مكاسب تسعى لها مجموعة العشرين من انضمام الاتحاد الإفريقي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

دعا رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي خلال منتدى "ب 20" التمهيدي مطلع الأسبوع الماضي، إلى ضم الاتحاد الإفريقي إلى المجموعة "كعضو دائم"، وهي الخطوة التي وصفها بأنها "متأخرة، ولكنها ستحدث"، ما الذي يمكن أن يضيفه انضمام الاتحاد للمجموعة؟ وكيف تستفيد إفريقيا من ناحية أخرى بانخراطها ضمن هذا التكتل العالمي؟

الخبير المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد عبد الواحد، يقول في تصريحات خاصة لموقع "الفجر"، إن طرح رئيس وزراء الهند قد لقي ترحيباً من أكثر من نصف دول المجموعة، في وقت يعي فيه العالم تماماً أهمية إفريقيا، مؤكداً أنه رغم أن الـ G20 لديها إمكانات هائلة، وتمثل أكبر الاقتصادات في العالم، وبينما تشكل أكثر من 85 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75 بالمئة من حجم التجارة العالمية، إضافة إلى أنها تمثل ثلثي سكان العالم، إلا أن دولها لا تستطيع كمُنتجين أن يعتمدون على أنفسهم ويحتاجون إلى موارد لتشغيل عجلة الإنتاج. وأشار إلى أن    مجموعة العشرين تنظر لإفريقيا على أنها مصدراً للمواد الخام والمعادن الاستراتيجية، خاصة تلك التي تدخل في صناعات الرقائق والتكنولوجيا المستخدمة في صناعة الصواريخ والطائرات بدون طيار وأجهزة الاتصالات وغيرها من الصناعات الدقيقة.

وأضاف أن  الدول العظمى تحصل على نسبة كبيرة من احتياجاتها للمعادن من قارة إفريقيا، ويُتوقع زيادة الطلب على هذه المعادن في المستقبل، نظراً لما يشهده العالم من تقدم تكنولوجي، وبالنظر إلى أن إمكانيات القارة جعلتها في دائرة مستمرة من الصراع، وأن  كل الانقلابات في القارة الأفريقية تأتي في إطار التنافس واستراتيجية الصراع على هذه الموارد.. وهو ما لا ينفي مشاركة أغلب الدول العظمى بالمشاركة في هذا الصراع بين تيار شرقي وآخر غربي.

فيما قال نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، السفير صلاح حليمة، لموقع "الفجر" إن هناك هرولة غير مسبوقة لضم الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين، في محاولة لكسب دول وشعوب القارة عبر الاتحاد الإفريقي في ظل التنافس والاستقطاب الدولي المحموم حالياً.
ورأى أن حالة الاستقطاب تأتي نظراً لما تملكه القارة من ثروات ضخمة متنوعة، فتعد تلك الثروات الآن مطلباً أكثر من أي وقت مضى لعمليات النمو والتنمية بالنسبة لكل من تلك الأقطاب والقوى، التي يأتي على رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
وذكر أن حدة تلك الهرولة تزايدت مع التداعيات التى أفرزتها الحرب في أوكرانيا وأزمة التغيرات المناخية، إضافة إلى  جائحة كورونا، فضلاً عن أزمتي الطاقة والغذاء.
وأوضح حليمة أن الاتحاد الإفريقي احتياجاته تتمثل في إيصال صوته إلى العالم عبر المجموعة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها القارة للتعاون معها عبر تعزيز العمل المشترك مع المجموعة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، خاصة في مواجهة هذه التداعيات الأخيرة، لا سيما أن القارة الإفريقية هي الأكثر تضرراً منها والاقل تسبباً فيها.
وأشار نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، إلى أن القارة الإفريقية تواجه عدداً من التحديات التقليدية التي تستطيع تجاوزها عبر استغلال خطوة الانضمام إلى مجموعة العشرين، وأبرز تلك التحديات: الديون وتسريع خطوات التنمية المستدامة، وإحداث تغيرات هيكلية في اقتصادات تلك الدول خاصة فى القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، فضلاً عن تحديث البنية التحتية وتطويرها فى ربوع القارة.
يذكر أن مجموعة العشرين تتألف من 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وتشكّل ما يزيد على 85 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي وتضمّ ثُلثي سكان العالم، وبين أعضائها دولة إفريقية واحدة هي جنوب إفريقيا، كما يضمّ الاتحاد الأفريقي، الذي يتخذ من العاصمة الاثيوبية أديس أبابا مقرًا له، 55 دولة عضوا، لكن عضوية خمس دول تحكمها مجالس عسكرية حالياً باتت معلّقة.