مدير تيرانس: الام معجزة والامومة سر يصعب تفسيره

أقباط وكنائس

الكنيسة
الكنيسة

 

أطلق القمص اثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية، تصريح صحفي عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت شعار “الأُمَّهَاتُ الرُّوحِيَّاتُ”

وقال خلاله: الام معجزة والامومة سر يصعب تفسيره، حتي ان الله نفسه نسب الامومة لنفسه مرارا كثيرة  " فهو لاينسانا حتي لو نست الام رضيعها " اش ٤٩: ١٥، فكم مرة اراد ان يجمعنا كما تجمع الام فراخها تحت جناحيها مت ٢٣: ٣٧  . وعموما الامومة لاتقتصر علي امومة الجسد، لان الام ليست فقط هي من تنجب لكن ايضا هي من تربي ايضا... والكتاب المقدس انفاس الله ذكر المريمات والامهات لؤييس وافنيكي، كذلك التاريخ الكنسي إشاد بادوار القديسات متقيات الرب Ammas سكلنتيكي ويوسفرنيكي وثيؤدورا وميلانية وباولا، اللاتي خدموا بذار الكلمة وسلموا طريق الخلاص وولدوا اطفالا روحيين للمسيح يسوع βρέφους (  بريفوس ) واحتضنوهم كرضع مولودين للرب.  لاجل ذلك اطلق علي الأمهات الروحيات  (  لقب "أمهات"  )  مثل لقب الأبوة الروحية على اللواتي لديهن قامة روحية تسمح بممارسة القيادة والأمومة. ومن بينهن تُختار الأم الرئيسة Amma تماف Tamau حيث يجمع الروح معًا المولودين منه، في شركة قانون الجهاد الروحي والشهادة للمسيح، بمعيار السيرة المستقيمة والوصايا الإلهية وزينة الروح الوديع الهادئ؛ الذي هو قدام الله كثير الثمن (١بط٣:٣ ).
هؤلاء الأمهات قد تأكد عندهن البرهان الأكيد على القداسة والسلوك الإنجيلي العملي. لذا نلن وظيفة الأمومة كمدبرات أو رئيسات لجماعات رهبانية نسائية لأديرة الراهبات والعذارى. بحيث تعيش الراهبات تحت قيادتها ويكُنَّ لها حقًا بنات، تدبرهن بفطنة ويقظة روحية، مع اللاتي اؤتمنت عليهن كأم روحية Meter pnevmatike معطية بحياتها المثل والقدوة والنموذج في كل ما تقوله وتفعله وتأمر به؛ حتى لا تطلب شيئًا فوق الطاقة، عاملة بقانون المحبة وطقس وحدانية الشركة مع الكل بالتساوي؛ دون تفضيل أو انحياز.
تمارس الأمهات إدارتها الأخوية، والتي تسمى Adelphes لتقود بسلطان المحبة وغسل الأرجل والانفتاح لا التسلط والسيادة والبطش. متخذة من أدوية القدوة والتشجيع والتحذير والقبول والتوجيه سبيلًا لمعرفة القيادة، وفقًا للقانون الكنسي ولروح وسير ونموذج الآباء الأولين.
ويذكر التاريخ كيف أن تدبير الأمهات "ايغومانسة"، وسيرتهن سبب في تجمع وإنجذاب التلميذات حولهن، فيقودهن من خلف أبوابهن المغلقة للصلاة والسجود والملء؛ لأن من يري في الخفاء هو وحده القادر أن يعين ويعلم كمعلم وباب أوحد للخراف الناطقة. 
لذلك الأم الرئيسة لا يمكن أن تكتسب الثقة بالأوامر بل بالتلمذة والتمنطق بأحشاء الأمومة واحتمال آلام المخاض بصبر. مثل طبيبة صالحة وأم مُحبة لبناتها، مستنيرة بالله Theophotistos ولديها بصيرة روحية تقود بها بناتها العذارى، كحكيمة وحصيفة منتبهة لواجبتها.
لقد تميزت الأمهات بحيازة الخبرات الروحية الشخصية؛ حتى لا تفقد الرؤية في أمومتها لبناتها: بصراحتها وجراءتها وسيرتها وخطتها؛ وتلقيها لوح المعرفة الروحية المنقوش بأصبع الله بفعل الاستنارة. فما أصعب قيادة النفوس التي قيل عنها أنها "فن الفنون وعلم العلوم" تستلهم كل صور الأمومة إلى أن يتصور المسيح في بناتها: تترفق بهنَّ في وسطهن؛ وتربيهن كالمرضعة وتحنو عليهن وترشدهن وتحمل أثقالهن وتشاركهن وتنهض لنموّهن؛ صائرة ملجأ وحماية باستشهاد الضمير. وكذا اثمرن مائة  من حبة حنطة واحدة، معطين كل حياتهن لمنفعة أولادهن، واعظات بسلوكهن وقدوتهن اكثر من كلامهن وتعليمهن، لذا صار ازدهرن بما لا يمكن للغة بشرية أن ترويها أو تحصرها.
وكل أمومة روحية ناجحة؛ موضوعة لا لكي تمدح بل لتزرع البذار من أجل منفعة الحياة الفاضلة التي تزهر ولا يمكن للغة بشرية أن ترويها... مثل حبة الحنطة الواحدة التي تثمر وتفرخ المئات. وبقدر ما تكون الأم الروحية قدوة وأمًا لا قاضية ومشرِّعة؛ بقدر ما ينظرنَ ماذا تفعل ليفعلن مثلها؛ في صعودهن للسلم الإلهي. وبقدر دوام إخلاص وأمانة الأم الروحية لخدمتها من دون تشتت عن الغاية؛ بقدر ما تصدق دعوة أمومتها وتثمر ويتحقق وجود الله فيها.