المطران عطا الله حنا: نرفض استغلال الحرب الروسية الاوكرانية بهدف النيل من مكانة الكنيسة الارثوذكسية الروسية واستهدافها
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا نرفض استغلال الحرب الروسية الاوكرانية من اجل النيل من مكانة الكنيسة الارثوذكسية الروسية والتي باتت كنيسة مضطهدة ومستهدفة في اكثر من مكان في هذا العالم.
اننا نرفض الحرب والتي نعتبرها شر مطلق ونطالب بأن تتوقف حقنا للدماء ووقفا للدمار والخراب ومن واجبنا جميعا ان نصلي وان نرفع الدعاء إلى الله من اجل ان ينير عقول وضمائر الحكام والسياسيين لكي تتوقف هذه الحرب التدميرية التي لا يمكن ان يقبلها اي انسان أو ان يبررها بأي شكل من الاشكال.
ان استغلال هذه الحرب لضرب الكنيسة الارثوذكسية الروسية واضطهادها انما هو عمل قذر فالكنيسة ليست جزءا من هذه الصراعات السياسية والكنيسة كانت دائما حاملة لرسالة المحبة والاخوة والسلام.
نرفض ما تتعرض له الكنيسة الارثوذكسية في اوكرانيا كما وفي غيرها من الدول الغربية من استهداف واضطهاد ومحاولات للحصار والتهميش والتهمة جاهزة وهي العلاقة مع الكنيسة الارثوذكسية الروسية وكأن العلاقة مع هذه الكنيسة الشقيقة اصبحت جريمة يجب ان يحاسب وان يساءل عليهاهؤلاء.
ان الحرب الروسية الاوكرانية سوف تنتهي عاجلا ام اجلا ونتنمى ان يكون هذا عاجلا وليس اجلا ولا يجوز ان تؤثر هذه الحرب وتداعياتها على العلاقة بين الكنائس.
اننا نرفض الاضطهاد الذي تتعرض لها الكنيسة الارثوذكسية في اوكرانيا كما ان هنالك استهدافا للكنيسة الارثوذكسية في عدد من الدول الغربية بحجة ارتباطها وتبعيتها للكنيسة الارثوذكسية الروسية وهذا امر مرفوض جملة وتفصيلا.
يجب احترام الكنيسة الارثوذكسية الروسية ودورها الروحي والحضاري والوطني وخاصة في الحقب التي عانت فيها الكنيسة من الاضطهاد ولا يجوز استغلال الحرب الدائرة حاليا للنيل من مكانة هذه الكنيسة ولاسباب لا يمكن القبول بها بأي شكل من الاشكال.
يجب احترام كل الكنائس وخصوصيتها ونرفض اقحام الاثنية أو القومية في الصراعات بين الكنائس فالكنائس هي فوق الاثنية أو القومية لإنه ا كنائس حاملة لرسالة الايمان والمحبة والاخوة التي نادى بها المخلص.
نقول لبعض اولئك الذين يحرضون على الكنيسة الروسية أو لربما على غيرها من الكنائس اوقفوا هذا التحريض وكونوا جسور محبة بين الاخوة واعملوا من اجل المصالحة والمحبة واعادة الاخوة واللحمة بين ابناء الكنيسة الارثوذكسية الواحدة.
ابعدوا الصراعات السياسية وتحلوا بالحكمة والمحبة وهذا ما اتمناه من قادة الكنائس الارثوذكسية في كل مكان فنحن في كنيستنا اليوم بحاجة إلى مبادرات وبحاجة إلى كلمات تعزز السلام والمحبة بعيدا عن التحريض وبعيدا عن استغلال الحرب لاهداف قذرة بعيدة كل البعد عن القيم المسيحية الارثوذكسية.
دعوتنا هي للمحبة والمسامحة والمصالحة وترميم العلاقة ودرء المخاطر وتوحيد الصفوف فهنالك من يسعون لضرب وحدة الكنيسة الارثوذكسية من الداخل مستغلين الاوضاع السياسية القائمة في اوكرانيا وفي غيرها من الاماكن ولا يجوز استغلال الامور السياسية من اجل ضرب وحدة الكنيسة فالكنيسة هي اسمى من كل ذلك.
نوجه تحية التضامن والمحبة إلى الكنيسة الارثوذكسية في اوكرانيا والتي تتعرض لاستهداف ممنهج من قبل القيادة السياسية في كييف وبدعم من جهات غربية لا تريد الخير للكنيسة الارثوذكسية.
سيكتشف البعض ولو بعد حين ان هذه الكنيسة هي شاهدة وشهيدة ورئيسها المتروبوليت اونوفريوس هو قديس معاصر بتواضعه وحكمته وبصيرته وكلماته النابعة من القلب كلمات المحبة والرحمة والدعوة إلى الوحدة والسلام.
نرفض الحرب في اوكرانيا ولكننا في نفس الوقت نرفض استغلالها للانتقام من الكنيسة الارثوذكسية الروسية والنيل من مكانتها ونحن نعرف جيدا من يقف وراء هذا المخطط ومن هو المستفيد من كل ذلك ولكن الكنيسة ابواب الجحيم لن تقوى عليها مهما تآمروا عليها وخططوا للنيل من مكانتها فهي ستبقى حاملة لرسالة المحبة والاخوة والسلام.
وفي فترة الصوم الاربعيني المقدس نحن سائرون نحو الجلجلة والصليب والالام والموت ولكننا بعدئذ سوف نرى نور القيامة والقيامة هي انتصار على الموت ورسالتنا اليوم لكل اولئك الذين يعانون من الاضطهاد بأنكم تحملون الصليب ولكنكم ستنتقلون بعدئذ إلى قيامة الانتصارعلى الظلم والاستبداد والاضطهاد.