مدير تيرانس: يجب تناول العقيدة في ضوء روح التدبير الرعوي

أقباط وكنائس

اثناسيوس فهمي
اثناسيوس فهمي

اطلق القمص اثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية، دراسة تحت شعار “العقيدة في ضوء روح التدبير الرعوي”.

قال خلالها إنه يجب تناول العقيدة في ضوء روح التدبير الرعوي، وذلك من خلال عدة خطوات تاتي كالاتي:

1) تأكيد سلامة الإيمان واستقامته تكون دائمًا مُلهمة ومستندة إلى الحق الإلهي في الكتاب المقدس انفاس الله والليتورجيات والقوانين والمجامع الكنسية الثلاثة المعتمدة  ، وفي روح ونصوص أقوال الآباء.
2) الآباء الكنسيين وأقوالهم وكتاباتهم، في الواقع يمثلون واقع استمرار حضور الروح القدس في مجمعية  الكنيسة من جيل وإلى جيل وإلى دهر الدهور منذ أبينا الكاروز مارمرقس وحتى الآن  في القرن الواحد والعشرين  " كنيسة تسليم " كنيسة اتباع وليس ابتداع " كنيسة خبرة وتقليد ومرجعية  لها محدداتها  القانونية " 
3) الحقيقة الروحية المعاشة في الكنيسة بأسرارها وعباداتها وكتب البيعة - أنفاس الله - هي المعيار التشريعي الحي والصريح، ضد كل تحايل أو تعدي أو تعاظم  أو ابتداع منحرف أو تعليم فردي لا يستند إلى التقليد الأورثوذكسي.
4) قبول الكنيسة للتعليم الموافق لمشيئة الروح القدس، هو سلطانها الأعلى والأوحد وهو أمرًا إلزاميًا على الجميع عبر التاريخ الطويل وحتى يومنا هذا. وفق تعهدات  واعتراف امانة التزم به من اوكلت اليه مهمة خدمة الكلمة في اي مجال بالتعليم الكنسي لكنيسة مجدها منذ اول مدرسة لاهوتية في العالم المسيحي كله  .
5) الدفاع عن سلامة الإيمان الأورثوذكسي الواحد والانتباه للخطأ والانحرافات يستلزم كل أمانة وصدق وتجرد وجهوزية، بعيدًا عن الهوى والنفسنة والشخصنة والتحزبات الضيقة  والوساطات والاعوجاج.... فلا ترضية ولاتهاون ولا سلطان لاحد  قبالة تقليد الكنيسة ووديعتها التي استلمناها بالعرق والدمع والنفي والدم  الغالي الذي قدمه اباء دافعوا وشهدوا ونفوا وتشردوا  واهينوا من اجل الامانة الارثوذكسية.
6) تقويم كل اعوجاج يتم في الكنيسة بموجب ( الحق ) و( الروح ) فيما تسلمته منذ بداياتها وحتى اليوم عبر ذخيرة الخبرات الروحية الحية والمتواصلة والممتدة، لأنها وظيفة حراستها وقانونها الرسولي الملوكي.
7) مسيحنا القدوس ورسله لم يخلفوا لنا مجموعة مسائل كلامية أو صيغ لغوية، إنما سلموا سر الاقتداء والاتحاد بالمسيح لنعيشه ونحفظه ونكرز به ونحرسه بالإيمان والأعمال الحسنة والقدوة، لإنه  الحكمة المعاشة في السر الهي.
آباء الكنيسة ولاهوتييها أغناطيوس وإيرينئوس وبوليكاربوس وديديموس وألكسندروس وبطرس خاتم الشهداء وأثناسيوس وكيرلس عمود الدين وايسيذروس الفرمي وكبريانوس وباسيليوس وغريغوريوس الثيؤلوغوس والنيصي ويوحنا ذهبي الفم وامبروسيوس وهيلاري ويوحنا كاسيان وساويروس الأنطاكي وفلكسينوس والسروجي وأفراهات السرياني وديسقوروس وأنطونيوس الكبير وأبو مقار  وبولس البوشي وبطرس السدمنتي  .. تركوا حياة وغنى وخبرة مجد، فمن يريد أن يجتر أقوالهم الحلوة وكتاباتهم الذهبية يلزمه أن يحيا حياتهم وسيرتهم  ( الفكر والسيرة ).
9) التقليد الكنسي ليس للموجهات الاعلامية أو التسييس ولا للملاسنات والتحزبات والتحريض والتحقير ولا لتبادل المذمات والاتهامات المرسلة، لكنه تيار حياة وخبرة وعصارة استمرار دينامكية الكنيسة القبطية أم الأولاد الفرحة، وأيقونة السماويات العلوية.
