صلاح حسن يكتب: رمز الصمود طلع "نسوانجي"!!

مقالات الرأي



حالات من الجدل ورفع الشعارات إجتاحت مصر منذ الثلاثين من يونيو الماضي، وبات الكل يخترع إشارات ويفسرها حسب مزاجه الخاص، ولكن يبقي الشعار الأشهر هو شعار رابعة العدوية أو إشارة رابعة، حيث إنتشر إستخدام هذا الشعار بعد قيام رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، برفع يده مشيراً بأصابعه الأربعة، في دلالة على تأييده لاعتصام أنصار الرئيس المعزول ، د. محمد مرسي، في رابعة العدوية، ورغم أن إستخدام هذه الإشارة ليس حديثاً، حيث تزعم بعض التقارير أنها أحد الرموز الماسونية القديمة، إلا أنه إنتشر سريعاً في معظم الإحتجاجات التي نظمها مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين، سواء في مصر أو خارجها، وإنتشر الشعار في موقع الفيس بوك بشدة وبدأ المناهضين لحكم الإخوان بإبتكار شعارات أخري برفع ثلاثة أصابع ومنهم من طبع تي شيرتات سواء مؤيدين أو معارضين.

ما جذب إهتمامي بشدة هو التمييز الذي ألصقه مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين بشعار رابعة حيث أطلقوا عليه رمز الصمود ، وهنا إستوقفني مدي الجهل الذي يغوص فيه هؤلاء المؤيدين وأيضاً لأنهم لا يبغون إلا الشهرة ويعانون من مرض حب الظهور، وفي مجتمعنا إعلامك إما أن يرفعك أو يصفعك، فكانت الصفعة الإعلامية الممزوجة بالشهرة وهذا ما أراده المؤيديون ووصلوا إليه، ولكن ما أود الإشارة إليه هو أن رمز الصمود طلع نسوانجي حقاً إنه نسوانجي، وكلنا يعرف فيلم السفارة في العمارة للزعيم عادل إمام، الذي قام بدور شريف خيري، وهو مهندس بإحدى شركات البترول في دبي وإضطرته الظروف أن يعود إلي مصر بعد غياب إستمر عشرين عاماً تفاجأ بعدها بأن السفارة الإسرائيلية بجانب شقته، شريف هذا شخص عادي أبهرته دول الخليج فأضاع فيها عمره ليس له عائلة ولا يعرف في الدنيا إلا المال الذي يوفره عمله والنساء اللاتي يقضين معه أعياد ميلاده وسهراته الليلية ولأن حركته أصبحت مقيدة بسبب السفارة فاقترح عليه صديقه المحامي، برفع قضية على السفارة لطردهم من العمارة كي ينعم شريف، بحريته وبالتعويض المالي وفجأة إرتفع اسم شريف خيري إلى عنان السماء ليصبح رمزاً وبطلاً وهو في الأصل نسوانجي ويهتفون به في المظاهرات شريف خيري رمز الصمود ، رغم أنه لم يدخل المظاهرات إلا لمجرد إعجابه بقائدتها داليا البحيري ليصبح هو القائد بالصدفة .

هنا في الفيلم أصبحت الجماهير صانعة للبطل، وواقعياً الآن أصبح الإعلام هو الذي يصنع البطل، فما أن يرفع لاعب كرة قدم إشارة رابعة يتم معاقبته والتحقيق معه وما أن يلبس الآخر تي شيرت رابعة إلا ويتم إيقافه وتعطيل مستقبله ونغفل جميعاً أننا نصنع من المجهول نجم وبطل، وعلي الجانب الآخر يقوم البعض بفبركة صور لمشاهير الفنانين يتم تداولها أو يجد البعض صوراً قديمة تبرز الإشارة إلا ويتم توضيحها علي أنها جديدة وأن هذا النجم ينتمي لتلك الجماعة، فيضطر النجم للخروج لينفي أو يتبرأ من ذلك، ولكن كل ما يحدث في هذا الإطار ما هو إلا جهل وأصبح كل من يريد أن يتحدث عنه الآخرون يرفع الإشارة الشهيرة، ومن هنا أتمني أن يكف الجميع عن هذا فلا تصنعوا من النسوانجي بطلاً مع الإحترام الكامل للزعيم عادل إمام.