لمساهمته في مد الشبكات الرقمية بقرى مصر
مفوضة الاتحاد الأفريقى تشيد ببرنامج حياة كريمة
أكدت الدكتورة أماني أبو زيد مفوض الاتحاد الأفريقى للبنية التحتية والطاقة والرقمنة بالاتحاد الأفريقي، أهمية الإسراع فى تنفيذ مشروعات الربط الرقمى فائق السرعة فى كافة أنحاء إفريقيا، وكذا العمل على سد الفجوة الرقمية للبنات والسيدات فى القارة من أجل إحداث نقل تنموية والاستفادة من الخدمات والإمكانات الهائلة وفرص العمل التى تتيحها التكنولوجيا الرقمية.
جاء ذلك في قمة "تحول إفريقيا - Transform Africa" التى عقدت فى الفترة من 26 إلى 28 أبريل 2023، فى فيكتوريا فولز، بدولة زيمبابوى.
حضر حفل افتتاح قمة Transform Africa أربع رؤساء دول أفريقية وهم رئيس زيمبابوى إميرسون منانجاجوا، ورئيس رواندا بول كاجامى ورئيس تحالف إفريقيا الذكية رئيس ملاوى لازاروس شاكويرا ورئيس زامبيا هاكيندى هيشيليما، والملك مسواتى الثالث ملك إيسواتينى.
و دعا رؤساء الدول إلى تبنى التكنولوجيا لتحفيز النمو الاقتصادى لإفريقيا، مؤكدين أن التكنولوجيا هى أولوية إنمائية ويجب تبنيها إذا كانت قارتنا تريد التحول والتحديث والتصنيع فى بيئة عالمية سريعة التغير.
وقال الرئيس منانجاجوا خلال حفل الافتتاح الرسمي: "يجب على الحكومات الأفريقية وأصحاب المصلحة إدخال إفريقيا إلى اقتصاد قائم على المعرفة يرتكز على فوائد التكنولوجيا".
وتحدث الرئيس بول كاجامى عن دور رقمنة الاقتصادات الأفريقية في تحويل إفريقيا، وقال "لتكثيف التحول الرقمى فى القارة، يجب أن يكون كل فرد متصلًا بالنطاق العريض الميسور التكلفة وأن يكون قادرًا أيضًا على امتلاك جهاز ذكي.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى جعل الهويات الرقمية للأفراد والشركات محمولة عبر الحدود مع استخدام التكنولوجيا لتقليل الحواجز التجارية".
وتابع الرئيس كاجامي: "احتل الذكاء الاصطناعى عناوين الصحف فى الأسابيع الأخيرة للأسباب الصحيحة على الأكثر، ويجب أن نتحرك بسرعة لتبنى الذكاء الاصطناعى وإنجاحه".
وشدد الملك مسواتى الثالث ملك إيسواتينى، على أنه يجب عدم ترك إفريقيا وراء الركب ويجب أن تستفيد من الفرص التى أتاحها العصر الرقمي.
وقال: "نحن نعيش الآن فى وقت مثير حيث يتحول العالم بوتيرة غير مسبوقة، ومعدل التطور التكنولوجى سريع ويجب ألا نتخلف عن الركب فى إفريقيا".
وأضاف: "بينما نمضى قدمًا، يجب أن نحتضن التحول الرقمى إذا كنا نأمل فى الحصول على مستقبل أفضل لأنفسنا وللأجيال القادمة فى قارتنا الحبيبة، يجب أن تتحد إفريقيا من أجل تعزيز إفريقيا التى نريدها كما تم تبنيها فى أجندة 2063".
وأشار القادة، إلى الحاجة على تكثيف الاستثمارات فى التحول الرقمى والابتكار وتمكين الشباب والمرأة لإفريقيا لتحقيق أهدافها التنموية طويلة وقصيرة المدى.
وقال رئيس مالاوى لازاروس تشاكويرا "من أجل اللحاق بالمسار العالمى الأول للاستيعاب الرقمى، يجب على إفريقيا نشر استثمارات إستراتيجية متعددة لدمج جميع القطاعات الرئيسية للاقتصاد على منصة رقمية واحدة. واضاف " يجب أن يحصل مواطنونا على وصول ميسور للمنتجات والخدمات الرقمية ومحو الأمية الرقمية والبنية التحتية الرقمية المحسّنة ".
كما أكد الرئيس الزامبى هيشيليما على الرقمنة كأداة لتسريع التكامل الأفريقى من خلال تعزيز التجارة وحرية حركة الأشخاص والسلع والخدمات، وقال: "نحتاج أيضًا إلى استخدام الرقمنة فى حركة البضائع لدينا عبر حدودنا، يجب أن تكون لدينا مراكز غير حدودية، على عكس المراكز الحدودية ذات الشباك الواحد، لا جدوى من إيقاف الشاحنات المتجهة إلى زيمبابوى أو ملاوى فى المراكز الحدودية ويمكن تحقيق ذلك من خلال التكنولوجيا. "
وكمكون أساسي للقمة، عقد اجتماع مجلس ادارة تحالف افريقيا الذكية " Smart Africa "، والذى يضم عدد من رؤساء الدول الأفريقية وعدد من رؤساء الشركات الأفريقية والعالمية العاملة فى محال الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات، برئاسة پول كاجامى رئيس رواندا.
و بصفتها الرئيس المشارك لجنة تسيير تحالف إفريقيا الذكية وذلك مع سكرتير عام منظمة الأمم المتحدة للاتصالات، ذكرت الدكتورة أمانى أبو زيد مفوضة الاتحاد الافريقى " أن الربط الرقمى هو أيضا جزء من الربط والاندماج الافريقى وأنه لا يمكن تصور تفعيل منطقة التجارة الحرة الافريقية دون ربط رقمى وشبكة مواصلات إقليمية وعابرة للقارة.
ونبهت الدكتورة أمانى أبو زيد أن الفجوة الرقمية الكبيرة فى إفريقيا هى فجوة الريف والحضر والتى يزيد من وطأتها عدم توفر الكهرباء فى كافة أنحاء القارة وهى الطاقة اللازمة لتشغيل الأدوات والاجهزة والأنظمة الرقمية.
كما أشادت مفوضة الاتحاد الأفريقى بالجهود الكبيرة الحثيثة فى هذا الصدد التى تقوم بها دول أفريقية على رأسها مصر من خلال برنامج حياة كريمة والذى يتم من خلاله مد الشبكات الرقمية فائقة السرعة فى كافة القرى المصرية كمكون أساسى لهذا البرنامج متعدد الأبعاد، مشيدة أيضًا بالبرامج فى النيجروبنين وغينيا وغيرهم.
وعلى هامش القمة، حضرت مفوضية الاتحاد الأفريقى اجتماع مجلس إدارة Smart Africa، وشاركت فى تنظيم جلسة مع البنك الدولى تحت عنوان "توصيل إفريقيا غير المتصلة من أجل تحول رقمى شامل"، حيث أشارت الدكتورة أمانى أبو زيد، إلى الأزمات التى لها آثار خطيرة على إفريقيا، ويمكن للرقمنة أن تمكّن من التحول الاقتصادى نحو مسار نمو أخضر ومرن وشامل، وأبرزت كذلك أن 45 فى المائة من مستخدمى الإنترنت فى إفريقيا هم من الذكور بينما تمثل الإناث 34%، ما يؤكد الحاجة إلى سد الفجوة الرقمية بين الجنسين لأن هذه التفاوتات تحد من وصول المرأة إلى مجموعة كاملة من الفرص التى تتيحها الرقمنة.
وتعد قمة Transform Africa هي المنتدى السنوى الرائد فى إفريقيا الذى تنظمه Smart Africa للجمع بين القادة العالميين والإقليميين من الحكومات والشركات والمنظمات الدولية للتعاون بشأن طرق جديدة لتشكيل وتسريع واستدامة التطور الرقمى المستمر في إفريقيا.