مستحبة في العشر الأواخر من رمضان
تعرف على الفرق بين صلاة التهجد والتراويح وقيام الليل
تعتبر صلاة التهجد واحدة من أهم شعائر رمضان الكريم، ويعد التهجد هو الاستيقاظ في الليل لأداء الصلاة، فقد قال الله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك).
بالرغم من صلاة التهجد ليست فريضة واجبة، يحاول الكثير من المسلمين الملتزمين أن يجعلوها جزءا من حياتهم اليومية لتطهيرهم من كل إثم، كدليل على إخلاصهم وفرصة للحصول على مزيد من الحسنات والمغفرة من الله.
وصلاة التهجد هي صلاة التطوع نافلة أثناء الليل.
كيفية صلاة التهجد
صلاة التهجّد، تصلى مثنى مثنى، أي ركعتين مع التسليم ثم ركعتين مع التسليم وهكذا، ويُستحبّ ختمها بركعة الوتر في حال كان المسلم لم يُصلِّها قبل التهجّد، ويدلّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ).
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل والتراويح
رغم أن قيام الليل والتهجد وصلاة التراويح من النوافل والسنن المستحبة التي يبدأ وقتها بعد صلاة العشاء وينتهي قبل الفجر، إلا أنّ العديد من العلماء فرّق بينهم من عدّة حيثيات تتعلّق بكلٍّ منهم.
التهجّد
التهجّد يعني الصلاة في الليل، حيث خصّصه أهل العلم بالصلاة دون غيرها، وغالبًا ما تكون هذه الصلاة بعد النوم، يقول الحجاج بن عمرو الأنصاري -رضي الله عنه-: «يحْسِبُ أَحدَكُمْ إِذا قام مِنَ اللَّيلِ يُصلِّي حَتَّى يصبحَ أَنه قد تهجَّد، إِنَّمَا التَّهجُّدُ: المرْءُ يُصَلِّي الصَّلَاةَ بعد رقدةٍ، ثمَّ الصَّلَاةَ بعد رقدَةٍ».
قيام الليل
قيام الليل هو قضاء الليل أو جزء منه ولو ساعةً يسيرةً في العبادات عمومًا، كقراءة القرآن، والصلاة، والتسبيح، وذكر الله -تعالى-، أي الانشغال في الليل بطاعة، ولا يقتصر ذلك على الصلاة فحسب، فهو أعمّ وأشمل من التهجّد.
صلاة التراويح
صلاة التراويح هي صلاة النافلة التي تؤدّى في رمضان في أوّل الليل بعد صلاة العشاء، ويستحبّ فيها التخفيف وعدم الإطالة، ولا حرج في تسميتها صلاة التهجّد أو قيام الليل.
وقت صلاة التهجّد
يبدأ وقت صلاة التهجّد بعد صلاة العشاء، ويستمرّ إلى قبل صلاة الفجر، أمّا الوقت الأفضل لأدائها فيُستحبّ أن تكون في جوف الليل، وتحديدًا في ثلث الليل بعض نصفه، أي في الثلث الأول من النصف الثاني إذا قُسِّم الليل أنصافًا، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا).
فضل صلاة التهجد
تعد صلاة التهجد في رمضان من أفضل الصلوات بعد الصلاة المفروضة، فهي سنة مندوبة عن الرسول الكريم، وقد قال عنها: (عليكم بصلاة الليل، فإنها دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم)، ففيها يتضرع المسلم إلى خالقه عز وجل ويتوسل إليه بالدعاء وطلب المغفرة.
وصلاة التهجد سنة عن النبي، ووردت في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ }، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على التهجد، ولما ورد في شأنه من الأحاديث الدالة على سنيته، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: « (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقُربة إلى ربكم، ومُكفرة للسيئات، ومَنهاة عن الإثم، ومَطردة للداء عن الجسد).
حكم صلاة التهجد في البيت
واختلف العلماء حول أداء صلاة التهجد في البيت أم في المسجد، فذهب الإمامان مالك والشافعى (رحمهما الله) إلى أن صلاة التهجد فى البيت أفضل، ليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، ولحث أهل البيت على الالتزام بأدائها، مصداقًا لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القائل: " إذا قَضَى أحَدُكُمُ الصَّلاةَ في مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِن صَلاتِهِ، فإنَّ اللَّهَ جاعِلٌ في بَيْتِهِ مِن صَلاتِهِ خَيْرًا
حكم صلاة التهجد
أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن صلاة التهجد سنة عن الرسول صلي الله عليه وسلم، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه).