هل اليتيم يحاسب يوم القيامة؟.. الإفتاء تجيب
تنشر بوابة الفجر رد دارالإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي على محاسبة اليتيم يوم القيامة وحق اليتيم في الاسلام.
يوم اليتيم.. هل اليتيم يحاسب يوم القيامة ؟
جاء رد دار الافتاء المصرية بأن مشهد الحساب يوم القيامة عظيم، فيه رعب وخوف وفزع، كله يهرب لا أحد يعرف أهله وأصحابه، تصاب عقول الناس بالرعب الشديد، وفقًا لما ذكر في القرآن الكريم فكل الناس ستحشر يوم القيامة والنبي صلى الله عليه وسلم سيكون شافها للخلائق، فالله تعالى سيحاسب كل عباده، فالله يحاسب كل عاقل بالغ، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سبعون ألف من المسلمين سيدخلون الجنة بغير حساب، وذلك يدل على أن اليتيم سيحاسب أيضا مادام بالغ عاقل وصل لسن الرشد.
يوم اليتيم.. حق اليتيم في الأسلام
وعن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: مَن مَسَحَ رَأسَ يَتيمٍ لم يَمسَحْه إلَّا للهِ، كان له بكلِّ شَعرةٍ مَرَّتْ عليها يدُه حَسناتٌ، ومَن أحسَنَ إلى يَتيمةٍ أو يَتيمٍ عندَه، كنتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتَينِ، وقَرَنَ بيْنَ إصبَعَيه: السَّبَّابةِ والوُسطى).
الإفتاء تجيب.. ما حق اليتيم في الإسلام؟
ردت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي علي سؤال ما مدى الاهتمام باليتيم في الشريعة الإسلامية؟، وكانت الإجابة:
لقد اهتمَّ الإسلام باليتيم اهتمامًا بالغًا، فحثَّ على كفالته، والعمل على سدّ حاجته جسديًّا وعقليًّا ونفسيًّا حتى يصير صالحًا نافعًا لمجتمعه؛ فقال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ﴾ [البقرة: 220]، وجعل جزاء ذلك مرافقةَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
وبيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّ خير البيوت بيتٌ فيه يتيم يُحسَنُ إليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ» أخرجه الإمام البخاري في "الأدب المفرد"، وابن ماجه في "السنن"، والطبراني في "الأوسط".
وجعل سبحانه الإساءةَ إلى اليتيم أو قهره إثمًا منهيًّا عنه؛ فقال سبحانه: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾ [الضحى: 9]، ونعى على إهماله وعدم إكرامه؛ فقال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ [الفجر: 17].
كما جعل الإسلام له الأولوية في استحقاق الزكاة؛ فإذا كان فقيرًا كان مع استحقاقه للإكرام والإحسان إليه مستحقًّا للزكاة وأولى المصارف بإعطاء الزكاة حينئذٍ سدًّا لحاجته؛ بما يشمل المأكل والمشرب والملبس والتعليم والتربية والعلاج والتأهيل وما يكفل له العيش المناسب والحياة الكريمة.