المطران عطا الله حنا: " سنبقى ندافع عن القضية الفلسطينية التي هي انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث"

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وفدا كنسيا استراليا ضم عددا من ممثلي الكنائس الاسترالية والذين يقومون بجولة في الاراضي المقدسة بهدف الاطلاع على احوال المسيحيين واوضاعهم وزيارة عدد من الرعايا والكنائس كما وبهدف الاطلاع على احوال الشعب الفلسطيني بشكل عام وخاصة ما يحدث في مدينة القدس.
وقد رحب سيادته بزيارتهم حيث استقبلهم في كنيسة القيامة مؤكدا بأننا في هذه الايام التي فيها نمر في فترة الصوم الاربعيني المقدس انما نستعد لاستقبال اسبوع الالام وعيد القيامة المجيد وهي المناسبات والاعياد التي ترتبط بهذه المدينة فمدينتنا هي مدينة القيامة وفيها طريق الالام وفيها تمت الاحداث الخلاصية التي هي ركن اساسي من اركان ايماننا المسيحي.
نرحب بكم في اقدس بقعة في هذا العالم المدينة التي من المفترض ان تكون مدينة للسلام ومدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولكن سياسات الاحتلال في القدس حولت مدينتنا المقدسة إلى مدينة صراع وعنف وكراهية واستهداف للفلسطينيين في اوقافهم ومقدساتهم بما في ذلك المسيحيين الذين يعتدى على مقدساتهم واديرتهم ومقابرهم ويتم التآمر على اوقافهم وسلبها من اصحابها الشرعيين لا سيما ما يحدث في منطقة باب الخليل من مخططات لسرقة ابنية تاريخية من كنيستنا الارثوذكسية المقدسة.
الفلسطينيون يدافعون عن وطنهم ويحق لهم ان يقوموا بهذا ونحن نعتقد بأن الحرية لا تعطى لطالبيها على طبق من الذهب فكل الشعوب التي عانت من الاستعمار وتحررت منه ناضلت ودافعت وضحت في سبيل الوصول إلى هذه النتيجة والفلسطينيون اليوم يدافعون عن انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ولن يستسلموا ولن يتراجعوا قيد انملة إلى الوراء حتى تتحقق جميع امنياتهم وتطلعاتهم وثوابتهم الوطنية.
نحن المسيحيون الفلسطينيون لسنا اقلية في وطننا وان كنا قلة في عددنا كما ان المسيحيين في هذا المشرق ليسوا اقليات في اوطانهم وان تراجعت اعدادهم بشكل دراماتيكي خلال السنوات الاخيرة ومن يتحمل مسؤولية هذا التراجع في اعداد المسيحيين انما السياسات الغربية الخاطئة والتي استهدفت عددا من الاقطار العربية وهي جزء من المؤامرة التي تستهدف فلسطين وشعبها المظلوم.
المسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بانتماءهم للمسيحية المشرقية النقية التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة كما انهم يفتخرون بانتماءهم لفلسطين ارضا وقضية وشعبا ولن نتخلى عن اصالتنا الايمانية وهويتنا الوطنية مهما تآمر علينا المتآمرون وخططوا لاقتلاعنا من جذورنا وتهميش حضورنا.
نحن كنا وسنبقى دعاة محبة واخوة وسلام رافضين لمظاهر العنف والكراهية والعنصرية ونحن نرفض كافة مظاهر العنف والعنصرية بكافة اشكالها والوانها لإنه ا تتنافى وتتناقض مع قيمنا وايماننا وثقافتنا ومبادئنا.
سنبقى دعاة محبة واخوة وسلام ولكننا في نفس الوقت دعاة عدالة ودفاع عن المظلومين والمتألمين وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني الذي قضيته هي قضيتنا جميعا وهي قضية كافة الاحرار في عالمنا حيثما كانوا واينما وجدوا.
قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس كما تحدث سيادته عن الحضور المسيحي وعراقته والتحديات التي يواجهها المسيحيون في هذه البقعة المباركة من العالم وقدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.