"الفجر" تروي قصة بطل المجموعة 39 قتال الذي دمر مطار حربي كانت جولدا مائير على وشك افتتاحه
أصيب أربع مرات وطلب من عبد الناصر أن يعيده للجبهه للقتال.. والسادات وصفه بالمقاتل الشرس
بصوت هادئ وعيون لامعة تذكر اللواء " محي نوح " البطولات التي سطرها هو وزملائه خلال حرب أكتوبر المجيدة والتي كانت سببًا من أسباب النصر، فقال " كنت أدرس الطب في السنة الأولي، وكنت مولع بالرياضة خاصة الملاكمة والتي كانت سببًا في التحاقي بالكلية الحربية وقتها، بعد طلب أحد القادة التحاقي بالجيش لما كنت اتمتع به من طبيعة جسمانية رياضية، وفضلت الكلية الحربية علي الطب لحبي في المواجهه والفداء وخدمة الوطن، وكانت سنوات خدمتي الأولي في اليمن وحصلت هناك علي فرقة المظلات، رغم الطبيعة الجبلية الصعبة هناك، ونفذت العديد من العمليات الناجحة هناك لصالح القوات المصرية مما كانت سببًا في رفع معنويات جنودنا في ذلك الوقت، وحصلت حينها علي ترقية استثنائية لما قمت به من أعمال في حرب اليمن " .
وتابع اللواء " محي نوح "، " بعد عودتي من اليمن، خدمت في جنوب سيناء في ذلك الوقت وحدثت نكسه 1967، وكلفتني القيادة بمهام البحث عن الشاردين العائدين من سيناء، واتممت مهمتي علي أكمل وجه، وأمنت عوده المئات من الضباط والجنود إلي القناة ومنها إلي القاهرة، وبعدها طلب مني أن اتوجه مع مجموعة من الضباط بوقف تقدم العدو في منطقة " رأس العش " وكانت قواته تعتمد علي عدد من الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة والتي واجهناها بالأسلحة الخفيفة والحفر البرميلية والعبوات اللاصقة، وكانت صفعة علي جبين العدو بعد النكسة بشهور قليلة فقط، واثبتنا أن المقاتل المصري يستطيع الرد والمقاومة ".
وتابع البطل قائلًا، " بعد وصولي للقاهرة طلب مني تأسيس فرع للعمليات الخاصة، وكان المسئول عنها الشهيد " ابراهيم الرفاعي " وكنت اعرفه منذ حرب اليمن، وطلب مني أن ارشح له مجموعة من الظباط والصف ضباط والجنود للانضمام للفرع الجديد، فرشحت له مجموعة من الأشاوس من ضباط الصاعقة، وكانت لنا مسميات مختلفة في ذلك الوقت منها الفدائيين المصريين والكوماندوز المصري، إلا أن الشهيد الرفاعي طب أن يكون لمجموعتنا الجديدة اسمًا جديدًا وكنا قد نفذنا 39 في ذلك الوقت فاستقرينا علي اسم " المجموعة 39 قتال " ونفذنا طوال فترة الحرب والاستنزاف 92 عملية حربية نوعية ومباشرة كبدنا فيها العدو خسائر فادحة، ما بين 430 قتيل اسرائيلي، و17 دبابة و77 مدرعة وسيارة مجنزرة و4 لودر وغيرها من الخسائر في المعدات والأفراد ".
وأكمل اللواء " محي نوح "، " كان الشهيد عبد المنعم رياض يتفقد احدي المواقع علي الجبهه بنفسه وسط ضباطه وجنوده ليرفع من الروح المعنوية لقواتنا، فرصد أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية وجود قائد مصري رفيع المستوي علي الجبهه المصرية، فقصفت الموقع بالمدفعية فاصيب الفريق عبد المنعم رياض باصابه مباشرة استشهد علي اثرها في 9 مارس 1969 والذي تمت تسميه في عهد الرئيس السيسي بيوم الشهيد عرفانًا بالبطولات التي قام بها الشهيد في حرب أكتوبر المجيدة ".
" سننتقم للشهيد عبد المنعم رياض " بتلك الكلمات وجه الشهيد ابراهيم الرفاعي المجموعة 39 قتال ومن بينها اللواء " محي نوح " قائد جناح الاقتحام للتجهيز لعملية " لسان التمساح " للثأر للشهيد عبد المنعم رياض في الأربعين من استشهاده، فبعد أن قامت المجموعة بالاستطلاع الجيد للموقع الذي استهدف الشهيد ومعرفه عدد قواته واماكن تمركزه ودخول وخروج قواته وتعداده، نفذ اللواء " محي نوح " قائد جناح الاقتحام العملية والتي نجحت نجاحًا ساحقًا وكبد العدو فيها خسائر فادحه في الأرواح والمعدات وأصيب إصابة بالغه نقل علي إثرها للمستشفي لتلقي العلاج ".
وقال اللواء " محي نوح "، " نقلت لمستشفي المعادي وطلب مني أن استعد لزيارة مهمة، فعلمت أن الرئيس جمال عبد الناصر سيزورني، ليعرف بالظبط ما دار في العملية والخسائر التي كبدناها للعدو، وبالفعل سردت له تفاصيل العملية وما خضناه من معارك ونقلت له الصورة كاملة، فطلب مني أن اتمني عليه، فطلبت منه أن يأمر بعودتي فورًا للجبهه لأقوم بالعملية التالية مع مجموعتي، فما كان منه إلا أن لبي رغبتي وطلب من الفريق " محمد فوزي " وقتها أن يزود المجموعة 39 قتال بكل ما تحتاجه من معدات وأسلحة حديثة حتي تتمكن من القيام بواجبها الحربي في ذلك الوقت وبالفعل عدت للخدمة مرة أخري علي الجبهه مع مجموعتي لمواصلة القتال وبدء حرب الاستنزاف ".
" وبدء حرب الاستنزاف وزادت شراسة المجموعة 39 قتال خلف حدود العدو وفي عمق اسرائيل نفسها " فيقول اللواء " محي نوح "، " نفذنا العديد من العمليات النوعية خلف حدود العدو وعبرنا القناة عشرات المرات وقمنا بعمليات الرصد والتسلل وعمل الكمائن المدبرة وتفخيخ المواقع واستهداف الأهداف الحيوية للعدو، ومن ضمن تلك العمليات تلك التي كلفنا فيها بتدمير مطار حربي كانت رئيسة الوزراء الاسرائيلي جولدا مائير علي وشك افتتاحه في سيناء، فتسللنا لعمق العدو وامطرنا المطار قبل افتتاحه بالصواريخ والقذائف المحموله، فكانت صفعة علي جبين العدو، والغيت زيارة جولدا مائير للجبهه والمطار وقتها ".
واضاف اللواء " محي نوح "، " حانت لحظة الكرامة في 6 أكتوبر 1973 وفيها نفذنا عمليات نوعية خلف خطوط العدو وفي قلب اسرائيل نفسها، وخلال أيام الحرب كلفت بالتصدي لمجموعات قتالية للعدو في منطقة " الدفرسوار " وتصديت لها أنا ومجموعتي مما أجبرها علي التراجع، وكرمنا الرئيس السادات وأشاد بالبطولات التي حققناها ووصفنا بالضباط الأشاوس فكانت كلماته وسامًا علي صدرونا ".