حشرات للتجسس في المناطق العربية والصحراوية.. تعرف عليها
تعتمد الأجهزة الاستخبارتية في عملها في المقام الأول علي المعلومة، وأصبح الاعتماد علي الجاسوس المدرب لجمع المعلومات من الأمور التقليدية التي تم الاستغناء عنها، في الفترة الأخيرة بعد التقدم التكنولوجي والمعلوماتي وثورة الإنترنت في العالم.
وأصبح الاعتماد الأول في مجال التجسس علي الأجهزة الحديثة والمتداولة بين المواطنين، والتي توجد في كل منزل في أي بلد من بلاد العالم، فقط يكفي ارتباطها بشبكة الانترنت، أو احتوائها علي نظام ذكي أو تطبيقات رقمية، حتي تتولي فرق التجسس الفنية من التسلل إليها واختراقها بكل سهولة ويصبح المكان الذي تتواجد فيه في قبضة وكالات الاستخبارات الأجنبية.
كشفت وثائق ويكيليكس التي سربت أكثر من ألف وثيقة سرية عن جهاز الاستخبارات الأمريكية المركزية، عن اعتماد الجهاز علي أنظمة تجسس حديثة وفيروسات إلكترونية يمكنها اختراق عددًا من الأجهزة المنزلية المتصلة بشبكة الانترنت، أو التي تعمل بالانظمة الذكية المنتشرة في معظم الماركات العالمية، الثلاجات والتليفزيونات الذكية.
وتتمكن تلك الفيروسات التي ابتكرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من فك شفرة تلك الأجهزة المتصلة بشبكة الانترنت، واختراق انظمتها، ومن ثم السيطرة عليها بالكامل، فيمكنها اختراق تليفزون ذكي يحتوي علي عدد من التطبيقات الرقمية، وتشغيل أنظمة الصوت الموجودة فيه والكاميرة الرقمية للجهاز والتنصت علي كل ما يدور في المنزل صوت وصورة، عن طريق القمر الصناعي، فيصبح المنزل أمام شاشات ضباط المخابرات الأميريكة، كذلك ينطبق الأمر علي عدد من الثلاجات والغسالات الرقمية والتي تعمل بالنظام الذكي والتي تحتوي علي شاشات عرض والتي ظهرت حديثًا في الأسوأ.
كما كشفت الوثائق عن قيام المخابرات الأمريكية، من ابتكار طرق جديدة لاختراق أنظمة السيارات الحديثة المزودة بنظام ذكي وشاشات لتحديد الطريق، للتسلل لنظام السيارة عن طريق القمر الصناعي ومعرفة الطرق التي سلكتها السيارة سابقًا، إلي جانب القدرة علي السيطرة الكاملة علي السيارة إذا كانت تعمل بالكامل بالنظام الذي مما يمكن الوكالة من تنفيذ عمليات اختيال واختلاق حوادث عن طريق التحكم الكامل بالسيارة.
ويعلق الدكتور محمد الجندي، خبير تكنولوجيا المعلومات، ومدير منظمة أمن المعلومات فيقول: "يعتبر أي جهاز إلكتروني حديث مرتبط بشبكة الأنترنت ويعتمد علي تطبيقات رقمية عرضة للتجسس في أي وقت، فالعالم دائم التقدم، ويتم ابتكار مئات الفيروسات والأنظمة التي يمكنها اختراق تلك الأجهزة مهما كانت درجة الحماية التي تشملها".
وأشار الدكتور محمد الجندي، إلي أن الدول العربية أكثر عرضة للاختراق بسبب ضعف الأنظمة الاتصالية والمعلوماتية الموجودة بها، مشيرًا إلي أن دول الخليج العربي تعتمد بشكل كبير علي السيارات الرقمية الحديثة التي تحدثت عنهاوثائق ويكيليكس إلي جانب أعتماد مواطنيها علي الاجهزة المنزلية الحديثة التي تعمل بالأنظمة الذكية والرقمية.
ووصلت التكنولوجيا الحديثة في مجال التجسس، بعد الأجهزة الألكترونية، إلي استخدام مثيلات الطيور والحشرات في التنصت والمراقبة والتصوير، فبعد استحداث أجهزة تصوير دقيقة يتم وضعها علي ظهر وأرجل الطيور لتقوم بتصوير المنشأت العسكرية والاستراتيجية الهامة من أعلي، اتجهت التكنولوجيا الأمريكية إلي تصنيع أجهزة تجسس تشبه الحشرات، لصغر حجمها وتمكنها من اختراق أصعب المنشأت الأمنية بمنتهي السهولة دون أن يتم ملاحظتها أو الشك فيها.
وتعتبر " الناموسة " أبرز الأمثلة علي تلك الأجهزة، فهي أداة للتنصت والتصوير يتم التحكم فيها عن بعض عن طريق أجهزة التحكم بالطيران والتصوير، وتشبه الناموسة" في الحجم والشكل، وتستطيع الطيران لمسافات طويلة والتصوير من أعلي، إضافة إلي عملها بالكهرباء عن طريق تقنية النانو تكنولوجي، مما يمكنها من البقاء في الجو أطول فترة ممكنة، كمان يمكنها اختراق أضيق الأماكن بسبب صغر حجمها، ويشبهها في التصميم جهاز "الباعوضة" للتجسس، وتشبه في تركيبها وتصميمها مثيلتها السابقة في القدرة علي التصوير والطيران وعدم القدرة علي كشفها.
أما الأبنية الشاهقة والتي يصعب اختراقها، فقامت المخابارت الأمريكية بتصميم "العنكبوت" الإلكتروني والذي يمكنه التسلل واختراق الأبنية الشاهقة وناطحات السحاب، وذلك بسبب تصميمة الذي يمكنه من تسلق الأرتفاعات العالية، ويتم التحكم فيه عن بعد ويمتك القدرة علي التصوير والتنصت معًا، أما الأنفاق والمراكز العسكرية التي توجد تحت سطح الأرض قامت المخابرات الأمريكية بتصميم "صرصور" للتجسس يتمكن من اختراق تلك الأماكن بسهولة والتنصت علي كل ما يدور فيها إلي جانب التصوير بمنتهي الدقة، وسمح له وزنه وحجمة الضئيل إلي اختراق تلك المراكز دون أن يشك في أمره.
وصممت المخابرات الأمريكية تلك الأنظمة التجسسية التي تشبه في تركيبها وشكلها الحشرات لتناسب بعض المجتمعات العربية التي توجد في الشرق الأوسط علي وجهه الخصوص، لإنتشار تلك الحشرات فيها بشكل كبير خاصًا في الأماكن الصحراوية والمدنية معًا، لتتكيف وتتلائم من البيئة التي زرعت فيها ويتم التحكم فيها عن طريق السيطرة عليها عن بعد أو عن طريق القمر الصناعي.