في مؤتمر كشافة الاستقلال للحماية من الأذى.. الأباتي بو جوده: تحملون القضية الانسانية بكل ابعادها

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

 

في اطار نشاطات اليوبيل الذهبي نظمت جمعيّة كشافة الاستقلال مؤتمرًا حول الحماية من الأذى وفقًا لما دعت اليه مقررات المكتب الكشفي العالمي والمكتب الكشفي العربي واتحاد كشاف لبنان.
انعقد المؤتمر في دير مار روكز - الدكوانة وحضر حفل افتتاحه راعي الجمعية رئيس عام الرهبانية الانطونية الأباتي مارون ابو جوده والنائب الياس حنكش مقرّر اللجنة النيابية للتكنولوجيا، ومدير عام التربية الأستاذ عماد الاشقر ممثّلًا وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي ورئيس مصلحة الشباب والكشفيّة الاستاذ جوزف سعدالله ممثّلًا وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاّس والعقيد الياس القزي ممثّلًا مدير المخابرات العميد الركن انطوان قهوجي، والاخت يولند خوري ممثّلةً الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الام نزها الخوري ورئيس اتحاد كشاف لبنان القائد جورج غريّب، والمحامية الاستاذة ميسم يونس ممثّلةً نقيب المحامين الاستاذ ناضر كسبار، بالاضافة إلى نائب رئيس الجمعيّة القائد ايلي طيار واعضاء الهيئة الادارية والمفوضيّة العامة وعدد من ممثّلي الجمعيات الكشفية ورؤساء الجمعية السابقين وقادة كشفيين ومهتمون.
1- حفل الافتتاح: طيّار – غريّب – ابو جوده
بعد صلاة افتتاحيّة قدّمها الاب بطرس عازار من وحي زمن الصوم عند المسيحيين وشهر رمضان عند المسلمين، وبعد النشيد الوطني ونشيد الجمعية، قدمت القائدة نادين وازن حفل الافتتاح.
• تكلّم أولًا القائد طيار فرحب بالجميع باسم الجمعية وشكر جميع الحضور مقدّرًا اهتمامهم بموضوع المؤتمر ومتوقّفًا عند الاسباب التي دعت إلى انعقاده، وأشار إلى أنّ جمعيّة كشافة الاستقلال ستعطي الأهمية الكبرى، وبخاصة في هذا الزمن، من أجل إدخال مبادئ هذه الحماية في برامجها التدريبية ونشرها على جميع مكونات المجتمع. وبعد أن شكر القائد طيار القادة الذين نظموا جلسات المؤتمر، نوّه بالقادة الذين وضعوا السياسة الخاصة بجمعية الاستقلال للحماية من الأذى والذي سيتم تعميمها على جميع الافواج والجمعيات.
• كما تكلم القائد جورج غريّب، فأبدى تقديره لجمعية كشافة الاستقلال التي كانت السباقة في الدعوة إلى هذا المؤتمر واعرب عن فرحه بالتنظيم وبعلاقة الجمعية مع الاتحاد، وبخاصة لسعي الاثنين مع القادة الكشفيين لبناء عالم أفضل، معتبرًا أن هذا المؤتمر هو حاجة ماسة لتنشئة اجيالنا الطالعة على القيم الكشفية وعلى الحماية من الأذى.
• وبعد ذلك القى راعي الجمعية الأباتي ابو جوده كلمة جاء فيها:
"بدايةً إسمحوا لي أن أتوجّه إليكم بكلمةِ ترحيبٍ من هذا الصرحِ المبارك، الذي اعْتَدْتُم أن تقصِدوهُ وهو بيتَكم الكشفي الثاني، منه تستمدّون الرعايةَ والقِيمَ الروحية إلى جانبِ كلِّ القيمِ الإنسانيةِ والأخويةِ والكشفيةِ التي تزوّدُكم بها جمعيةُ كشافةِ الاستقلال.
أما في هذه المناسبةِ التي تجمعُنا اليوم، وبعد اطلاعي على مواضيعِ هذا المؤتمر، أراني مُطْمَئنًا في زمنِ اللاإطمئنان الذي نعيشُه، وذلك عندما أرى أن وطنَنَا لم يَنْضبَ عملُ الروح فيه، وأن قسمًا كبيرًا منكم ما زال يحملُ قضيّةَ الإنسانيةِ بكلِّ أبعادِها، وبخاصةٍ بُعدَ الحمايةِ من الأذى، موضوعَ مناقشاتِكم وتداولِكم اليوم".
