اللواء عبد الوهاب عبد العال: كشفت موقع هيكلي مهم بنته إسرائيل في الضفة الشرقية
لا تزال حرب أكتوبر تكشف عن أبطالها، الذين ساهموا بتضحياتهم في تحقيق نصر عظيم، أثبتت فيها القوات المسلحة المصرية إنه ا قادرة على الحفاظ على أرض الوطن واسترداها بالقوة إن لزم الأمر، وكانت مرحلة جمع المعلومات والاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت لها دور كبير في الإعداد لخطة الهجوم التي حققتها نجاحها بصورة فاقت كل التوقعات العسكرية في ذلك الوقت.
اللواء عبد الوهاب عبد العال فتح خزائن أسراره لـ "الفجر " ليسرد لينا حكايات البطولة والفداء، فقال " شاركت في حرب ١٩٦٧ وحرب الاستنزاف وكانت لدينا إرادة حقيقية في عبور القناة مهما تكلف الأمر حتى نسترد أرضنا، ونحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وبفضل الله حققنا نصرا عظيما سجلة التاريخ في سجلات التاريخ العسكرى العالمي".
وتابع اللواء عبد الوهاب عبد العال، " كلفت من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع بالعمل خلف خطوط العدو لمدة تزيد عن ثمانية أشهر كاملة لجمع المعلومات وإرسالها للقيادة العامة للقوات المسلحة ومركز العمليات لوضع خطة مناسبة للهجوم على مواقع العدو الموجودة في الضفة الشرقية للقناة، فتم زرعي في إحدى القبائل البدوية حتى استطيع التحرك بحرية خلف خطوط دون كشف أمري ".
" سلمان سالم " كان الأسم الحركي للواء عبد الوهاب عبد العال ليكون غطاءه أثناء عمله خلف خطوط العدو، أو" الصقر المصري " كما أطلق عليه البدو بعد أن سكن كهوف الجبال في سيناء لمدة تزيد عن ثمانية أشهر كاملة استطاع فيها اللواء عبد الوهاب رصد تحركات العدو الصهيوني ومعداتهم وعدد قواتهم في كثير من المواقع العسكرية الهامة.
" كشفت أحد أهم المواقع الهيكلية التي بنتها إسرائيل في الضفة الشرقية"، استطاع اللواء عبد الوهاب كشف خطة الخداع الإسرائيلي التي حاولت بها خديعة القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت فقد عملت إسرائيل قبيل الحرب على بناء عدد من المواقع الهيكلية وبها عددا من الدبابات الخارجة من الخدمة وعددا من الرادارات الكرتونية والمدافع المعطوبة لتوهم القوات المصرية بتواجد عسكري حقيقي في تلك المناطق.
وتذكر اللواء عبد الوهاب عبد العال تلك العملية فقال، " استطعت اكتشاف ذلك الموقع وبه عددا من الدبابات التي تحاوط الموقع والرادادت والمدافع المضادة وكانت تقف فوقها الطيور، ولا يوجد أي جنود في ذلك الموقع، َكانت طائرات الاستطلاع المصرية قد كشفت ذلك الموقع كموقع عسكري حقيقي لأن التصوير كان من الجو ولكن الحقيقة كانت غير ذلك فذلك الموقع كان هيكلي وغير حقيقي ".
وتابع" الصقر المصري " قمت بتصوير الموقع والمعدات الهيكلية بمنتهي الدقة وارسلتها إلى القيادة العامة ومركز العمليات، فتم تغير خطة الهجوم التي اعدت للهجوم على ذلك الموقع، وكشفنا خطة الخداع الإسرائيلي واعددنا خطة هجومية تحقق النجاح للقوات المسحلة المصرية.
" البدو كانوا يساعدوني بالطعام والشراب"، هكذا وصف اللواء عبد الوهاب عبد العال العناصر البدو المصرية في ذلك الوقت، والتضحيات التي كانوا يقدمونها لمساعدة أفراد وضباط القوات المسلحة المصرية خاصة التي فرضت مهامهم العمل خاف خطوط العدو.
وأضاف " الصقر المصري" خططت لعملية رجوعي للضفة الغربية للقناة بعد أن قمت بتصوير المواقع الهيكلية للقوات الإسرائيلية وحاولت الرجوع ١٢ مرة ولكن كانت هناك مخاطر في كل مرة، واستطعت في المحاولة رقم ١٣ أن أعود إلى الشاطئ الغربي للقناة سالما وتم تكريمي بعد أن أتممت مهمتي على أكمل وجه.