بدعة بالإسلام وخطيئة في المسيحية.. رأي الأديان حول كذبة أبريل
كذبة أبريل من الموضوعات التي شغلت المصريين خلال الساعات الماضية وذلك مع انطلاق شهر أبريل الذي اشتهر بتقاليع كذبة أبريل.
تاريخ كذبة أبريل
اتخذت كذبة أبريل اسمها من بعض المماراسات المستمدّة من الأقاويل والأفعال المعتادة بهذا اليوم، والتي يرددها الناس بشكل اعتيادي، مثل "النُكت" والتي تختلف في حدتها بين البسيطة والتي تضحك الكثيرين ويتم تبادلها، وإن كان اتخاذها من منطلق كوميدي بحت.
اعتمدت فرنسا تقويمها الميلادي في عام 1582 ميلاديًا، وحولت رأس السنة الميلادية من نهاية شهر مارس إلى الأول من شهر يناير، ويرجع الكثيرون تاريخ كذبة أبريل إلى هذا العام ولكن وفقًا لما جاء في التفسير الشعبي فإنّ جهل الناس وعدم درايتهم للإعلان السابق جعلهم يحتفلون بيوم كذبة أبريل في الأول من شهر أبريل للعام الجديد.
أطلق الأشخاص على هذا اليوم، الذي يوافق الأول من أبريل في كل عام، "عام الحمقى، ثم انتقل هذا الاحتفال السنوي إلى جميع أنحاء أوروبا، وإلى بعض دول العالم، التي عملت بهذا المسمى وتداولته.
وتحدثت قصيدة هولندية عن كذبة أبريل ونشرت قبل اعتماد التقويم الميلادي الفرنسي في عام 1561، بـ20 عامًا أي في عام 1540، وتحدثت عن المهرجان اليهودي، صاحب التاريخ الطويل والذي يتزامن انطلاقه مع قدوم فصل الربيع، وهو أشبع بـ "الحفلات التنكرية"، حيث يكون الاحتفال بارتداء الملابس، ووجود الكرنفالات "مدينة الملاهي المتنقلة".
وترجع جامعة بوسطن كذبة أبريل إلى عهد القسطنطين، عندما أقيمت مهرجانات وخدع للمحكمة الإمبراطورية الرومانية، ظانين أن هذه الخدع يمكن أن تعيد الحياة إلى الإمبراطورية.
وتروي بعض القصص أن قسطنطين ولى المهرّج كوجيل ملكًا واستمر ليوم واحد، فأصدر مرسومًا يدعو للسخرية من ذلك اليوم، وبعد ذلك أصبح من العرف الاحتفال به سنويًا، حيث كان ذلك اليوم شديد الخطورة.
رأي الأديان حول كذبة أبريل
وقال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الكذب من الأمور التي نهى عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهيًا تامًا، مشيرًا إلى أن كذبة أبريل بدعة منكرة، والأفضل أن تحتفل في أول أبريل بيوم اليتيم وليس بيوم الكذب.
وشدد “جمعة” عبر صفحته بـ "فيس بوك"، على أن كذبة أبريل من الكبائر، كما أنها من الأمور التي نهي عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهيًا تامًا، سواء أكان كذبًا مفردًا، أو كذبا كمنهج، لأن هناك من المناهج ما هو كاذب، وما هو يعتمد عليه الكذب في ذاته.
واستشهد بما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "لا يزال الرجل يصدق ويتحري الصدق حتى يكتب صديقا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحري الكذب، حتى يكتب كذابا"، ويقال: الصدق منجاة ولو اعتقد فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك.
كذبة أبريل "خطيئة"
وفي المسيحية لا يوجد ما قد يوجد في أديان أخرى من مواضيع "الكذب المباح"، أو "المعاريض" التي فيها يقول الشخص أمرًا، وهو يعني في قلبه أمر آخر، ويجعل السامع يفهم الكلام على محمل غير سليم، ولا حتى "التقية" التي هي إخفاء مُعْتَقَدٍ ما خِشية الضرر المادي أو المعنوي.. كل هذا لا علاقة له بالمسيحية في شيء، وبذلك فكذبة أبريل تعد خطيئة في المسيحية.
كذبة أبريل "محرمة"
والكذب في اليهودية يعتبر محرمًا، حيث يذكر العهد القديم "لاَ تَسْرِقْ، وَلاَ تَكْذِبْ، وَلاَ تَغْدُرْ بِصَاحِبِكَ،" و"وَهَذَا مَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَفْعَلُوهُ: لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَاحْكُمُوا فِي سَاحَاتِ قَضَائِكُمْ بِالْعَدْلِ وَأَحْكَامِ السَّلاَمِ"، ولا يوجد استثناءات لهذه القاعدة، مما يؤكد أن "كذبة أبريل" غير مستثناه من التحريم.