بعد النداءات العربية والعالمية.. هل يهدأ السودان؟
وقعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالبلاد بعد خلاف بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" على قضية ضم الدعم السريع إلى صفوف الجيش وتبادل طرفا المواجهات في السودان الاتهام حول المسؤولية عن نشوب الاقتتال، وعلى أثر هذه الخلافات قامت طائرات حربية تابعة للجيش السوداني تقصف مواقع تابعة للدعم السريع، لتعلم قوات الأمن السريع السيطرة على قاعدتي مروي وجبل أولياء الجويتين وقواعد عسكرية في الفاشر بدارفور.
الجهود الدولية لتهدئة الوضع في السودان
دعا مجلس السلم والأمن الأفريقي، إلى وقف المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتبنى حوار شامل في أقرب وقت لحل الخلافات، وشدد المجلس على قلقه تجاه الاشتباكات الدامية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي وصلت إلى مستوى خطير ويمكن أن تتصاعد إلى نزاع كامل، مما يقوض التقدم المحرز نحو الانتقال السلمي للديمقراطية والاستقرار في السودان، داعيًا الطرفين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار دون شروط، بما يحقق المصلحة العليا للسودان وشعبه.
و جدد الاتحاد الأوروبي دعوته لجميع الأطراف في السودان إلى وقف إطلاق النار، وتجاوز الخلافات عبر الحوار، حيث قالت المتحدثة باسم خدمة العمل الخارجي في بروكسل نبيلة مصرالي، إن الاتحاد الأوروبي يدعو الأطراف السودانية إلى تحمل المسؤولية والالتزام بوقف إطلاق النار وتجاوز الخلافات عبر الحوار، مضيفة أن مختلف القوى السودانية بذلت جهودًا لتحضير وإرساء حكومة مدنية وأن كل ما يجري حاليًا من شأنه إعاقة ذلك.
و أجري الاتحاد الأوروبي اتصالات مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية حول الموقف في السودان، وأن الاتحاد يرى ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وخفض التصعيد والعمل على حماية المدنيين، والالتزام بالهدنة الإنسانية اليومية وبذل كل جهد للحوار والوساطة.
و دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بإجراء اتصالًا هاتفيًا برئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك تبادلًا خلاله وجهات النظر حول الأزمة الجارية وسُبل وقف المواجهات العسكرية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي، أن أبو الغيط عبر لحمدوك عن اقتناعه بأن الخروج من الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد يتطلب من جميع مكونات الطيف السياسية، من المدنيين أو العسكريين، التكاتف والعمل معًا، وأن المرحلة الدقيقة الحالية تقتضي إعلاء المصلحة العامة للبلاد، والترفع فوق المكاسب السياسية الضيقة.
وأعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها جراء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية في السودان، داعية جميع الأطراف العسكرية والقيادات السياسية لتغليب لغة الحوار وضبط النفس، مشددة على ضرورة توحيد الصف واستكمال ما تم تحقيقه من توافق من خلال الاتفاق الإطاري الذي يسعى لإعلان سياسي يؤدي إلى استقرار في البلاد وتعافي الاقتصاد.
كما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الجنوب السوداني سلفا كير، نداء بضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري وعاجل في السودان، مناشدين الأطراف كافة التهدئة، حيث أكد الرئيس السيسي قلق مصر البالغ من تطورات الأحداث في السودان، وأجرى الرئيس مباحثات هاتفية مع أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، حيث أشار الرئيس إلى خطورة تطور الأحداث في السودان على استقرار البلاد، كما طالب الرئيس بضرورة تغليب لغة الحوار وإعلاء المصالح العليا.
و أكدت الأردن قلقها بسبب التطورات في جمهورية السودان، حيث دعت وزارة الخارجية وشئون المغتربين كافة الأطراف إلى ضرورة ضبط النفس ووقف القتال بشكل فوري، مطالبة جميع الأطراف للعودة إلى الحوار، وتحقيق أهداف الاتفاق الإطاري السياسي واستمرار تأسيس مرحلة جديدة تلبي طموحات الشعب السوداني لتعزيز الأمن والاستقرار على الجانبين السياسي والاقتصادي.