاض، حيث عزف المستثمرون عن شراء الأصول ذات المخاطر وسط انخفاض قيمة أسهم بنك "فيرست ريبابليك" بالولايات المتحدة، إذ تصدرت حالة القلق إزاء اندلاع أزمة في القطاع المصرفي الساحة مجددًا، وهو ما أثر على مؤشر
مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة
، والذي أنهى تداولات الأسبوع على انخفاض بنسبة 0.13%. وعلى الرغم من ذلك، تمكن المؤشر من تقليص بعض خسائره بحلول نهاية هذا الأسبوع، وذلك بفضل تقارير أرباح الشركات الفصلية - التي جاءت أفضل مما كان متوقعًا - الصادرة عن شركات التكنولوجيا الضخمة بالولايات المتحدة، والتي قامت بدورها في تحسين معنويات المستثمرين نسبيًا في الأسواق العالمية.
تباين أداء عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج خلال تداولات هذا الأسبوع.
وكان الروبل الروسي (+2.12%) أفضل العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث ارتفعت العملة بفضل الآمال حيال الخطوة التي اتخذتها الحكومة لحيازة أصول الشركات الغربية، وهو الأمر الذي من شأنه الحد من خروج المزيد من التدفقات، إذ قامت الحكومة الروسية بالسيطرة مؤقتًا على أصول مجموعة الطاقة الفنلندية "فورتوم" وفرعها الألماني السابق "أونيبر" خلال هذا الأسبوع. ومن الجدير بالذكر أن إبقاء البنك المركزي الروسي على معدل الفائدة دون تغيير عند 7.5% كما كان متوقعًا أدى إلى صعود الروبل بنسبة 2.07% يوم الجمعة، كما صرح صانعي السياسة بأن الاقتصاد سيستمر في التعافي هذا العام من آثار العقوبات المفروضة على البلاد. وكان السول البيروفي (+1.43%)ثاني أفضل العملات أداءً، حيث استفادت العملة من تزايد التوقعات حيال تسجيل التضخم لشهر أبريل معدل أدنى من توقعات البنك المركزي، وذلك في ظل تلاشي ضغوط الأسعار الناجمة عن اندلاع احتجاجات داخل البلاد وحدوث فيضانات. ومن الجدير بالذكر أن السول البيروفي أنهى تداولات هذا الأسبوع عند أقوى مستوى له منذ يونيو 2022. ومن ناحية أخرى، كان البيزو الكولومبي (-3.85%) أسوأ العملات أداءً هذا الأسبوع نتيجة حالة الضبابية الناجمة عن التعديل الوزاري الذي تضمن تغيير وزير المالية. علاوة على ذلك، تأثر البيزو بتراجع أسعار النفط، إحدى الصادرات الرئيسية للبلاد. وكان البيزو الأرجنتيني (-1.85%) ثاني أسوأ العملات أداءً، حيث انخفضت العملة على خلفية المخاوف من حدوث انكماش اقتصادي بالبلاد خلال 2023. ومن الجدير بالذكر أن البنك المركزي الأرجنتيني قام برفع معدل الفائدة بنسبة 10% إلى 91% يوم الجمعة، وذلك في محاولة لاحتواء أزمة تدهور البيزو.
أسواق الأسهم
سجلت الأسهم ارتفاعا متواضعا بقياس أسبوعي مدعومًا بتقارير أرباح أفضل من المتوقع مما ساعد على تخفيف مخاوف الركود. وعلى أساس أسبوعي، ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500S&P بنسبة 0.87%، ليعوض خسائر الأسبوع السابق. تصدر قطاعي المنتجات الترفيهية (+ 14.57%) وقنوات الكابلات والأقمار الصناعية (+9.73%) مكاسب المؤشر. ارتفع مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite بنسبة 1.28%، حيث كانت أسهم قطاع التكنولوجيا هيالأفضل أداء هذا الأسبوع. وصعد مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 0.86%، مسجلًا خامس مكاسب أسبوعية له في الأسابيع الستة الماضية وسط أداء جيد للقطاع الدوري. تراجعت تقلبات السوق خلال الأسبوع حيث انخفض مؤشر VIXلقياس تقلبات الأسواق بمقدار 0.99 نقطة ليستقر عند 15.78 نقطة، ولا يزال أعلى من متوسطه منذ بداية العام والبالغ 20.02 نقطة.
ومن الملاحظ أيضًا، انخفضت أسعار أسهم First Republic Bank بنحو 76%لتستقر خلال الأسبوع بعد صدور تقارير أرباح ضعيفة أظهرت أن البنك خسر أكثر من 100 مليار دولار من الودائع. وأعقب ذلك أنباء يوم السبت أن هيئة تأمين الودائع الفيدرالية FDIC طلبت تقديم عطاءات لشراء First Republic Bank بحلول يوم الأحد، إلى جانب إعلان جي بي مورجان وJP Morgan وبنك PNC عن عزمهما تقديم عروض للشراء.
أظهرت الدفعة الأخيرة من تقارير أرباح الشركات أن شركات التكنولوجيا قد شهدت نتائجا أفضل من المتوقع. وكانت شركة Microsoft قد أعلنت عن تحقيق إيرادات وأرباح أعلى من إجماع توقعات المحللين. أعلنت شركة Alphabet عن ضخ مبلغ إضافي يصل إلى 70 مليار دولار ببرنامجها لإعادة شراء الأسهم، حيث أظهر تقرير أرباح الشركة تحقيقها لمبيعات قويًة من الإعلانات من Alphabet. وأظهرت أرباح شركة Microsoft إيرادات قوية من الخدمات السحابية. وأظهرت أرباح أمازون إيرادات ربع سنوية أفضل من المتوقع، لكن تفاصيل التقرير جعلت المستثمرين قلقين بشأن ضعف نموالخدمات السحابية. وسجلت شركتي Snap وPinterest إيرادات أقل من التوقعات، كما جاءت توقعات الربع الثاني مخيبة للآمال. وانخفض مؤشر STOXX 600 بنسبة 0.50% بقيادة قطاعات: البنوك (-2.49%) والموارد الأساسية (-1.99%) والإعلام (-1.43%). كما تباينت المؤشرات الإقليمية الأخرى بما في ذلك مؤشر DAX داكسالألماني (+ 0.26%)، مؤشر CAC 40 الفرنسي (-1.13%)، ومؤشر فوتسيالإيطالي (-2.41%). من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر FTSE 250 البريطاني بنسبة 0.81%.
أسهم الأسواق الناشئة
أنهت أسهم الأسواق الناشئة المدرجة بمؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM تداولات الأسبوع على انخفاض بنسبة 0.38% مدفوعة بالخسائر في بداية الأسبوع على خلفية تزايد مخاوف المستثمرين من انهيار البنوك. واستمرت خسائر المؤشر ستة أيام في يوم الثلاثاء، قبل أن يعكس المؤشر بعض خسائره نتيجة لتحقيق شركات أمريكية كبرى لأرباح قوية. وفي آسيا، عكس مؤشر شنغهاي المركب Shanghai Composite الصيني خسائره في وقت مبكر من الأسبوع لينهي الأسبوع بارتفاع بنسبة 0.67%. واستقرت معنويات المستثمرين نسبيًا في الصين حيث ساعدت بيانات الأرباح القوية المستثمرين على تجاوز حالة التشاؤم الناتجة عن تحقيق تعافي اقتصادي أبطأ من المتوقع. وفي الوقت نفسه، خسر مؤشر هانج سنج Hang Seng في هونغ كونغ نحو 0.9% خلال الأسبوع. وتمكنت الأسهم في أمريكا اللاتينية من إنهاء الأسبوع على ارتفاع على خلفية البيانات الاقتصادية الأفضل من المتوقع في البرازيل والمكسيك. وصعد مؤشر مورجان ستانلي للأسهم في أسواق أمريكا اللاتينية MSCI LATAM بنسبة 0.02%.
البترول
تراجعت أسعار النفط بنسبة 2.60% لتصل إلى 79.54 دولارًا بسبب بيانات النمو الأضعف من المتوقع، وزيادة المخاوف من انهيار القطاع المصرفي، وتزايد المخاوف من الركود الذي ألقى بثقله على توقعات الطلب على النفط.
الذهب
ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.35% خلال الأسبوع لتستقر عند 1990 دولار للأونصة، على أثر تراجع الدولار.