تفاصيل طقس وألحان أسبوع الآلام.. يبدأ اليوم
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اعتبارا من اليوم“ أحد الزعف ”بأسبوع آلام السيد المسيح، وهي أقدس أيام السنة لدى الأقباط، وهذه الأيام المباركة التي تسبق عيد القيامة المجيد.
وقال المرتل حنا صموئيل، المسؤول عن الألحان بكنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل بالظاهر، في تصريحات خاصة لل “ الفجر ”انطبع طقس الكنيسة في أسبوع الآلام بروح كتابية وبالتسبيح وروح الصلاة والتضرع والطلبات، حيث تنقسم نغمات الألحان إلى ثلاثة، اللحن الأدريبى، والشامي، الحزايني.
1) اللحن الأدريبي:
الذي قام رهبان أديرة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بجبل أدريبة غرب مدينة سوهاج بوضعه، وهو من الألحان الحزايني المهمة التي تقال كثيرا في أسبوع الآلام، والمطلع على كتب قراءات طقس البصخة يجد بصمات واضحة لرهبان أديرة الأنبا شنودة في وضع ترتيب تلك القراءات والصلوات، فقد أضافوا كثيرا من عظات أبيهم الروحي الأنبا شنودة إلى تلك الصلوات مما يرجح أنهم أصحاب الفضل في وضعها وترتيبها. حتى أن أغلب ألحان أسبوع الآلام تميل بصفة عامة إلى اللحن الحزايني وهو الأدريبي. أما مدينة أدريبة فهي بحاجر سوهاج الغربي وتشتهر بدير الأنبا شنودة والأنبا بشاي (الدير الأبيض)
2) اللحن الشامي:
المتتبع لنغمات هذا اللحن يستنتج أن كثيرا منها مقتبس من ألحان أخرى: "أووه ناي نيم" وهو الترحيم الخاص بالقداس الكيرلسي، ولحن "بيك لاؤس غار"، وأخيرا يكمل باللحن الأدريبي. ويرجع أن هذا اللحن منسوب إلى قرية مصرية تسمى "الشامية" بمركز ساحل سليم
وتأتي ألحان الآلام لتعبر بحق عن اختبار وشركة آلام الرب وموته الخلاصيين، فمتى قيلت بفهم وبروح وبذهن، تكون قادرة أن تؤثر في أعتى الخطاة والبعيدين، لأنها تمثل مشاعر روحانية رحلة الآلام المقدسة التي ألفها الروح القدس والتي نقدمها مع الكنيسة لنذبح لله ذبيحة التسبيح على المذبح السماوي مع الخوارس العلوية... بل بالحري نقدم نفوسنا ذبائح من أجل خاطر ملكنا المصلوب لنتمثل بآلامه ولنكرم دمه بواسطة دمائنا، ولنصعد على الصليب فإن المسامير حلوة ولو أنها مؤلمة للغاية لأن الألم مع المسيح ومن أجله أفضل من الحياة الهينة مع الآخرين.
وسنشير هنا إلى بعض الألحان المعروفة من خضم كنوز ألحان هذا الأسبوع:
1) لحن أمونوجينيس:
أمونوجنيس أي الابن الوحيد، O monogenyc وهو لحن يوناني الكلمات يتلى قبل التقديسات الثلاثة في صلاة الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة وترجمته العربية الدقيقة "أيها الوحيد الجنس وكلمة الله غير المائة، لقد رضيت من أجل خلاصنا أن تتجسد من والدة الإله القديسة مريم الدائمة البتولية، وتأنست بغير استحالة، وصلبت أيها المسيح الإله، وبالموت دست الموت، أنت أحد الثالوث القدوس، الممجد مع الآب والروح القدس خلصنا".
وتعتبر كلمات هذا اللحن بمثابة تلخيص واف لإيماننا في شخص المسيح كلمة الله والابن الوحيد المبذول عن حياة العالم، واعتراف دقيق التعبيرات قليل الكلمات، يشرح ويعلن كل أعمال الرب الخلاصية لأجلنا، كما ذكرنا أيضا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وتأتي أهميته في روعة اللحن القبطي المصاحب له، مع كونه يتلى وقت صلب المسيح الخلاصي، أي في وقت الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة. فهو اعتراف الكنيسة العلني وشهادتها لقبول خلاص المسيح الذي أتمه من أجلنا، ووعى المؤمنون أن هذا الخلاص أثمر في النهاية في القضاء على الموت بموته على الصليب "بالموت دست الموت".
وأهم ما في هذا اللحن هو تلقيب المسيح بأنه "هو أحد الثالوث القدوس" مؤكدا على أن الابن هو أحد الثالوث الأقدس، فهو شريك تماما في مجد الأب والروح القدس، وهو الأقنوم الثاني في الثالوث والذي لكل أعماله، بما فيها آلامه وموته، فعاليتها الخلاصية لجنس البشر.
ويتفق هذا التعبير تماما مع تعليم القديس كيرلس الكبير عمود الدين والقديس ساويرس الأنطاكي (آباء الكنيسة الأرثوذكسية اللاخلقيدونية) وقد بذل الإمبراطور جوستينيان جهده لإدخال هذا اللحن في الكنيسة البيزنطية في عصره فصار يتلى ضمن صلوات القداس الإلهي في هذه الكنيسة حتى الآن.
وهذا اللحن الرائع يحوى في داخله قوة إيمانية كرازية مسكونية غير عادية، كونه اعترافا وحدويا للإيمان الأرثوذكسي، يلتقي عنده كل المؤمنين الأرثوذكسيين في كل المسكونة بأسرها، يسبحون فيه المسيح الإله المصلوب عن جنس البشر، يسبحونه بصوت واحد وإيمان واحد وتعبيرات واحدة أيضا.
2) لحن أجيوس:
لحن أجيوس هو اللحن الحزايني الذي يقال في ساعة الصلب في يوم الجمعة العظيمة، ويقول القديس الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين: {عند تكفين المسيح المصلوب تعجب نيقوديموس ويوسف الرامي كيف قدر الموت عليه، فللوقت سبحاه بالتسبيح المشهور قائلين: "قدوس الله. قدوس القوى. قدوس الحي الذي لا يموت" ثم سجدا وقال "الذي صلب عنا ارحمنا"}.