محمد أكرم دياب يكتب: "شيز لونج" السجن

ركن القراء

بوابة الفجر

تتأثر بطبيعة البيئة والظروف، تكمن بها أوقات للتحدي، وأخرى لا ترى فيها الا الاستسلام، تؤثر على الصحة العامة وقد تصل اعراض امراضها إلى توقف مفاجئ للقلب، هي تلك التي تُصَدر المشاعر من حزن وفرح، انكسار ونصر، هي اهم ما يركب النفس البشرية، الصحة النفسية أساس مهم وفحصها المستمر يساعد في تواجد حياة مستقرة، ذلك ما ينطبق خارج الاسوار لكن داخلها ففحصها حتمي لمنع الانزلاق إلى الانتحار أحيانا.

اهم ما يواجه السجين في الازمات النفسية بعيدا عن أوضاعه المعيشية داخل السجون، حالات الصراع النفسي حسب وصفها من خبراء نفسيين، تلك الازمة التي تلازمه منذ القبض عليه مرورا بالمحاكمة وحتى تنفيذ الحكم والتي تتلخص في عقاب المتهم لنفسه من الحسرة والندم، جرمه دائما لا يفارق خياله فهو يعيش صراعا نفسيا بين تسويغ ما فعله دينيا والتبرير لذلك وبين الشعور بالذنب تجاه ما ارتكبه من جرائم وحشية".

وغالبية ما يحدث من حالات انتحار داخل السجون والمعتقلات حول العالم بطرق عدة أشهرها الشنق لامتلاك المسجون اداتها من ملابسه كأقرب سلاح لتنفيذ رغبته في التخلص من حاله القائم بعد تعرضه لنوبات الاكتئاب واختلال التوازن النفسي، فحتى ذلك المعاقب الذي اقبل على جريمته بحماس وايمان، وبعد تحقيقها ينتابه الشعور بالنصر يتعرض لنوبات الاكتئاب بعد فترة من قضاء مدة عقوبته حينما يدرك وضعه وإنه يعيش أيام قاسية بسبب فعلته.

وبسبب الحالة النفسية شهدت سجون إيطاليا اكبر عدد لحالات الانتحار في فترة انتشار فيروس الكوفيد ١٩، والتي جعلت حياة السجناء هناك اكثر بؤسا، ففي احد التصريحات لوكالة رويترز قال ماورو بالما أمين المظالم الوطني لشؤون السجناء بدولة إيطاليا، إنه يُقارن رقم معدلات الانتحار بالسجون بمتوسط سنوي يبلغ نحو 50 حالة انتحار على مدى السنوات العشر الماضية، ونحو 60 حالة في كل عام من سنوات انتشار فيروس كورونا المستجد لعامي 2020 و2021.

وفي أمريكا يمكننا التأكيد حسب الدراسات،  ان معدل الانتحار في السجون يعادل ضعف معدل الانتحار بين السكان عمومًا،و اهتمت الدراسة بحالات تعرضت للتفكير في الانتحار داخل السجون هناك كان بينهم  آر إيه، وهو سجين من الأمريكيين الأصليين، أشار في حديثه إنه بعد عدد من الصدمات النفسية بعد انقضاء مدة عقوبته، بدأ مرضه النفسي بسماع أصوات تقول له اقتل نفسك وبدأت في التطور حاول فعل ذلك بشقِّ رسغه باستخدام قطعة معدنية كسرها من السرير.

الصحة النفسية في السجون تحقق اكبر من مرجوها خارج جدرانه تعطى النزيل فرصة جديدة في الحياه، تكسر اقفال أبواب الاحلام وتجدد الفرصة في بقائه على قيد الحياة لذلك كانت ملف مهم في قلب ملفات تطوير السجون المصرية التي كانت انطلاقتها من توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبدء في تنفيذ تجربة مراكز الإصلاح والتأهيل بديلا عن السجون القديمة التي تم اغلاق العديد منها نهائيا. 

بدايتها بعد التوجيهات بدراسات كبيرة واشتراك خبراء لتأسيس مراكز الإصلاح بشكل يحافظ على ادمية النزلاء واعطائهم فرصة جديدة في الحياة، كان أولها مركز تأهيل وإصلاح وادى النطرون،، ثم تلا ذلك افتتاح مركز إصلاح وتأهيل بدر، حيث يطبق أعلى معايير حقوق الإنسان الدولية، في جولتنا بالثاني كانت بدايتها من عيادة مخصصة للصحة النفسية داخل المركز عرفها لنا مقدم دكتور محمد المليجي مسؤل الوحدة، إنه ا تضم علاج الإدمان والامراض النفسية وتوفر فحص شامل بصفة دائمة للنزلاء. 

في جولتنا بالعيادة مع الاستماع لمديرها عن الأقسام المختلفة بها وجدنا أماكن مخصصة للعلاج الجماعي بتداول الاحادث حول المشاكل النفسية التي يواجهها كل مسجون، هذا بخلاف غرف العلاج النفسي لفت انظارنا كلمة من الطبيب المسؤل ان المرض النفسي مرض مزمن يصاحب المريض لذلك خصصوا غرفة للسجلات المرضية، في سؤال بديهي صدر من جانبنا اين "الشيز لونج" ضحك بان هذا ماتروجه السينما والدراما لكن عادة لايحتاج الطبيب النفسي اليه لذلك مراكز الإصلاح دون شيز لونج ولكنها لا تخلوا ملائكة لإنقاذ النزلاء من الانتحار وتعديل سلكوهم.