اللحظات الأخيرة في حياة الشيخ عبد الله كامل
توفي اليوم الخميس الشيخ عبد الله كامل، عن عمر يناهز ال 38 عامًا، في أمريكا.
اللحظات الأخيرة
تحدث الشيخ مصطفى أبو سيف، مرافق الشيخ عبد الله كامل، عن الساعات الأخيرة للشيخ قبل وفاته اليوم، موضحا أن آخر ما كان من أمر الشيخ عبدالله كامل رحمه الله، بعد أن صام رمضان وقامه وطاف في العديد من الولايات يقرأ كتاب الله في بيوت الله بصوته الفريد العذب الذي عُرف به، ختم القرآن لنفسه أربعا وعشرين مرة هذا العام كما أخبرني بذلك وكان قد ختمه في العام الماضي ثمان وعشرين ختمة واعتذر قائلا: شغلني كثرة الأسفار هذا العام.
وأضاف مرافق الشيخ عبد الله كامل، خلال منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن أحد الإخوة استأذنه أن يستضيفه في منزله هذه الأيام فاستشارني في ذلك فقلت له أنت ضيف الله في بيته لا تخرج من غرفة الاستضافة في المسجد وأنا أخدمك ولا ينقصك شيء إن شاء الله فوافقني الرأي، وقال أنا أحب هذه الغرفة فكم ختمت القرآن فيها مرات ومرات (فمات فيها!!) فالحمد لله الذي وفقنا لذلك.
وتابع الشيخ مصطفى أبو سيف أن من جملة أقواله في خاطرته أمس: إلى هؤلاء الذين ينكرون رؤية الله يوم القيامة، وهل يصبرني على ما أنا فيه إلا رؤية وجه ربي يوم القيامة!
وأكمل: صلينا اليوم الفجر سويا في مسجدنا - مسجد التوحيد بولاية نيوجيرسي - وألقى خاطرة بعد الصلاة ثم جلست أنا وهو في بيتي نقرأ ونتذاكر من الفجر وحتى صلاة الظهر ما توقفنا إلا للطعام أو الشراب، وكانت جلسة لم أر مثلها، كنا نقرأ ونتذاكر ونمزح ونضحك ونبكي ونتأثر، وأذكر أنه مر على خاطرة عن سورة التكوير فبكى بكاء شديدا، وعن خاطرة عن سن الأربعين وفيها: إذا تم أمر بدأ نقصه.. ترقب زوالا إذا قيل تم، فقال كم عمري؟! قلت بالهجري قد جاوزت الأربعين بخمسة أشهر فتأثر.
وتابع أبو سيف، قائلا: إنه عند صلاة الظهر طلب مني أن أتقدم للصلاة فأبيت إلا أن أقدمه فتقدم والحمد لله فصلى بنا، وبعد الصلاة قال بعضنا لبعض لنسترح قليلا ثم نواصل فقمت ولم يقم، وكانت الفاجعة، ذهبت لأوقظه فإذا بروحه قد صعدت إلى باريها.
واختتم: فجعت به فاجعة لم أفجع بمثلها، فقد كان يجمعنا حب في الله لا حدود له وكان يقول لي: سبحان الله الذي ألف بين قلوبنا، وكان يحبني جدا ويعبر دائما عن محبته، وأنا والله يا صاحبي أحبك في الله حبا جما والحمد لله الذي جمعني بك على محبته وأن فارقتني على محبته، وأحمد لله أن جعلني آخر من جالست وآخر من حدثت وإني والله لفراقك لمحزون محزون ولا أقول إلا ما يرضى ربي فإنا لله وانا اليه راجعون، رحمك الله يا صديقي وجمعني بك في جنة الفردوس بغير حساب ولا سابق عذاب.
ولد الشيخ عبد الله احمد كامل، عام 1985، بمحافظة الفيوم في أحدى قرى مركز يوسف الصديق، وهو داعيه إسلامي وشيخ مصري كفيف، حيث فقد نعمة البصر، وقام الشيخ عبد الله بحفظ القرآن الكريم كاملًا دون أي نقصان منذ الصغر وعلى طريقة بريل.
تخرج من جامعة الفيوم في عام 2005 بعدما التحق فيها في كلية دار العلوم، وقد شارك في مسابقة تسمى المزمار الذهبي في عام 2015 التي قدمت على أحد القنوات الفضائية، وحصل فيها على المركز الأول.
اشتهر الشيخ عبد الله كامل بصوته العذب في قراءة القران الكريم حيث له تسجيلات عديدة على الإنترنت والتي تتوفر اغلبها على قناته الرسميه على اليوتيوب.
شارك في تقديم مجموعه من البرامج الدينيه الإسلاميه من خلال قنوات فضائيه شهيرة مثل قناة الرحمة وقناة الناس وقناة الحافظ وقناة الندى الفضائيه وغيرها.
ويعتبر الشيخ عبد الله كامل من المنشدين الذين يمتازون برخامه في الصوت لا مثيل لها دون اظهار أي مشقة في التحكم به.
وتعتبر أشهر منشوداته الذي انشدها وهي هل صليت اليوم عليه؟، والتي لاقت نجاحا وانتشارا في جمهورية مصر العربيه.
قام الشيخ عبد الله كامل بالسفر إلى أكثر من دولة للامامه بالمصلين حيث سافر إلى دولة الكويت وتم نقل صلاوته خلال شهر رمضان الكريم على التلفزيون الكويتي.
كما سافر إلى بعض الدول الأخرى مثل أمريكا والسعودية وغيرها من دول العالم.
توفي الشيخ عبدالله كامل في امريكا بعد رحلة دعوية قام بها إلى هناك منذ اوائل رمضان الماضي.