هل تقضي عقوبة الحبس والغرامة على ظاهرة خدش الحياء العام بالـ "تيك توك"؟
أصبح خدش الحياء العام وقضايا الفسق والفجور كارثة حقيقية، يواجهها المجتمع المصري، وآخر مظاهرها القبض على صاحبة قناة يوميات أنوش،التي واجهت حكمًا قضائيًا، وغرامة مالية كبيرة، جراء ما نشرته عبر حسابها على موقع يوتيوت.
للاسف قضايا نشر الفسق والفجور التي تعود جذوره إلى قانون مكافحة الدعارة رقم 10 لسنة 1961، والتي عاد العمل بها بقوة، ظهر جليًّا بقوة، منذ أن ألقت مباحث الآداب القبض على سلمى الفولي مغنية كليب "سيب إيدي"، في غضون عام 2015، عقب صدور أمر من النيابة العامة بضبطها وإحضارها، على خلفية بلاغات تتصل بهذا النوع من القضايا، والقيام بإيحاءات بدت جنسية"، خلال الأغنية، تم وصفه بـ خدش الحياء العام.
الحبس والغرامة لصاحبة قناة يوميات أنوش
قضت المحكمة الاقتصادية، الأحد، بمعاقبة صاحبة قناة «يوميات أنوش» على «اليوتيوب» بالحبس 3 سنوات وتغريمها 100 ألف جنيه، في اتهامها بنشر الفسق والفجور وخدش الحياء العام.
وكانت النيابة العامة أحالت صاحبة قناة يوميات أنوش على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، إلى المحاكمة بتهمة نشر الفسق والفجور وخدش الحياء العام، بعد أن فتحت التحقيق مع السيدة بتهمة إدارة قناة على موقع اليوتيوب، وتبث فيديوهات خادشة، تظهر فيها بملابس مثيرة، وذلك بعد بلاغ تقدم فيها، لما قدمه عبر حسابها الإلكتروني.
حنين حسام ومودة الأدهم
كانت فتاتان هما حنين حسام ومودة الأدهم واجهتا قضية، عُرفت إعلاميًا بمحاكمة فتيات التيك توك، عام 2021، في اتهامهم بالاتجار بالبشر، واجهتا حكمًا قضايًا مشددًا لكل منهما، بعد ما انتشر لهم من فيديوهات تمت مشاركتها وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد كانت تمت مشاركتها من حسابهما.
تم الحكم على حنين حسام ومودة الأدهم، بالسجن 3 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه للأولى، في اتهامها بـالاتجار بالبشر، و6 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه للثانية.بعد حكم السجن المشدد 10 سنوات لحنين حسام غيابيا، ومعاقبة مودة الأدهم و3 آخرين بالسجن المشدد 6 سنوات وغرامة 200 ألف جينه لكل منهم.
اتهمت النيابة العامة في كلا القضيتين، بشأن حنين حسام بالاتجار فى البشر بأن تعاملت فى أشخاص طبيعيين هن المجنى عليهن طفلتين، لم يتجاوزا الـ18 من العمر، وأخريات بأن استخدمتهن بزعم توفير فرص عمل لهن تحت ستار عملهن كمذيعات من خلال أحد التطبيقات الإلكترونية للتواصل الاجتماعى "تطبيق لايكي" يحمل فى طياته بطريقة مستترة دعوات للتحريض على الفسق والإغراء على الدعارة بأن دعتهن "على مجموعة تسمى لايكى الهرم" أنشأتها على هاتفها ليلتقوا فيه بالشباب عبر محادثات مرئية وإنشاء علاقات صداقة خلال فترة العزل المنزلى، الذى يجتاح العالم بسبب وباء كورونا بقصد الحصول على نفع مادي.
كما استغلت مودة الأدهم، تجاريا طفلتين بأن حرضت وسهلت لهما تصوير مقاطع فيديو رفقتها ونشرها على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى للاستفادة ماديا من ارتفاع عدد المتابعين لها، ونشرت مقاطع فيديو مرئية على مواقع التواصل الاجتماعى وزينت لهما سلوكيات مخالفة لقيم المجتمع ومن شأنها تشجيعهما على الانحراف. وأيضًا استخدمت شبكة المعلومات لتحريض الأطفال على الانحراف والقيام بأعمال غير مشروعة ومنافية للآداب، وعرضت أمن وسلامة 3 أطفال للخطر بأن قامت بتصوير مقاطع فيديو مرئية لهم ونشرها على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت واستغلالهم تجاريا بأن تكسبت من ورائهم مبالغ مالية.
شيري هانم وابنتها زمردة
كانت محكمة جنح القاهرة الاقتصادي، قضت بسحنشيري هانم وابنتها زمردة 6 سنوات بتهمة الاعتداء على القيم المجتمع، والتحريض على ممارسة الدعارة وانتهاك حرمة الحياة المواطنين بنشرهما فيديوهات تتضمن اغراء بالدعارة وممارسة الرذيلة وتسهيلها.
كانت قناتهما على تيك توك تحصد أكثر من 90 ألف متابعًا، وكان آخر فيديو عن علاقة الرجل والمرأة، ما رأته السلطات بأنه يندرج تحت قائمة خدش الحياء العام.
سنتان لـ "سما المصري"
كانت المحكمة الاقتصادية أيدت حكم حبس لمدة سنتين بحق سما المصري، بعد اتهامها في قضية لـ التحريض على الدعارة، ورفضت استشكال المتهمة؛ لوقف تنفيذ الحكم.
كانت النيابة العامة قد كشفت أن المتهمة سما المصري نشرت صورًا ومقاطع مرئية مُصورة لها خادشة للحياء العام عبر حساباتٍ خاصة بها بمواقع إلكترونية للتواصل الاجتماعي، وإتيانها علانية أفعال فاضحة مخلة، وإعلانها بالطرق المُتقدمة دعوة تتضمن إغراء بالدعارة ولفت الأنظار إليها.
والآن وعلى مدار ما يقرب من الثمان سنوات، على عود هذا النوع من القضايا بشكل ملموس وكبير في ساحات المحاكم المصري، يبقى الفسق والفجور يناوش جنبات القيم داخل مجتمعنا المصري،؛ ليبقى السؤل: إلى متى يستمر خدش الحياء العام؟