خبراء يجيبون.. ما أسباب التوتر في السودان؟
تشهد السودان اليوم حالة من عدم الاستقرار بين الجيش السوداني وقوات الدخل السريع، الأمر الذي أدي إلى استخدام السلاح بين الأطراف.
من هنا ترصد بوابة الفجر الالكترونية باستعراض كافة التفاصيل حول المشهد.
الأمم المتحدة
ادان الممثل الخاص للأمين العام للسودان رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان، فولكر بيرتس، بشدة اندلاع القتال في السودان.
وأكد إنه تواصل مع كلا الطرفين، داعيا إلى وقف فوري للقتال من أجل ضمان سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد مزيدا من العنف.
وكانت اشتباكات قد اندلعت صباح اليوم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى خارج العاصمة.
الاتحاد الأوروبي
دعا الاتحاد الأوروبي جميع القوى السودانية المتفارقة إلى وقف العنف على الفور.
وقال الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن جوزيب بوريل ان الأنباء التي ترد عن القتال في السودان مفزعة، مؤكدًا إن التصعيد لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع.
وعد بوريل في تغريدة إن حماية المواطنين أولوية، معلنا إن جميع موظفي الاتحاد الأوروبي في البلاد آمنون وتم التأكد من سلامتهم.
جامعة الدول العربية
أعربت جامعة الدول العربية عن عميق القلق والانزعاج إزاء الأحداث الدائرة حاليًا في السودان.
وأكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان اليوم مسؤولية الأطراف في الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين السودانيين داعيا إلي ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء بشكل فوري.
وقال إن الامانة العامة على استعداد للتدخل مع الأطراف لتحقيق ذلك.
مجلس التعاون لدول الخليج
أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، عن قلقه البالغ جراء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين القوات المسلحة العسكرية وقوات الدعم السريع، داعيًا جميع القيادات السياسية في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وتغليب لغة الحوار وصوت الحكمة وتوحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق في ظل الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجب الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان وشعبه، ويجنّب المدنيين تبعيات القتال.
وأكد معاليه مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن أهمية الحفاظ على أمن السودان وسلامته واستقراره والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية، وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق، كذلك الإشادة بالجهود الدولية للآلية الثلاثية (بعثة الأمم المتحدة في السودان والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية)، والمجموعة الرباعية (دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة)، ومجموعة أصدقاء السودان، بهدف التوصل إلى توافق بين القوى السياسية، وإنهاء الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار في السودان.
وناشد معالي الأمين العام لمجلس التعاون جميع الأطراف المتنازعة للاحتكام للحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات لتعزيز أمن واستقرار السودان، وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق.
منظمة التعاون الإسلامي
أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن بالغ قلقها، إزاء الاقتتال الدائر في عدد من المدن السودانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ودعا معالي الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى مسار الحوار وتغليب صوت العقل.
وأعرب معاليه عن ثقته في حكمة الشعب السوداني وقياداته وقدرتهم على تجاوز هذه الأزمة عبر التفاوض والحوار.
مصر
أكدت جمهورية مصر العربية أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان على إثر الاشتباكات الدائرة هناك.
وطالبت – في بيان أصدرته الخارجية المصرية اليوم – كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن
الإمارات
تدعو دولة الإمارات كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار.
وتتابع سفارة دولة الإمارات في الخرطوم بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، وضرورة دعم الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة
السعودية
دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم السبت، السودانيين إلى العودة للحوار لتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد.
وعلى حسابه في "تويتر"، كتب فيصل بن فرحان: "ندعو الأشقاء في السودان إلى سرعة وقف العمليات العسكرية والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس".
واستكمل فيصل بن فرحان إلى "تجنب التصعيد، وتغليب مصلحة الشعب السوداني الشقيق بالحفاظ على مكتسباته ومقدراته، وبالعودة إلى الاتفاق الإطاري الذي يهدف للوصول إلى إعلان سياسي يحقق الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه الشقيق.
روسيا
عبرت السفارة الروسية لدى السودان عن قلقها من تصاعد العنف في البلاد، داعية طرفي النزاع إلى وقف سريع لإطلاق النار وإجراء مفاوضات من أجل استقرار الأوضاع.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة ونشر في صفحتها على "تلغرام"، اليوم السبت: "في صباح يوم 15 أبريل الجاري أدت التناقضات المتراكمة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الرد السريع إلى اشتباكات مسلحة مباشرة في الخرطوم ومدينة مروي".
وأضاف البيان: "يحمل الطرفان بعضهما البعض المسؤولية عما يحدث. وبحسب المعلومات الواردة فإن المعارك بينهما تجري في منطقة القصر الجمهوري ومقر القيادة الرئيسية للقوات السودانية والمطار والسوق المركزي وكذلك بالقرب من القواعد العسكرية في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم. ومطار الخرطوم الدولي مغلق مؤقتا.
كما عبرت السفارة الروسية عن "قلقها من تصعيد العنف، داعية طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار بسرعة وإجراء مفاوضات بهدف استقرار الوضع في السودان الصديقة لنا. وفي الوقت ذاته نحث المواطنين الروس المتواجدين في السودان على البقاء في منازلهم وضبط النفس".
الصراع السياسي
قال الدكتور طارق فهمي، المتخصص في الشؤون العربية والإفريقية، ان الخلاف الموجود في السودان خلاف خطير ويهدد أمن واستقرار السودان ويرجع سبب هذا الخلاف هو الخلاف علي السلطة في السودان لأن قوات الدعم السريع بقيادة " دقلو" كان لدية اعتراضات كثيرة خلال الفترة الماضية.
و أضاف الدكتور طارق فهمي في تصريحات خاصة ل "الفجر"، ان القضية ليست السيطرة علي الأماكن الاستراتيجية في السودان ولكن من الممكن ان تكون القضية أكبر من ذلك بكثير.
و أشار المتخصص في الشؤون العربية والإفريقية، إلي أن جميع السيناريوهات المحتملة مطروحة في السودان هذا الأمر يهدد أمن وإستقرار السودان.
الحرب الأهلية
أوضح الباحث سمير رمزي المتخصص في الشأن السوداني، أن التوترات الأخيرة تأتي على خلفية نقاش الطرفين حول قضايا الإصلاح الأمني والعسكري، وتعكس اتساع الفجوة التفاوضية فيما بينهما حول ترتيبات دمج قوات الدعم السريع في الجيش السواني.
واضاف الباحث سمير رمزي في تصريحات خاصة ل "الفجر"، إذ دلت على تضارب رؤيتهم حول وسائل حفظ الامن في البلاد، ويظل عدم تصاعد الخلافات رهن نجاح الوساطات الداخلية والخارجية الرامية إلى خفض هذه التوترات.
وأختتم المتخصص في الشأن السوداني، ان خيار الحرب الأهلية في السودان سوف يكون تكلفته عالية فلم تصل الأمور لحد التناقض الحاد بعد، وستلعب مخاطر حدوث مثل هذه الحرب دورا في تثبيط هذا الاحتمال، فضلا عن الوساطات المحلية والخارجية.