العشر الأواخر.. قصة تنافس الصحابة على الطاعات
كان صحابة رسول الله من أشد الناس حرصا علي قيام الليل والاعتكاف خلال أيام شهر رمضان، وخاصة العشر الاواخر من الشهر، لتحري ليلة القدر والتقرب إلى الله عز وجل بكثرة الطاعات والعبادات.
وتستعرض بوابة الفجر في السطور التالية أحد قصص تنافس الصحابة علي الاعتكاف الطاعات في العشر الاواخر من شهر رمضان.
قصة تنافس الصحابة على الطاعات
كان الصحابة يهتمون بقيام رمضان وإحياء لياليه بالصلاة والعبادة، وكانوا يتنافسون في الصلاة وقراءة القرآن، لذا جمعهم عمر بن الخطاب على إمام واحد في صلاة قيام الليل، وكان عمر بن الخطاب ينام وينافسهم في قيام آخر الليل، وقد عاتبهم حين شاهد انصرافهم بعد أداء صلاة التراويح أول الليل مع الإمام- قائلًا: (الَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ).
وكان الأئمة بعد أن سمعوا ذلك يتنافسون في تطويل صلاة التراويح، وقد وصلت بهم المنافسة أن يقرؤوا طوال السور فيها كالبقرة وآل عمران والأعراف، حتى أن الصحابة كانوا يتنافسون في المكث لقبيل الفجر، وكان بعضهم يعتمد على العصي من طول القيام، ووصل بهم التنافس إلى أنهم كانوا يقومون الليل، حتى يستعجل الخادم بطعام السحور، مخافة مبادرة أذان الفجر.
وحين شاهد عمر بن الخطاب عناية الناس بقيام الليل في رمضان والاعتكاف في المسجد، أمر بإسراج القناديل في المسجد حتي مطلع الفجر، واستمر ذلك عادة عند المسلمين في المساجد بشهر رمضان، حيث جاء في ذلك: "خرج علي بن أبي طالب في أول ليلة من شهر رمضان، فسمع القراءة في المساجد، ورأى القناديل تزهو في المساجد، فقال: نوَّر الله لعمر بن الخطاب في قبره، كما نوَّر مساجد الله بالقرآن".
الرسول حث صحابته علي الاعتكاف
واظب الرسول صلّى الله عليه وسلّم على الاعتكاف في شهر رمضان، وحثّ صحابته وزوجاته عليه، بدليل ما صح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ)، وقد أخرج البخاري عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوْسَطِ مِن رَمَضَانَ).
