أبو كسم: ما نشهده من معاناة الشّعب اللّبنانيّ هو تسوّل غير مألوف والخلوة الرّوحيّة ضروريّة لإعادة فحص الضّمير والتّوبة

"أمام حالة المواطن اللّبنانيّ المأساويّة اقتصاديًّا ماليًّا اجتماعيًّا وصحيًّا وسياسيًّا، تأتي الخلوة الرّوحيّة التي دعا إليها البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في الخامس من شهر ابريل العام 2023 في بيت عنيا- حريصا لتفتح المجال لكلّ من المشاركين فيها أن يستشعر بأهميّة الرّسالة الموكلة إليه من الله وأن يدرك أنّه مؤتمن على الخير العامّ وخير النّاس"
هذا ما أوضحه مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام في لبنان الأب عبدو أبو كسم في حديث صحفي ردًّا على السّؤال عن أهميّة الخلوة الرّوحيّة وأبعادها.
الأب عبدو أبو كسم أشار إلى "أنّ هذه الخلوة الرّوحيّة هي فريدة لرجال السياسة الذين يتعاطون الشّأن العام وإدارة هذا البلد. ومن المعروف أنّ السياسة هي فن الممكن ومن يتعاطى بها يدرك أنّه مؤتمن على المصلحة العامّة."
وتابع: "إنّ العمل السّياسيّ هو موهبة تعطى من الله لأناس قد نذروا أنفسهم لخدمة الشّأن العامّ. وعلى السّياسيّ أن يعي أهمّيّة هذه العطيّة ويعمل على أساسها. لذلك إنّ الخلوة الرّوحيّة المقرّرة ستكون بمثابة محطّة تأمّل كي يدرك كلّ سياسيّ أنّه مؤتمن من الله، وعليه أن يحتكم إلى الضّمير وأن يفتّش مع زملائه عن الحلول التي تخرج لبنان من أزماته ووضعه الصّعب... نعم لقد بدأ الشّعب اللّبنانيّ بالانهيار، وما نشهده من معاناة يوميّة على أبواب المستشفيات والصّيدليّات والبحث عن لقمة العيش هو مشهد تسوّل غير مألوف في لبنان ولم نعتد عليه... الأمر الذي يتطلّب العودة إلى الذّات من خلال هذه الخلوة وربّما إلى إعادة فحص الضّمير والتّوبة، أو ربّما تشكّل الخلوة الرّوحيّة منطلقًا لنبذ الخلافات والتّلاقي والاتّفاق على إنقاذ لبنان وشعبه في هذه المرحلة الصّعبة وهذا الأمر يبدأ بانتخاب رئيس للجمهوريّة تنطلق معه عملية الانتظام السّياسيّ والإداريّ في مؤسّسات الدّولة".
وإختتم الأب عبدو أبو كسم حديثه بالقول: "نأمل أن تنتج الخلوة الرّوحيّة الثّمار المرجوّة وأن يصغي الجميع إلى كلمة الله في وقفة صلاة وتوبة علّنا نصل إلى خلاص لبنان من أزماته المتفاقمة".