بعد انتهاكات الصهاينة.. باحثة فلسطينية: عيد الفصح اليهودي أصبح مدخلا لشن حرب على المسجد الأقصى (خاص)
يومان وأكثر، يشهد المسجد الأقصى حالة مزرية من قبل قوات الاحتلال، فبدلا من أن يحترم الصهاينة شهر رمضان المبارك ويحاولون أن يصنعوا احترام على الأقل أمام المجتمع الدولي فقاموا بتدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
فبالتزامن مع عيد الفصح اليهودي، قامت قوات الاحتلال باقتحام الأقصى وضرب المعتكفين بل واستخدموا أمس الرصاص الحي تجاه المتظاهرين ولم يبالوا بأي شئ آخر.
محاولات للتهويد
وفي السياق ذاته، علقت الدكتورة إلهام شمالي الباحثة في الشأن الإسرائيلي وعضو المركز القومي للبحوث على ما يحدث قائلة: "ما يجري في القدس هو استمرار للمساعي اليمينية الإسرائيلية؛ لأحكام القبضة الإٍسرائيلية على القدس، وهذا بدا واضحا مع هذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي وضعت سلسلة من الاجراءات القاسية، وتشدد جرائمها بحق المواطنين المعتكفين في المسجد الأقصى، ومحاولة المس بالمقدسات الإسلامية في هذا الشهر الفضيل، فوضعت القوانين العنصرية للحد من الوجود الفلسطيني في القدس، إن الصراع الذي في احدى جوانبه صراع ديمغرافي، وما يجري هو حرب على الوجود المقدسي بكل مكوناته، فما بين عزل القدس عن المحيط العربي، وتهويدها من الداخل أمنعت القوانين الإسرائيلية العنصرية في الاستفراد بالقدس، بعد فشل كافة المحاولات الأثرية بإيجاد تراث يهودي مزعوم في القدس".
وأضافت الباحثة الفلسطينية في تصريحات خاصة ل "الفجر":'اليوم هناك حرب دينية تفتعلها اسرائيل ومستوطنيها بهدف الوصول إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ًومكانيًا كما حصل في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، واستطاع بنيامين نتنياهو خلال توليه للحكومة الإٍسرائيلية على مدار السنوات الماضية، فرض دخول المستوطنين بشكل يومي للمسجد، أي أنه حدد أوقات معينة لاقتحام المسجد الأقصى، ولم يبق إلا التقسيم المكاني، وتوظيف البعد الديني لتحقيق الأطماع الاستيطانية في البلدة القديمة والمسجد الأقصى يجري على قدم وساق، لتثبيت دور للمستوطنين وتواجدهم داخل ساحات المسجد الأقصى وممارسة طقوسهم التلمودية".
لماذا هذا الأيام؟
وأردفت "شمال":"تتزامن الاعتداءات الإسرائيلية مع ما سمي جماعات الهيكل تدعو إلى تكثيف الوجود اليهودي داخل ساحات المسجد الأقصى وحشد المستوطنين لتنفيذ طقوس ذبح القرابين في المسجد الأقصى، إحدى طقوس عيد الفصح العبري الذي يتم الاحتفال فيه لمدة سبع أيام، الذي يبدأ من 15 ابريل حسب التقويم العبري لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية كما وصف سفر الخروج، حيث عملت جماعات الهيكل المزعوم على تنفيذ هذه الطقوس منذ عام 2014م لإحياء طقوس القربان داخل المسجد الأقصى عمليًا وفق معتقدات دينية زائفة تفضي لبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى".
وتابعت:"ومن عمق المأساة أن كل ما جرى في الأيام السابقة من جرائم اسرائيلية على مرأى من العالم دون حسب أو رقيب، لعمليات تدنيس المسجد الأقصى وانتهاك حرية العبادة بالاعتداء على المرابطين والمعتكفين في شهر رمضان المبارك، ولكن الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة المخططات الإسرائيلية بصموده ورابطه في المسجد الأقصى، ومع اعلان حالة الاستنفار الفلسطينية في كافة المدن الفلسطينية لمساندة القدس في الهجمة التي تتعرض لها".
وأختتمت "شمالي" تصريحاتها الخاصة للفجر، قائلة: "الحكومة الإسرائيلية تبحث عن هذا التصعيد في المسجد الأقصى، وذلك يعني تراجع الاحتجاجات على الساحة الداخلية الاسرائيلية، فاحتجزوا النساء على الحواجز ومنعن من الوصول للمسجد الأقصى، وقتلوا الشاب محمد العصيبي سعيًا للتصعيد وتفجير الوضع، الذي لم يحصل، فكان الانتظار لعيد الفصح، لتصعيد الوضع بممارسات قمعية ضد المعتكفين، ولذلك أصبح ما يسمى عيد الفصح مدخل لشن الحرب على المسجد الأقصى بالاعتقالات والطرد للمعتكفين".