الخلوة مع الخالق..
عمرو خالد: كيف تستمتع بالعبادة وتصل لقمة القرب من الله؟
قال الداعية الإسلامي عمرو خالد، إن الإنسان بحاجة إلى الخلوة مع الله وحده يوميًا للتأمل والتفكر، حتى يصل لقمة القرب من الله، ويحظى بحبه، ويعيش معنى يحبهم ويحبونه.
وأضاف خالد "مع الله سوف يقل حجم التشويش في حياتك، فنحن ليلًا نهارًا نعيش في دوامة غارقين في مشاكل الحياة، متعبين ومنهكين، ندور في ساقية من وقت الاستيقاظ في الصباح حتى النوم، وبالتأكيد نحن غير مصممين لهذا الحجم الرهيب من الضغط، لذلك تشعر دائما التعب".
وذكر أنه "حتى الأنبياء ليكونوا أنبياء احتاجوا إلى الخلوة، النبي صلى الله عليه وسلم كان يختلي بنفسه في غار حراء، وكان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان.. سيدنا موسى "وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً".. سيدنا إبراهيم "وكَذَلِكَ نُرِي إبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ والأرْضِ ولِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ"، فكر عميق جعله يشعر بالملكوت كأنه يراه".
ما الفرق بين الخلوة والوحدة أو العزلة؟
بين خالد أن هناك فرقًا بين الخلوة والوحدة، "فبعض الناس يخاف من كلمة الخلوة، ويشعر أنه سوف يعتزل ويصبح منغلقًا على نفسه، لكن الخلوة ليست انعزالًا بل هي فرصة لتخرج من الحياة لتعود إليها أقوى".
في المقابل، وصف العزلة بأنها "وحدة وألم وانغلاق، بينما الخلوة هي أنس بالله "أنا مع الله ولست وحدي"، الوحدة: ألم ووحشة، الخلوة بناء يومي داخلي لتعود للحياة أقوى. أما العزلة فهي نوع من أنواع الوحدة، يمكن أن تكون مرضًا، شعور مرضي ليس لي أحد، أنا وحدي".
الخلوة.. زرعة عميقة طبيعية
وشدد على أن "الإنسان بحاجة لأناس يعيش معهم، ويلجأ إليهم عند الشدائد، لكن هؤلاء الناس لهم حدود، كل الناس حولك مثل "قصرية زرع" محدودة، أما الخلوة فهي زرعة عميقة طبيعية، وفي نفس الوقت لن تلغي تواصلك مع الناس".
الجزء المخبوء والجزء الكامن منك
وتابع: "هناك جزء ظاهر وجزء باطن.. جزء وسط حركة الحياة والأضواء وجزء مخبوء، الجزء المخبوء منك بالذكر هو سر تألقك، الجزء الكامن منك بقيام الليل هو سر تألق ظاهرك".
وذكر أنه "كلما كان الجزء المدفون جميلًا قويًا ازداد ظاهرك جمالًا وأثر اللسان مغرفة القلب، إذا لم يكن لك جذر عميق مع الله ستكون كالريشة في مهب الريح".
ماذا يعني الذكر.. والأنس بالله؟
وقال خالد، إن الذكر "هو حالة أنس وقرب شديد من الله: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"، وفي الحديث القدسي: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"، وغير ذلك الكثير من الأحاديث والآيات.
حلاوة قيام الليل
أوضح، أن حلاوة قيام الليل في ركعتان يركعهما العبد، لكنهما شرف المؤمن، يتنزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: "هل من سائل فأعطيه وهل من مستغفر فأغفر له".
قصة اللهم إني أسألك بحبك لي
روى خالد أن امرأة صالحة كانت تخدم اسرة في دار، وكان لها حظ من الصلاة في جوف الليل، فسمعها سيدها تخاطب الله في سجودها قائلة: اللهم إني أسألك بحبك لي أن تكرمني بمزيد من التقوى.....إلى آخر ماكانت تخاطب الله به. فلما انتهت من صلاتها، قال لها سيدها: من أين لك أن الله يحبك؟!..هلا قلت له: اللهم إني أسألك بحبي لك؟ فقالت له: ياسيدي، لولا حبه لي ما أيقظني في هذه الساعة، ولولا حبه لي ما أوقفني بين يديه، ولولا حبه لي ما أنطقني بهذه النجوى.
واختتم خ بذكر القاعدة التاسعة عشر من قواعد "الفهم عن الله،: "ادفن 40دقيقة من يومك في أرض الخلوة مع الله... فأنت نبتة هزيلة دون هذه الخلوة.. فالسكينة والطمأنينة وقوتك النفسية هي ثمرة ما تم دفنه.. وستصل عندها لحلاوة الإحسان (كأنك تراه)."
جاء ذلك في الحلقة التاسعة عشر من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله".
شاهد الحلقة: