هبة عبد العزيز في رثاء مصطفى درويش: " كلنا ضيوف على الدينا"

مقالات الرأي

هبة عبدالعزيز
هبة عبدالعزيز

نعت الإعلامية والكاتبة الصحفية هبة عبد العزيز الفنان مصطفى درويش والذي وافته المنية امس في فاجعة احزنت الوسط الفني بشكل كبير ودونت عبر صفحتها الشخصية فيس بوك وانستجرام رثا قالت فيه..

"قابلت مصطفى درويش أول مرة فى حفل خيرى كانت عملاه وزارة التضامن ممثلة فى شخص سيادة الوزيرة العزيزة  نيفين القباج أطفال الشوراع،واتعرفنا على بعض من وقتها  … وشوفت مصطفى يومها قد إيه إنسان صادق وحقيقى مش مزيف،بيضحك من قلبه، وروحه حلوه،وعنده طاقة حب  
بيوزعها بإبتسامة هادية على كل اللى حواليه …. 
وبعدها بكام يوم شوفته للمره التانية فى عيد ميلاد حد من أصحابنا  المشتركين …والمرة ديه شوفته واحد إبن أصول وإبن بلد 
مايفوتش واجب، رغم إنه كان عنده تصوير وقتها وسحلة شغل ومرتبط بإلتزامات …..

وبعد كده حصل وبقينا نتقابل كتير بالصدف: مرة فى سحور، فطار، مع أصحاب مشتركين، أفراح، مناسبات عامة وهكذا.

وبقينا على تواصل هنا أكتر فى العالم الإفتراضى …وجمعنا حاجات فى الخير من غير كاميرا ولا بروباجندا … مصطفى إنسان بيعشق الخير ومساعدة الغير ولمست حبه وطبطبته على الأيتام كان لطيف وخفيف ومهذب بيسأل ويطمن ويبارك لو فيه حاجة ويقول رأيه بإحترام أوقات، ويهزر ويضحك أوقات… حبيت فيه شخصيتة الرايقة وحتة إنه متصالح مع نفسه وبيحب الحياة وأخدها ببساطة.

ولغاية إمبارح الساعة 4 الصبح تقريبا مصطفى كان صاحى وكاتب مامعناه إنه مش عارف ينام  (حال كتير مننا بعد رمضان )، وقبلها كان كاتب بوست كوميدى حزين عن فكرة ( إنهاء الماضى) !.

فلما شوفت الكلام كنت ده حسيت إنه واحشنى كده وعاوزة أكلمه لكن الوقت كان متأخر أوى وكنت بسقط وعاوزة أنام فقولت لنفسى خلاص لما أصحى م النوم هكلمه بإذن الله أسأل وأطمن عليه …فى العادى يعنى، وماتصورتش  إنى هصحى مش هلاقيه فى الدنيا !!!..

ولما صحيت فعلا بفتح النت عشان أشير آخر مقال كتبته لاقيت خبر الوفاة فى وشى كده على نفس الموقع !!!!! فقولت ديه شكلها دعاية أكيد لحاجة هيعملها مصطفى بعد العيد، بس إيه الكلام ده والعنوان السخيف أوووووى ده وإزاى توصل لكده والجو ده !!!!!

ولما بصيت هنا لاقيت إن الخبر بجد !!!!.

بجد فضلت فترة مش مستوعبة وكأنى فى حلم غريب !!!.

الله يرحمك ويحسن إليك يا مصطفى ويدخلك فسيح جناته آمين … وبرغم الاحساس بالفقد إلا إنى متأكدة إنك فى مكان  أنقى وارقى

ولما بدأت أستوعب …إتمكن منى الإحساس ده جدا:

حسيت أن الدنيا ديه متسواش أى حاجة بجد،(وكلنا ضيوف عليها) ديه مش مجرد جملة مستهلكة بتردد، ديه الحقيقة اللى لازم نعيش بيها وعليها … ونراعى فيها آداب الضيافة "