10) الكنيسة لا تؤمن بعصمة أحد ولا بفكر أحد منفردًا، لكنها تتخذ من الحجة والتوثيق الآبائي لإجماع الآباء معيارًا أصيلًا لحفظ إيمانها وثبات عقيدتها التي حفظوها لنا بالعرق والنفي والاعتراف وشهادة الدم بعد أن سلكوا بتوبة وانسكاب وأدب ووقار كنسي، صار قوة مخفية علمت المسكونة وبها كانت الكلمة الأخيرة الفاصلة.
11) الشعب البار الحافظ الأمانة بالتقوى كله مؤتمن على شهادة الإيمان وحفظه وعيشه وثباته، بوعي وإفراز ومخافة، لكن مجمع الكنيسة وحده هو المرجع النهائي للتصحيح والتعليم والتقنين والاستدراكات.
12) الحق الإلهي هو الذي يحكم على كل تعليم فيزكيه إن كان مطابقًا للتقليد المستقر، أو يدينه إن كان مخالفًا أو منحرفًا وعندها ليستد كل فم، لأن إعلان الله فريد وحقيقي ومطلق وغير متضارب.
13) التعليم الكنسي الخالي من العثرة والتجاديف، عمل إلهي يستلزم موهبة ونعمة ننقله كحياة وكخبرة،وكقدوة محبة تقترن بالمعرفة العميقة الصحيحة في أمانة التوصيل والتأصيل.
14) صورة التعليم الصحيح لائقة فقط عندما تقترن بالتقوى والمحبة العملية،ومحفوظة بتواضع وأدب التلمذة والطاعة، لذلك أرثوذكسية التعليم شهادتها جماعية مشتركة وتحكمها الرحمة والوداعة واحترام قوانين البيعة. ( فكنيسة الله لايشمخ عليها من احد قط ). 
15) تعاظم أهل البدع يلازم الذين اتخذوا من تشامخ الروح والعجب الكاذب طريقًا، متجاهيلن تصميم البنيان وروح إفراز جامعية الكنيسة التي ترفض كل ما هو غريب بلا مساومة ولا ابتداع أو تحوير أو انفراد منشق.
16) التغاضي عن الأخطاء الهرطوقية هو قتل، لذلك ترفَّع آباء الكنيسة عن التورط في المنازعة على الألفاظ والتعبيرات، مثلما اهتموا في حرية الروح بالشرح الملازم لكل التعبيرات فيقول الثيئولوغوس: " لسنا نتنازع في الأسماء إذا فهمت المعاني "  واستقرت باجماع اتفاق اباء البيعة الطاهرة.
17) هناك هرطقات منحرفة تشكل منهج هدام للتعليم لا بد من دَحْضَها بالتفنيد بينما هناك آراء وأفكار مجتزئة تحتاج إلى التفسير والتوضيح والنصح والمعالجة حتى لا يستمريء أصحابها نشر غرائبهم، فتصير إزعاج ومخاطر مهلكة تَحِفُ بالسفينة من جراء الاجتراء والاستعلاء والدعاوي.
18) اتخذ الآباء من الوداعة والشجاعة طريقًا للإقناع وشرح المعاني والابتعاد عن التراشق بالحرومات والإتهامات والخصام، حتى يحفظوا الإيمان الصحيح ويجعلوا من الأموات أحياء لبنيان كنيسة واحدة للمسيح المعلم الأوحد.
19) انتهجوا طريقة سلامية حتى لا تنفصل صلتهم بالذين يخالفونهم الرأي حرصًا على منافع رباط وحدة الوصل الكنسية، معتبرين أسلوب الإنذار يتناسب مع من كانت أخطاؤهم عَرَضية غير مقصودة بالعناد والإصرار على المُخَالَفة، لذلك عُقدت المجامع وتم سَنَّ القوانين ووضع الحرومات على كل تعليم هرطوقي ترفضه الكنيسة. من  ( عبادات الاوثان والالهه الغريبة  -  كهنوت المراة -  تجاوزات  الشذوذ وخلاص غير المؤمنين والمطهر وتسييس اللاهوت  )  .
20) الشهوات الخاصة والأخذ بالوجوه والتعاظم والنجومية الفارغة  هو الذي يضرب المبتدعين عندما يطلقون العنان لشطحاتهم فيتطاولوا على الإيمان الذي سلم مرة للقديسين  - ( حل تعاظم اهل البدع  )، لذلك لا مساومة ولا مهادنة مع الذين يزرعون الشقاق بنجومية الابتداع، ليبذروا بذور الشقاق والافتخار الباطل بفذلكاتهم وغرائبهم  ،  ما دام لم يتوبوا ويتراجعوا عن اخطاءهم مقرين بها.