وتابع ابو جوده قائلًا: "كلُنا مستهدفون من أخطارٍ عديدةٍ بحسبِ المحيطِ الذي نتواجدُ فيه، وانتمُ اليومَ مدعوون من خلال سياسةِ الحمايةِ من الأذى، التي تتباحثونَ بها اليوم، أن تأخذوا على عاتِقِكُم مَهَمةَ تطبيقِها في المواقفِ اليوميةِ التي تتعرّضونَ لها، في الأنشطةِ الكشفية، في تعاطِيكم مع بعضِكم، في حديثِكُم وتصرّفاتِكم وأفكارِكُم، وذلك انطلاقًا من مبدأ احترامِ الذاتِ والآخرين. أنتم مدعوونَ أكثرَ من أيِ وقتٍ سابق، أن تحترموا حريةَ الآخر وتُفسحوا المجالَ له للمشاركةِ قولًا وفعلًا؛ أن تحافظوا على السريةِ ضمنَ المجموعةِ الكشفية؛ أن تخلقوا الثقةَ وتحرصوا على الآخرِ وتَتنَبهوا له كما يقول البابا فرنسيس. لا تسكتوا عن الظلمِ أو الإساءةِ وافسحوا المجالَ للإبلاغ عنها، عبرَ الإصغاءِ والهدوءِ وقبولِ الآخر… هذه الصفاتُ وغيرُها تميّزُ الحياةَ الكشفية َوالمنتمي إليها".
الجلسة الأولى: الاشقر – سعدالله – الزغبي – حنكش
• أدار هذه الجلسة القائد جورج نيسي وتحدّث فيها مدير عام التربية الاستاذ الاشقر عارضًا ما تقوم به وزارة التربية من مبادرات للحد من الأذى كنشر كتيّب عن سياسة الحماية في البيئة المدرسية، واستحداث مكتب لتلقي الشكاوى والتعاون مع منظمات عدّة لمعالجة ما يتعرّض له تلامذة المدارس، وشدّد على دور العائلة وعلى التطوع في خدمة المجتمع وعلى التوعية للمخاطر التي يواجهها الشباب في عالم اليوم.
• ثمّ تكلّم رئيس مصلحة الشباب والكشفية الاستاذ سعدالله، فاشار إلى الجمعيات والنوادي المنتمية إلى وزارة الشباب والرياضة وإلى التعاون مع اليونيسيف ومع الامم المتحددة لتعزيز المهارات الحياتية. وشدّد على وجوب تأمين مساحة آمنة للتنشئة على القيم والاخلاق وتأمين دورات تدريبية عن التواصل والاتصال للابتعاد عن العنف وتنظيم لقاءات حوارية ودعا أخيرًا إلى انشاء مجلس وطني للشباب.
• ثم قدّمت السيدة كارلا الزغبي، من مؤسسة وزنات، مداخلة عن وجوب التعاطي مع الاعلام بطريقة واعية ومسؤولة مشيرة إلى تنوع الاذى، روحيًا وجسديًا ونفسيًا، وهذا يستدعي تنظيم حلقات عن التوعية والتدريب ومساعدة الشبيبة على ابتداع مبادرات تهدف إلى وضع خطة تساعدهم على مواجهة المستقبل بصفاء وراحة.
• وختم الجلسة الأولى النائب الياس حنكش بالدعوة إلى تعزيز الطاقات الشبابية من أجل التغيير والحد من الهجرة وخلق فرص عمل، وحماية المؤسسات التربوية لتقوم بدورها المسؤول عن توجيه الشباب، ودعا إلى اكتشاف الطاقات في مؤسسات الدولة وسائر المؤسسات للمساعدة على حماية الانسان لأنه هو القيمة في لبنان.
وختم حنكش مداخلته معوّلًا على التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر لتحويلها إلى مشاريع قوانين تساعد على الحماية من الأذى.
الجلسة الثانية: قطّان – السيّد - صفير
أدارت الجلسة الثانية القائدة رافانيا الدكاش وتحدّث فيها:
• أولًا القائدة سارة ريتا قطّان، نائب رئيس اللجنة الكشفية العالمية، فعرضت، وانطلاقًا من حق كل انسان ان يعيش في بيئة آمنة، مبادئ الدستور الكشفي وخاصة الحماية من الأذى، كشرط للانتساب للمنظمة الكشفية. واشارت إلى أنه من غير المسموح ان نبقى متفرّجين امام ما يحدث في العالم. ولذلك لا بدّ من تعزيز الثقة بالشبيبة وتعزيز دور العائلة واحترام السمعة الكشفية والالتزام بسياسة عالمية لجهّة وضع البرامج وحسن التدريب والقيام بانشطة آمنة، واتخاذ الاجراءات التي من شأنها الحماية من الأذى.
