مواطنة سودانية تكشف لـ "الفجر" رحلة العذاب من القصف في الخرطوم لوصولها لمنطقة آمنة
حالة من الرعب أصابت مدينة بري إحدي أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، إثر تعرضها لقصف صاروخى فى تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا يوم السبت الأخير فى شهر رمضان.
فكان وقع ضرب الطائرات والقنابل تضررا كبيرا حيث أصابت العديد من المنازل، وسيطرت حالة من الرعب بين المواطنين والأطفال.
الأهالي يختبئون
ومن هذا الأساس، حاولت بوابة “الفجر” التواصل مع إحدى المواطنات السودانيات لتروي ما يحدث على أرض الخرطوم.
وفي السياق ذاته، قالت نورا سليمان فى تصريحاتها الخاصة:"الحرب جعلت الأهالى يختبئون داخل المنازل وينبطحون أسفل الأسرة فى منازلهم وذلك لمدة أربعة أيام على التوالى طوال فترة القصف، وسط انقطاع المياه والكهرباء والآنترنت، وبعدها قررت مغادرة منزلها بصحبة أبنائها الثلاثة وبنات أخيها".
وتابعت لبوابة الفجر:" ظل زوجى فى الخرطوم بسبب ظروف مرض أمه المسنة وأخته، وقطعنا مسافات طويلة جدا سيرا على الأقدام أنا وأطفالى ربما لم أكن اتخيل إنى استطيع قطع كل تلك المسافة، وأثناء سيرنا على كوبري المشاه الذي يربط بين الخرطوم وشرق النيل تعرضنا إلى ضربة صاروخية طرحتنا أرضًا، ثم تحركنا إلى ولاية شرق النيل ومنها إلى مدينة واد مدني ومكسنا بها يومين ثم تحركنا مع أختى إلى مدينة القضارف السودانية والتى كانت آمنه عندما جئنا إليها، ليبدء القصف فيها بالطائرات حتى يوم السبت ثاني أيام العيد".
وذكرت شاهدة العيان، أنه منذ آخر أسبوع فى رمضان وحتى قررت الرحيل برفقه أطفالها، مرت بظروف قاسية جدا بسبب عدم توافر السلع الأساسية، حتى أنه كان يتم الحصول على الخبز بصعوبة شديدة.
وكشفت سليمان فى لـ "بوابة الفجر"، أن خلال رحلتها من الخرطوم إلى واد مدني مررنا بقوات الدعم السريع لكنهم لم يسألونا أو يوقفونا فى الطريق، وتابعوا السير حتى وصلوا إلى وجهتهم.
صحة السودان وإعلان الإصابات
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية الثلاثاء مقتل 460 شخصا وإصابة 4630 آخرين، منذ بدء المواجهات في البلاد بين الجيش، وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الجاري.
وأفادت الوزارة في بيان لها اليوم، بأن الوفيات موزعة على 11 ولاية لم تحددها، مشيرة إلى أن ولاية الخرطوم سجلت 166 حالة وفاة 2343 إصابة حتى يوم الاثنين.
وأشارت إلى أنها تتواصل مع مسؤولي الترصد المبني على الأحداث في جميع الولايات لرصد الإصابات والوفيات والتأثيرات الأخرى الخاصة بالحرب.
الجيش السودانى يرصد تعديات قوات الدعم السريع خلال الهدنة
رصدت القوات المسلحة السودانية في بيان، اليوم الثلاثاء، الخروقات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع رغم سريان هدنة الثلاثة أيام التي تم التوصل إليها بوساطة سعودية أمريكية.
وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة إنه "بالرغم من سريان الهدنة لمدة 72 ساعة التي وافقت عليها القوات المسلحة إلا أننا نرصد الكثير من الخروقات التي تقوم بها المليشيا المتمردة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم والتي تتمثل في الآتي:
استمرار التحركات العسكرية للمتمردين داخل وخارج العاصمة ومحاولة إحتلال مواقع وتقييد تحركات المواطنين.
-حركة كثيفة بمجموعات متفاوتة نحو مصفي الجيلي بغرض إستغلال الهدنة في السيطرة على المصفي لخلق أزمة في إمدادات الوقود بكامل البلاد.
-تحركات لأرتال عسكرية نحو العاصمة متجهه من غرب السودان إلى ودبندة _ النهود وصولا إلى الخرطوم، بجانب أرتال أخري من بابنوسة والمجلد وذلك لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق للخرطوم.
-لم يتوقف نشاط مجموعات القناصة التي نشرها العدو علي أسطح البنايات بمناطق متفرقة من العاصمة والولايات.
-استمرار عمليات سلب ونهب ممتلكات المواطنين والتعرض للماره أثناء تحركاتهم.
-تعديات كثيرة علي مقرات البعثات الدبلوماسية وإطلاق الأعيرة النارية على السفارة الهندية بمنطقة العمارات شارع ١، بجانب بلاغات متعددة من سفارات كوريا، سويسرا، روسيا، إثيوبيا، اليمن، سوريا، المغرب، إسبانيا بتمركزات لقوات المليشيا المتمردة بالقرب من مقرات هذه البعثات وتهشيم كاميرات المراقبة الخارجية بها بجانب بلاغ السفير الكوري بطلب إخلاء جوي لأفراد جاليته بسبب هجوم المتمردين على منزله، وتحطيم كرفانات الحماية خارج مقرات البعثات.