في رمضان 2023.. تعرف على حكم أكل منقوع النبيذ "الخشاف"
رمضان 2023 كعادتنا في الشهر الفضيل أن نأكل الخشاف، ولكنه يسمى منقوع “نبيذ” البلح كسنة على مائدة الإفطار، والكثيرون ينقعون نوعين أو أكثر من الفاكهة المجففة بما يعرف بالخشاف، فهل في ذلك حكم شرعي؟
ويتكرر السؤال ما حكم أكل منقوع النبيذ؟
السنّة تجيب
في سنة الحبيب صلوات الله عليه وسلامه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجمع شيئين نبيذا يبغي أحدهما على صاحبه".
وعن جابر عن رسول الله ﷺ أنه (نهى أن ينبذ التمر والزبيب جميعا، ونهى أن ينبذ الرطب والبسر جميعا). (متفق عليه).
عن أبى سعيد أن النبى صلوت الله عليه وسلامه نهانا أن نخلط بسرا بتمر أو زبيبا بتمر أو زبيبا ببسر، وقال: (من شربه منكم فليشربه زبيبا فردا وتمرا فردا وبسرا فردا). (رواه مسلم)
وعن أبى قتادة أن النبى ﷺ قال: (لا تنتبذوا التمر والزهو، والتمر والزبيب، ولينبذ كل واحد منهما على حدة). (متفق عليه)
(الزهو والبسر): هو ثمر النخل بعد أن يتلون وقبل أن يصبح رطبًا أى: البلح الأحمر أو الأصفر.
(الرطب): هو البلح الأسود، ثمرة النخيل تمر بمراحل: أولها الطلع، ثم البلح، ثم البسر، ثم الرطب فالتمر.
حكم أكل منقوع النبيذ.. خليط الزبيب مع التمر
قال النووي في شرح مسلم أن هذه الأحاديث في النهي عن انتباذ خليطين وشربهما. ووجه النهى أن الإسكار يسرع إليه بسبب الخلط قبل أن يتغير طعمه فيظن الشارب أنه ليس مسكرا، ويكون مسكرا، فنهى عنه سدا للذريعة، وعلى هذا فلا ينبغى خلط الزبيب مع التمر، وإنما يكتفي بإحداهما، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن النهي إنما هو للكراهة مالم يصل إلى حد الإسكار فيحرم حينئذ “كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح المذاهب الأربعة".
حكمه مسكرًا بعد ثلاث ليال
ولا زال يتسائل المسلمون في رمضان 2023 عن حكم أكل النبيذ المنقول أو الخشاف.
ومع الأخذ في الاعتبار أيضًا أن اي من تلك الأشياء عن افرط في عدد ايام نقعه فقد يعتبر مسكرا يحرم شربه، ففي حديث أبى هريرة عند أبى داود والنسائى وابن ماجه، قال علمت أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصوم، فتحنيت فطره بنبيذ صنعته في دباء، ثم أتيته به، فإذا هو ينش (أى يغلى أى مختمر) فقال (اضرب بهذا الحائط، فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر".
وأخرج أحمد عن ابن عمر في العصير قال (اشربه مالم يأخذ شيطانه، قيل وفي كم يأخذه شيطانه؟ قال في ثلاث) قلت: أى ثلاث ليال.
وأخرج مسلم وغيره من حديث ابن عباس (أنه كان ينقع للنبي صلى الله عليه وسلم الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة، ثم يأمر به فيسقى الخادم أو يهرق ).
ويقصد هنا بلفظ “يسقي الخادم" أي في المساء الثالث قبل أن يفسد.