صيام الست من شوال.. اعرف فضلها وحكمتها
يسأل البعض عن صيام الست من شوال والقضاء، وقد أوضحت دار الإفتاء أن من أفطر في رمضان لعُذرٍ فيستحب له قضاء ما فاته أوَّلا، ثم يصوم ستًّا من شوال، فقد كره جماعة من أهل العلم لمن عليه قضاء رمضان بعذر أن يتطوع بصوم قبل القضاء.
أما من تعدى بفطره أيْ أفطر بلا عذر فيلزمه وجوبًا القضاء فورًا، أما من أفطر رمضان كله لعذر قضاه في شوال وأتبعه بصيام ستة أيام من ذي القعدة، لأنه يُستَحَبُّ قضاء الصوم الراتب، أو عملا بقولِ مَنْ قال بأجزائها وحصول ثوابها لمن أخرها عن شوال، وذلك تحصيلا لثواب صيام السنَة
صيام الست من شوال.. فضلها وحكمتها
أرشد سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمّته إلى فضل صيام الست من شوال، وحثّهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيّام، فقال صلّى الله عليه وسلّم مَن صام رمضان ثمّ أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدَّهر رواه مسلم وغيره
فمَن صام رمضان وستًا من شوال كان أجره وثوابه كأجر مَن صام السنة كلّها، وذلك لأنّ الحسنة بعشر أمثالها، فشهر رمضان بعشرة أشهر وستًا من شوال بستين يومًا، فيبلغ مجموع ذلك العام كلّه. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيّام بشهرين فذلك صيام السنة
أنّ صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرّواتب قبل الصّلاة المفروضة وبعدها، فيُكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإنّ الفرائض تكمل بالنّوافل يوم القيامة، وأكثر النّاس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال. قيل للعارف بالله بشر الحافي رحمه الله: إنّ قومًا يتعبّدون ويجتهدون في رمضان. فقال بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقًّا إلاّ في شهر رمضان، إنّ الصّالح الّذي يتعبّد ويجتهد السنة كلّها،إنّ صيام هذه الست بعد رمضان دليل على شُكر الصّائم لربّه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أنّ صيامها دليل على حبّ الطّاعات ورغبة في المواصلة في طريق الصّالحات
صيام الست من شوال.. حكمتها
يختلف حكم صيام الست من شوال وفقًا للمذاهب الأربعة ونوضحها لكم كالتالي
- المذهب الحنفي
إستحب صيام الست من شوال حتى ولو اتصلت بيوم الفطر فلا يعد ذلك مكروها لديهم بل ويستحب صيامها في أيام متفرقة - المذهب المالكي
يكره صيام الست من شوال بمخافة فرضها ووجوبها مثل صيام شهر رمضان، بينما صيامها في الخفاء متأخرا عن يوم الفطر جائز - المذهب الشافعي
استحب صيام الست من شوال على أن يكون صيامها متتابعة في أول الشهر بعد يوم الفطر - المذهب الحنبلي
استحب صيام الست من شوال حتى لو كان صيامها متفرق أو متتابع فالأجر واحد
إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَان.