خطبة عيد الفطر 1444
يتسائل البعض عن خطبة عيد الفطر 1444 هجريا، وموعدها والموضوعات المتعلقة بها، وتنشر بوابة الفجر نص خطبة عيد الفطر المبارك 1444هجريا كما اعلنت عنها وزارة الاوقاف المصرية.
وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة عيد الفطر 1444
نشرت وزارة الأوقاف خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1444هــ -2023م، مؤكدة على جميع الأئمة الإلتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية كخطبة الجمعة.
نص خطبة عيد الفطر 1444 كما نشرتها وزارة الاوقاف المصرية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهّمّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ العيدَ موسمٌ للفرحِ بنعمةِ اللهِ تعالَى بإتمامِ الصيامِ، والتوفيقِ للقيامِ، والصدقاتِ وسائرِ الطاعاتِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {قُل بفضلِ اللهِ وبرحمتهِ فبذلك فليفرحُوا هو خيرٌ مِمّا يجمعُون}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (للصائِمِ فرحتَانِ… إذا أفطرَ فَرِحَ بفطرِهِ، وإذا لَقِيَ رَبَّهُ عزَّ وجلّ فَرِحَ بصومِهِ)، فهو يومُ الجائزةِ العاجلةِ، وكلُّنَا أملٌ في إكرامِ اللهِ (عزّ وجلّ) لنَا بالفرحةِ الآجلةِ يومَ القيامةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ، منعتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنّهارِ، فشفعنِي فيهِ، ويقولُ القرآنُ: منعتُهُ النّومَ بالليلِ، فشفعنِي فيهِ)، قالَ ﷺ: (فيشفعان).
ولا شكَّ أنَّ أيامَ العيدِ فرصةٌ لتقويةِ الروابطِ الاجتماعيةِ بصلةِ الرحمِ، وتقويةِ العلاقاتِ الاجتماعيةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {يا أيُّهَا الناسُ اتقُوا ربَّكُم الذي خلقَكُم مِن نفسٍ واحدةٍ وخلقَ منهَا زوجهَا وبثَّ منهمَا رجالًا كثيرًا ونساءَ واتقُوا اللهَ الذي تساءلُون بهِ والأرحامَ إنَّ اللهَ كانَ عليكُم رقيبًا}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليكرمْ ضيفَهُ، ومَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليصلْ رحمَهُ)، ويقولُ ﷺ: (زارَ رجلٌ أخًا لهُ في قريةٍ، فأرصدَ اللهُ لهُ ملكًا على مَدرجتهِ، فقالَ: أينَ تُريدُ؟ قال: أخًا لِي في هذه القريةِ، فقالَ: هل لهُ عليكَ مِن نعمةٍ ترُبُّهَا؟ (أي: تستوفيهَا؟) قالَ: لا، إلّا أنِّي أحبهُ في اللهِ، قالَ: فإنِّي رسولُ اللهِ إليكَ أنَّ اللهَ أحبَّكَ كمَا أحببتَهُ).
كما أنَّ العيدَ الحقيقيَّ شعورٌ بالضعفاءِ والمحتاجين، ويتجسدُ ذلك الشعورُ في إغنائِهِم عن السؤالِ في هذا اليومِ؛ حتّى تشملَ الفرحةُ كلَّ بيتٍ، وتعمَّ البهجةُ كلَّ أسرةٍ، يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (أغنُوهُم في هذا اليوم)، ويقولُ (عليهِ الصلاةُ والسلامُ): (صنائعُ المعروفِ تقِي مصارعَ السوءِ والآفاتِ والهلكاتِ، وأهلُ المعروفِ في الدنيا هُم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ).
الجزء الثاني من خطبة عيد الفطر 1444
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍﷺ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
وإذا كان العيد مجالًا للتوسعةِ على الأهلِ فليكنْ ذلك مِن غيرِ إسرافٍ أو تقتيرٍ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {ولا تجعلْ يدكَ مغلولةً إلى عنقِكَ ولا تبسطهَا كلَّ البسطِ فتقعدَ ملومًا محسورًا}، ويقولُ سبحانَهُ: {والذينَ إذا أنفقُوا لم يُسرفُوا ولم يقترُوا وكان بينَ ذلك قوامًا}.
إنَّ شكرَ اللهِ تعالَى على نعمهِ وآلائهِ يقتضِي منّا المداومةَ والمواظبةَ على الطاعاتِ والعباداتِ بعدَ رمضانَ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {قُل إنَّ صلاتٍي ونسكِي ومحيايَ ومماتِي للهِ ربِّ العالمينَ * لا شريكَ لهُ وبذلك أُمرتُ وأنَا أولُ المسلمين} ويقولُ سبحانَهُ: { واعبدْ ربَّكَ حتّى يأتيكَ اليقينُ}، فمَا أجملَ أنْ نتبعَ رمضانَ بصيامِ ستةِ أيامٍ مِن شوالَ؛ تحقيقًا لسنةِ نبيِّنَا ﷺ القائلِ: ( مَن صامَ رمضانَ ثُم أتبعَهُ ستًا مِن شوالَ كان كصيامِ الدهرِ).
اللهُمَّ أتمَّ علينَا نعمكَ وآلاءك، واحفظْ بلادَنَا مصرَ، وسائرَ بلادِ العالمين.