كيف يقضي المسلمون شهر رمضان بماليزيا؟
تمتلئ ماليزيا بأناس من مختلف الأعراق والأديان المتعددة، بما في ذلك الماليزيون المسلمون، والمسلمون الصينيون والهنود، حيث تعيش هذه الأجناس والأديان المختلفة في سلام في ماليزيا، وهناك روح يتشاركونها خلال الأعياد والاحتفالات، لذلك يُنظر إلى ماليزيا على أنها دولة متعددة الأعراق، بأغلبية مسلمة تزيد على 60%.
ويعد رمضان أهم حدث ديني للمسلمين في ماليزيا وحول العالم، حيث تزدحم الشوارع بمظاهر الاحتفال والبهجة، وتوجد متاجر تبيع التمور والمكسرات وغيرهما من الأطعمة الشعبية في رمضان. حتى الباعة البوذيون والهندوس يملؤون أسواقهم بالسلع الرمضانية. وبمجرد الإعلان عن بداية الشهر، تقوم البلديات برش الشوارع الرئيسة بالمياه وتنظيف الساحات الرئيسة، ويتم تعليق الزخارف والمصابيح الكهربائية على المساجد والشوارع.
كذلك يتبادل المسلمون التهاني، ويعلق أصحاب المحلات لافتات عليها عبارات تهنئة مثل "رمضان مبارك". وخلال الشهر وقبل صلاة المغرب عند غروب الشمس، تصبح المناطق الواقعة أمام المساجد مزدحمة للغاية، حيث يتم تقديم وجبات رمضان المجانية المعروفة باسم "بوبور لمبوك"، وهو حساء أرز ممزوج ببهارات خاصة ولحوم وخضراوات، ولا يمكن العثور على هذا الطبق إلا في شهر رمضان.
بعد صلاة المغرب، تكون شوارع كوالالمبور فارغة إلى حد ما حتى صلاة التراويح، عندما يخرج المصلون وهم يرتدون قبعاتهم الماليزية المميزة للصلاة وسط الزخارف والأضواء، ويستمر هذا الجو حتى وقت السحور، حيث يأكل المسلمون وجبتهم الأخيرة قبل الصيام. وفي ماليزيا، يستضيف الأثرياء طاولات الإفطار في المساجد والشوارع والساحات. ولدى العائلات الماليزية وجبة رمضانية شهيرة تعرف باسم "غاطري مندي"، وهي مصنوعة من القمح، بالإضافة إلى "تافال" وهي مصنوعة من الأرز والتمر واللحوم.
كذلك، فأهم مصدر للإيرادات في ماليزيا هو "بازار رمضان"، وهو مهرجان للأطعمة المصنوعة في رمضان، ويقام في أي مكان مع التجمعات السكنية القريبة، وخاصة في المدن. قبل ما يقرب من ساعتين من غروب الشمس، يتسابق المسلمون في هذه المهرجانات لاختيار الأطعمة والمشروبات والحلويات المفضلة لديهم.
ومن المألوف أيضًا أن نرى غير المسلمين يتسابقون لشراء الأطعمة المختلفة في هذه المهرجانات، حيث يمكن مشاهدة بعض هذه الأطعمة مرة واحدة فقط في السنة، بما في ذلك مختلف اللحوم الحلال المشوية والمسلوقة مع التوابل والكاري. ويمكن أيضًا العثور على الكباب والشاورما والقطايف والفطر.
هناك أيضًا وجبات ماليزية تقليدية مستوحاة من مطابخ الهند والصين وأوروبا وتشمل بعض أشكال التقارب بين المسلمين في ماليزيا تقديم التمر وماء زمزم والقهوة والشاي لجميع المصلين - وهي عادة مستوحاة من عادات مكة والمدينة. كما يحرص الماليزيون على استخدام البخور في المساجد احتفالًا بشهر رمضان. بالإضافة إلى ذلك، يقوم بعض الأثرياء برش العطور والروائح الزكية داخل هذه المساجد.
في المناطق الريفية، يتم الإفطار بالتناوب. كل بيت مسؤول عن إطعام أهل القرية في رمضان، مما يدل على درجة كبيرة من الترابط. وفي ماليزيا، كما هو الحال في بعض الدول العربية والإسلامية، لا يزال "المسحراتي" مشهدًا مألوفًا، وهو يتجول في الشوارع لإعلام الناس أن وقت السحور قد حان. كما يحرص الماليزيون على تناول السحور ومشروباتهم المحلية الشهيرة والتي تعرف باسم "كولاك". وهو غني بالعناصر اللازمة لمساعدة الصائمين على عدم الشعور بالعطش طوال اليوم.