فضل العشر الأواخر من رمضان رمضان والحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر
يسعي المسلمون لاغتنام العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، حيث تُعد الليالي العشر الأواخر من الشهر المبارك من أفضل ليالي العبادة والعمل الصالح والتقرب من الله عز وجل في العام كله، ففي هذه الأيام تُقبل الأعمال ويتضّاعف الأجر، وهي أيام العتق من النّار، ففي كل ليلة يختار الله العتقاء من النار والفائزين بالجنة دون سابقة عذاب، وفي هذه الأيام توجد ليلة تساوي عبادة مايقرب من 84 عام، وهي ليلة القدر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في عبادة الله عز وجل خلال هذه الأيام العشر، وكان يكثر من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والاستغفار بقصد التعرض لعفو الله ورحمته ورضوانه، وفي هذه الأيام المباركة يحرص المسلم على التقرب إلى الله عز وجل من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة وأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح، وتلاوة القرآن الكريم، والبعد عن فعل المعاصي والاكثار من الطاعات.
وفيما يلي تستعرض لكم بوابة الفجر من خلال التقرير التالي فضل العشر الأواخر من رمضان، والأفضل الأعمال خلال هذه الأيام، والحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر.
فضل العشر الأواخر من رمضان
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحيي العشر الأواخر من شهر رمضان ويوليها اهتماما شديدا، حيث يُضاعف اجتهاده في العبادات ويحرص على حث الناس على مرضاة الله سُبحانه وتعالى لتحصيل الحسنات والأجر والثواب.
وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنه: ”كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”. فكان عليه الصلاة والسلام يسهر الليل في التعبد والصلاة وقراءة القرآن والدعاء.
أقرأ أيضا.. تعرف على نفحات العشر الأواخر من رمضان
ومن فضل العشر الأواخر أيضا وجود ليلة القدر وتكون في إحدى الليالي الوترية، حيث ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ". وهي ليلة خير من ألف شهر.
الحكمه من إخفاء موعد ليلة القدر
والحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر أن يجتهد العبد في عبادة مع ربه على مدار هذه الأيام المباركة كلها».
وأشار إلى ذلك ما ورد عن عُبَادَةُ بْن الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ «إِنِّى خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ الْتَمِسُوهَا فِى السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ».
الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان
ويوجد الكثير من الأعمال المستحب فعلها كما فعلها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومنها ما يلي:
1. الاعتكاف
ويعد الاعتكاف من أفضل الأعمال وهو التفرغ الكامل للعبادة، وأفضل أوقات الاعتكاف يكون في العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان في المسجد حتى توفي.
2. قيام الليل
وتمتاز صلاة قيام الليل بفضلها العظيم خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث الصحابة على قيام الليل لما له من فضل عظيم في زيادة الحسنات ومغفرة الذنوب والمعاصي ورفع الدرجات وتطهير القلوب ونيل منزلة عظيمة في الدنيا والآخرة.
3. قراءة القرآن
ويعد قراءة القرآن من أفضل الأعمال طوال العام، وتزداد القراءة خلال شهر رمضان أكثر، وذلك لأهمية الشهر العظيم، ومضاعفة الثواب والأجر.
5. الدعاء
والدعاء من أكثر العبادات المستحبة في شهر رمضان والعشر الأواخر، فالدعاء يُمكن أن يُغير القدر خاصةً عند الإلحاح في الطلب والدعاء بنفس صافية ويقين بأن الله تعالى سيستجيب في الوقت الذي يراه مناسبًا.
4. الإكثار من الصدقة والزكاة
إنّ الإنفاق في سبيل الله من أفضل الأعمال في شهر رمضان المبارك، خاصة في العشر الأواخر منه، فذلك يقرب قلوب الناس من بعضهم ويمنع الحسد، ويطهر النفوس من الشح والبخل.
أقرأ أيضا.. فضل العشر الأواخر من رمضان.. 3 أمور مستحبة
6. الذكر والتهليل
ومن الأمور المستحبة الذكر، حيث يحب الله أن يذكره عباده في كل وقت وحين، والذكر في العشر الأواخر من رمضان له فضل عظيم على المسلم وإنزال السكينة والاطمئنان والطاعة على روحه، واستشعار معية الله سبحانه وتعالى في كل وقت وحين، ويقول الله سبحانه وتعالى (الا بذكر الله تطمئن القلوب).
7. الاغتسال والتطيّب
ويستحب الاغتسال والاقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام وصحابته حيث قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من العشر الأواخر، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر.