دعم دولي لمواجهة ظاهرة حظر عمل الموظفات الأفغانيات
نددت العديد من دول العالم والمنظمات الدولية والحقوقية، بقرار حركة طالبان بشأن حظر عمل الموظفات الأفغانيات اللاتي يعملن لصالح الأمم المتحدة في أفغانستان، وذلك في إطار تشديد طالبان ضوابط انخراط النساء في الحياة العامة.
وعقب قرار حركة طالبان الأفغانية، صوت مجلس الأمن، اليوم الجمعة، بإدانة حظر إدارة طالبات عمل الموظفات الأفغانيات من العمل في المنظمة الدولية، والذي يقوض حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية، وسط مطالبات للحركة بالعودة "بشكل عاجل" عن قرارها.
ويشير القرار، إلى حق الأفغانيات في الوصول إلى التعليم والتوظيف وحرية التنقل و"مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والهادفة في الحياة العامة؛ داعيًا جميع الدول والمنظمات على استخدام نفوذها من أجل إبطال هذه السياسات والممارسات.
وبصفتهما حاملتي القلم المشارك لملف أفغانستان، صاغت كل من دولة الإمارات واليابان قرار مجلس الأمن الدولي، والذي شارك في دعم القرار ورعايته أكثر من 90 دولة عضوا في الأمم المتحدة، وأكثر من 28 دولة من منظمة التعاون الإسلامي.
ومن جانبها، أكدت السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن هذا الدعم الأممي يجعل رسالتنا الأساسية اليوم أكثر أهمية مما هي عليه، فالعالم لن يقف صامتا بينما يتم محو وجود النساء في أفغانستان من المجتمع.
وأوضح روبرت وود نائب المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، إلى مجلس الأمن، بأنه "لن نقبل قمع طالبان للنساء والفتيات، هذه القرارات لا يمكن الدفاع عنها، لا يمكن رؤيتها في أي مكان آخر في العالم"، مؤكدا أن مراسيم طالبان تلحق ضررا لا يمكن إصلاحه بأفغانستان.
وفي سياق متصل، حض فرنسوا ديلما مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية أمس الخميس، حركة طالبان على العودة بشكل عاجل عن قرارها بمنع الأفغانيات من العمل في وكالات الأمم المتحدة العاملة في أفغانستان، معبرًا عن أسفه لتأثير هذا القرار على الشعب الأفغاني الذي يواجه أساسا أزمة إنسانية واقتصادية غير مسبوقة.
كما ناشدت سفينيا شولتسه وزيرة التنمية الألمانية، جماعة طالبان رفع الحظر المفروض على عمل النساء الأفغانيات لدى الأمم المتحدة، مؤكدة أن "أي بلد من قبل لم تحاول مطلقا إبعاد النساء عن منظمات الأمم المتحدة"، وأن مثل هذا الحذر لا يضر بالنساء فقط، ولكن بتنمية الدولة بأكملها بشكل تام.
ووصفت منظمة "أطباء بلا حدود" القواعد الجديدة من جماعة طالبان بأنها خطوة أخرى "نحو محاولة ممنهجة لإقصاء النساء من كافة المجالات بالحياة العامة".
ومن المقرر أن يعقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اجتماعات مغلقة مع المبعوثين الخاصين المعنيين بأفغانستان من مختلف البلدان، للعمل على نهج موحد للتعامل مع طالبان.
هذا وكانت قد أبلغت الأمم المتحدة، نحو 3300 من موظفيها في أفغانستان، من بينهم نحو 400 امرأة، بعدم التواصل مع مكاتبهم حتى إشعار آخر لدواع أمنية، بينما لم يتأثر نحو 600 من العاملين في المنظمات الدولية في أفغانستان بالحظر.
الجدير بالذكر أنه في وقت سابق من الشهر الجاري، بدأت طالبان في تطبيق حظر عمل الأفغانيات الموظفات في الأمم المتحدة، بعد منع معظم النساء من العمل لصالح منظمات الإغاثة الإنسانية في ديسمبر.