د.حماد عبدالله يكتب: العاشر من رمضان العظيم !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



منذ خمسون عاماَ عشتهم مثل أغلبية المصريين الذين يعيشون اليوم (أطال الله أعمارهم ) فى الخير !! ولكن الأغلب الأخر – ومن هم فى سن الأربعون – لم يعوا ولم يدركوا أحداث هذا اليوم العظيم 6 أكتوبر 1973 الموافق العاشر من رمضان – وما قبله بست سنوات 5 يونيو 1967 – إلا ما يعرض عليهم على شاشات التليفزيون والسينما – وما يكتبه المؤرخون – وأصحاب أعمدة الرأى فى صفحات جرائدنا – وقليل جداَ من هؤلاء الشباب الذين يتابعون أو يهتمون بتلك المنشورات أو حتى تلك الرؤى السينمائية – وجميعها فى رأيى لا تمثل جزء من مائة من الحقيقة أو الواقع الذى عشناه – للأسف الشديد – لذلك نجد أن كل من عاش هذه الأحداث – بتحليل موقفة وتصرفاته – وبنيته الإنسانية – نجدها جميعها – تشحن صاحبها بقدرة هائلة من الإنتماء لهذا الوطن – وقدرة هائلة من الحب ومن الخوف على البلاد – وعلى مستقبلها – ونتذكر الماضى بحزن شديد – كلما خاب تصرف معاصر – منافى لروح أكتوبر العظيم – أو غير مكترث بمصيبة مصر جميعها مساء يوم 5 يونيو 1967 – حينما أصيب شعب مصر جميعه بالإكتئاب – وبالخوف وإحساسنا بفقدنا لكرامتنا – وفقدنا فى هذا اليوم إحساسنا بمصريتنا – فقط لمدة ثلاثة أيام – أصيب الشعب المصرى بعدم الإتزان – حتى خرج علينا " جمال عبد الناصر " ( رحمه الله ) ليتنحى معلنا الهزيمة – فرفض الشعب كله الهزيمة – وخرج عن بكرة أبيه مطالباَ جمال عبد الناصر – بالمكوث فى منصبه حتى نعيد الأرض – وننتصر – ولكن مع شىء أخر إختلفت فيه كل الظروف وتعقدت فيه كل النظريات – خرج شباب الجامعات يوم 18 يناير 1968 ضد أحكام صدرت للمسئولين عن الهزيمة ونادوا لأول مرة بسقوط مراكز القوى بل وصلت الهتافات تهتف بسقوط جمال عبد الناصر – الذى طالبناه منذ شهور قليلة يوم 9 يونيو 1967 بالإستمرار فى الحكم – خرجنا نهتف ضده – وضد أنور السادات – الذى كان يتولى رئاسة مجلس الأمة ( النواب حالياَ ) !! ودخل مئات من الشباب إلى سجن القلعة وكنت أحدهم – وخرجنا جميعنا مع بيان 30 مارس 1968 – الذى صحح الأوضاع – ومات أو قتل أو إنتحر عبد الحكيم عامر ( رحمه الله ) – حتى يبدأ الجيش المصرى تحت قيادة جمال عبد الناصر شخصياَ ومحمد فوزى ( الله يرحمه ) والشهيد العظيم الفريق عبد المنعم رياض واللواء سعد الدين الشاذلى بإعادة البناء – وبدأت فوراَ حرب الأستنزاف بضرب المدمرة إيلات فى عرض البحر الأبيض المتوسط – ( وموقعة رأس العش ) فى بور فؤاد – التى أعادت الكرامة والثقة لقواتنا المسلحة التى إستعدت إستعداداَ باهرًا- وبرحيل جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 – والخطة الحربية "جرانيت" جاهزة للتحرك وإسترداد الأرض والكرامة – جاء محمد أنور السادات ( رحمه الله ) وبجانبه المشير أحمد أسماعيل ( رحمه الله ) واللواء عبد الغنى الجمسى ( رحمه الله) "واللواء الماحى" رحمه الله وسعد الدين الشاذلى(رحمه الله ) والبطل المرحوم محمد حسنى مبارك ذراع مصر الجوية لكى ترسم أبتسامه على وجة الوطن لأول مرة فى التاريخ المعاصر – إبتسامة ظلت على وجوه المصريين منذ الساعة الثانية ظهر 6 أكتوبر 1973 وحتى صدور هذه الكلمات فى الفجر اليوم – أدام الله علينا النصر – وأبقى لنا ذكرى أعزائنا الأبطال– ورحم  الله شهدائنا وعلى رأسهم جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك !! 
  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
  Hammad [email protected]