احتجاجات فرنسي رفضًا لقانون التقاعد
على جمر من نار.. فرنسا على حافة الانفجار (صور)
شهد فرنسا، اليوم الثلاثاء، موجة جديدة من الاحتجاجات والاضطرابات على مستوى البلاد بعدما خيمت على مسيرات الأسبوع المنصرم بعض من أسوأ أعمال العنف في الشوارع منذ سنوات، اعتراضًا على تعديلات قانون التقاعد.
شوارع باريس تنتفض غضبًا
وأفادت شبكة سي إن إن الأمريكية أنه من المتوقع أن ينضم ما يصل إلى 900 ألف متظاهر إلى 240 مسيرة مخططة في جميع أنحاء فرنسا، اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يملأ 100 ألف متظاهر شوارع العاصمة وحدها في احتجاجات فرنسا.
وأظهرت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قنابل دخانية يطلقها المتظاهرون خارج مدخل مطار بياريتز، فيما سار المتظاهرون على سكة القطار في محطة سكة حديد جار دي ليون في باريس، وفقًا لشبكة سي إن إن.
مما اضطر السلطات الفرنسية، اليوم الثلاثاء،إغلاق برج إيفل وقصر فرساي في العاصمة باريس، أمام السياح بسبب الإضرابات التي تشهدها لبلاد، على وقع الاحتجاجات الكبيرة بسبب قانون التقاعد.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ظهرت مشاهد لأكوام النفايات المتناثرة في الأحياء الباريسية، حيث أثرت الإضرابات الضخمة ضد الإصلاحات على خدمات جمع القمامة في المدينة. ومع ذلك، قالت نقابة CGT في وقت سابق أن جامعي القمامة سيعلقون إضرابهم اعتبارًا من الأربعاء.
أسباب الاحتجاجات في فرنسا
وكانت الاحتجاجات الرافضة لخطط الرئيس إيمانويل ماكرون تأخير سن التقاعد عامين ليصبح 64 عامًا اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد حتى الآن، إلا أن الغضب تصاعد منذ أن دفعت حكومة إليزابيث بورن بمشروع القانون عبر البرلمان بسلاح المادة الدستورية 49.3 دون تصويت في منتصف مارس، حيث أشارت استطلاعات للرأي إلى أن الأمور ساءت بعد لقطات أظهرت عنف الشرطة.
من جهتها، قالت نقابات فرنسا إنها حشدت خلال مظاهرات الخميس الماضي أكثر من 3 ملايين مشاركا، فيما قالت وزارة الداخلية إن الرقم كان مليون.
وقالت السلطات إن احتجاجات الثلاثاء ستشهد مشاركة ما مجموعه 650.000 إلى 900.000 متظاهر بينهم 70.000 إلى 100.000 في باريس.
فوضى وغضب في فرنسا
ونشرت الصحف العالمية صور لأحداث الفوضى والعنف التي تشهدها باريس وعدد من المدن الفرنسية، فيما حذّر وزير الداخلية جيرالد دارمانان من "مخاطر حقيقية للغاية" من أن يندلع المزيد من العنف في العاصمة وخارجها.
وانتشر نحو 13 ألفا من أفراد الشرطة أثناء المسيرات وسيكون أقل من نصفهم في باريس.
لكن الغضب تصاعد منذ أن دفعت الحكومة بمشروع تعديلات قانون التقاعد عبر البرلمان دون تصويت في منتصف مارس/آذار، إذ أشارت استطلاعات للرأي إلى أن الأمور ساءت بعد لقطات أظهرت عنف الشرطة.
أعمال شغب تندلع في فرنسا
وحطم محتجون من جماعة بلاك بلوك نوافذ محلات، ودمروا محطات حافلات، ونهبوا فرعًا لسلسلة مطاعم ماكدونالدز في باريس خلال أحدث أيام الاحتجاجات التي عمت فرنسا. وشهدت مدن أخرى أعمال عنف مشابهة.
وحذر وزير الداخلية جيرالد دارمانان، أمس الاثنين، من مخاطر حقيقية للغاية من أن يندلع المزيد من العنف اليوم في العاصمة وخارجها. وسينتشر نحو 13 ألفًا من أفراد الشرطة أثناء المسيرات، وسيكون أقل من نصفهم في باريس.
شلل يصيب الحياة في فرنسا
وقال الوزير الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي، إن جماعات تنتمي لأقصى اليسار تريد إحراق فرنسا وإن بعضها جاء من الخارج.
ونصحت الشرطة أصحاب المحلات الواقعة في خط سير الاحتجاج بإغلاقها اليوم. وستتعطل خدمات القطار والرحلات الجوية وستغلق بعض المدارس أبوابها مثلما كان الحال في أيام الإضرابات السابقة منذ منتصف يناير/كانون الثاني.
وكانت ست من بين سبع مصاف للتكرير في فرنسا مغلقة أو تعمل بقدرة أقل أمس، كما أغلقت موانئ الغاز الطبيعي المسال.
وتقول الحكومة إن مشروع قانون التقاعد ضروري حتى لا تفلس المنظومة، وترى النقابات والمحتجون أن هناك سبلًا أخرى لتحقيق هذا الهدف.
وطلبت النقابات من ماكرون سحب مشروع القانون أو إيقافه بعض الوقت لتهدئة الأمور. وتم إقرار التشريع لكنه لم يُنشر بعد بانتظار مراجعة المجلس الدستوري. ورد ماكرون بأنه على أتم الاستعداد للحديث مع النقابات ولكن بخصوص أمور أخرى.