حكم الصيام أثناء العمرة
تزايد البحث على مواقع التواصل الاجتماعي حول حكم الصيام أثناء العمرة بالتزامن مع شهررمضان الكريم.
حيث يسعى الكثيرون في رمضان لأداء مناسك العمرة، نظرا لما فيه من روحانيات كبيرة وأيام مباركة يتلمس خلالها الناس المغفرة والرحمة من ربهم، وأجابت عنه دار الإفتاء المصرية.
وبشأن موضوع حكم الصيام أثناء العمرة خاصة وأنّ المعتمرين يسافرون من مختلف بلدان العالم إلا المقيمين في مكة، تلقت دار الإفتاء سؤالا عن حكم الإفطار في رمضان لمَن يداوم على السفر نظرًا لطبيعة عمله؟، موضحة أنّه متى تحقق وصف السفر في الصائم ولم يكن إنشاء السفر بغرض المعصية يجوز له الفطر، والصوم أفضل عند عدم المشقة؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 184].
وإضافة إلى حكم الصيام في العمرة، أوضحت دار الإفتاء في موضوع آخر عن فضل أداء العمرة في شهر رمضان، أنّه ثبت في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّة مَعي» متفق عليه، فهذا الحديث دليلٌ على فضل العمرة في رمضان، كما قال ملا علي قاري في «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» (5/ 1742، ط. دار الفكر): [قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ»؛ أَيْ كَائِنَةً «تَعْدِلُ حَجَّةً»؛ أَيْ تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ، وَبَعْضُ الرِّوَايَاتِ: «حَجَّةً مَعِي»، وَهُوَ مُبَالَغَةٌ فِي إِلْحَاقِ النَّاقِصِ بِالْكَامِلِ تَرْغِيبًا، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ فَضِيلَةَ الْعِبَادَةِ تَزِيدُ بِفَضِيلَةِ الْوَقْتِ، فَيَشْمَلُ يَوْمَهُ وَلَيْلَهُ، أَوْ بِزِيَادَةِ الْمَشَقَّةِ فَيَخْتَصُّ بِنَهَارِهِ] اهـ.
حكم الصيام أثناء العمرة
واستشهدت الإفتاء بقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري: لم يعتمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا في أشهر الحج كما تقدم، وثبت فضل العمرة في رمضان بحديث الباب، فأيهما أفضل؟ الذي يظهر أنّ العمرة في رمضان لغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل، وأما في حقه فما صنعه هو أفضل؛ لأن فعله لبيان جواز ما كان أهل الجاهلية يمنعونه، فأراد الرد عليهم بالقول والفعل، وهو لو كان مكروهًا لغيره لكان في حقه أفضل، والله أعلم.