• ثمّ تحدّثت ثانيًا القائدة جنان السيد مستشارة المنظمة العالمية للحركة الكشفية، فدعت إلى وجوب الزام كل الجمعيّات بسياسة الحماية من الأذى والتوعية على الطرق الواجب اعتمادها، واشارت إلى أنّ الاقليم العربي متقدّم في هذا الموضوع، كما طالبت بالابلاغ عن كل أذى والقيام بتدريب كل كشاف لحماية نفسه من خلال سياسة الامن والسلام في كل نشاط كشفي وتعزيز الانشطة المباشرة والتعاون بين الجمعيات.
• وتحدّث ثالثًا القائد شادي صفير، مفوّض الحماية من الأذى في جمعية كشافة الاستقلال، فعرض سياسة الجمعية من خلال فيديو يوثّق خبرة الجمعية، وطالب بالزامية تطبيق هذه السياسة في كل نشاط، لأنّ اهمالها يؤدي إلى ازمات متنوعة ويحدّ من تطور الرسالة الكشفية.
الجلسة الثالثة: داغر – يونس - نصر
أدارت هذه الجلسة القائدة ستيفاني دكاش كميد وتحدث فيها:
• أولًا النقيب الياس داغر، من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، مبينًا المتابعة الحثيثة للأمن الداخلي لجرائم المعلوماتية، ومنبهًا أيضًا إلى ان التنمّر يقود إلى الانتحار... ولذلك لا يجوز السكوت عن الأمر بل يجب تقديم الشكاوى في النيابات العامة، وبالاضافة إلى تنشئة الأطفال على عدم الخوف، وأكّد اهتمام المديرية بمتابعة هذه الجرائم للحد من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال والشبيبة اليوم.
• وتحدّثت ثانيًا، المحامية الاستاذة ميسم يونس، فاعربت عن اهتمام نقابة المحامين بموضوع المؤتمر وتشكيل لجنة التوعية القانونية لمتابعة مثل هذه الجرائم، واشارت إلى عدد من القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحمي الاطفال، واعتبرت ان الجرائم بحق الاطفال بحاجة إلى قضاء خاص، وإلى مساعدة وإلى ارشاد وإلى توعية بالاضافة إلى تطبيق القوانين المرعية الاجراء.
• وتحدّث ثالثًا الاب يوسف نصر امين عام المدارس الكاثوليكية ومنسق اتحاد المؤسسات التربوية، فشكر كشافة الاستقلال على هذا المؤتمر واعتبر ان الاسرة هي مسؤولة عن حماية الطفل، وللمدرسة دور مكمّل للاكتشاف المبكر والوقائي، وعندها لا بدّ من التعاون مع جمعيات مرافقة لتقديم الحلول المناسبة. واشار إلى ان على المدرسة، عند ضرورة التبليغ، مراجعة الاهل اولًا. وطالب بوضع آليات تطبيقية لسياسة حماية التلميذ الصادرة عن وزارة التربية، بالاضافة إلى الاضاءة على ما يؤذي الأطفال، وبخاصة لأن هناك امورًا لم تذكرها هذه "السياسة" كالتنمّر مثلًا الذي يوصل إلى الابتزاز، وإلى الاباحية وربما إلى الانتحار.
كما طالب الاب نصر بتطوير دائم للقوانين بالاضافة إلى تطوير النظام الداخلي لكل مدرسة الواجب ان يتضمن بوضوح المبادرات التي تؤمّن الحماية المطلوبة، والتي تشدد على وجوب التعاون بين جميع افراد العائلة التربوية، من اجل حماية الأولاد.
الجلسة الختامية: جحا – نيسي – وشهادات تقدير
تحدّث في هذه الجلسة الختامية المفوض العام القائد ماريو جحا الذي تولى تقديم الندوات فشكر الجميع على اغنائهم المؤتمر إمّا بمداخلاتهم وإمّا بحضورهم.
ثمّ عرض القائد جورج نيسي امين سر الجمعية مشروع التوصيات المقرّر اعلانها لاحقًا في مؤتمر صحافيّ مخصص لهذه الغاية.
وفي ختام هذه الجلسة تمّ توزيع شهادات تقدير لفريق عمل مفوضيّة الإعلام ولجميع القادة الذين اهتموا بوضع المبادئ الاساسية لسياسة جمعية كشافة الاستقلال المتعلقة بالحماية من الأذى.