عمرو خالد يكتب وصفة إيمانية ليعيش المرء حياة سعيدة
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن هناك 30 قاعدة للفهم عن الله في حياتنا، مرتبطة بمنازل الروح السبعة والإحسان، مصدرها القراءة العميقة للقرآن وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
واستعرض خالد في أولى حلقات برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، تجربته الشخصية كمثال تطبيقي، لفهم فكرة الفهم عن الله والإحسان، والتي جعلته يغير طريقة ومنهجه الدعوي خلال السنوات الأخيرة، بعد القيام برحلة تأمل وعبادة داخل إحدى الغابات لمدة 30 يومًا كان لها تأثيرها الكبير عليه شخصيًا ودعويًا.
وأضاف: "المنازل السبعة مصدرها والدافع لها والمحفز عليها هو الإحسان، وكل ما ركزت في الاحسان زادت حلاوة الروحانيات، وكلما ازدادت الروحانيات بداخلك زاد معنى الإحسان، حتى تصل أن يكتبك عنده كما في القرآن".
واعتبر خالد أن "الإحسان ليس كلامًا مثاليًا، لكنه رغبة بداخل كل إنسان في أن يكون أحسن، الله لا يطالبنا بالإحسان مائة في المائة، فمحاولة الإحسان إحسان بنص الآية "والذين اتبعوهم بإحسان".
تفكيك مصطلح الإحسان
وشدد على أهمية تحويل كلام النبي صلى الله عليه وسلم: "أن تعبد الله كأنك تراه" إلى تطبيق عملي في الحياة، قائلًا إنه عرّفه تعريفًا روحيًا، "كأنك تراه"، وليس الإتقان، لأن الإحسان يبدأ روحيًا ثم يتحول إلى عملي حياتي أخلاقي، حتى لا تيأس لو فشلت في عمل، لكن إذا بدأت روحيًا، نظرك لله وحده، فتسقط التوقعات من البشر، لا تنتظر منهم شيئًا، لأن الله وعدني: "إِنَّا لَانُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا".
وقال خالد إن "الإحساس العميق بالله يجعلك تحسن في كل جزئيات الحياة، تحديدًا في ثلاث اتجاهات: مع الله (عبادة)، مع الناس (أخلاقًا)، مع الحياة (إتقانًا وإبداعًا)".
سر قوة الإسلام
وأكد أن "الإحسان هو جوهر الإسلام، وتجسيد له، لأنه يجمع المادة والروح "يبدأ روحيا وينتهي حياتيًا أخلاقيا"، الأمر الذي "يميزه عن المسيحية "روحية"، واليهودية "مادية"، من خلال الجمع بينهما من خلال فكرة الإحسان "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار"، "فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
ولاحظ خالد أنه "قبل 200 سنة كانوا يفهمون معنى الإحسان الحقيقي، كانت ثقافة، وهو ما كان سببًا في انتشار الإسلام في الدول البعيدة بفضل معاملة المسلمين، عرفوا الإحسان قبل الإسلام والإيمان".
وقال إن "الفهم عن الله يحل ألغاز كتيرة في حياتك، لماذا أنا محروم، لماذا لا يستجاب لي؟، لماذا رزقي ضيق؟، لماذا ينصرهم ربنا علي؟".
وشبه قواعد الفهم عن الله بأنها "مثل الكيمياء والفيزياء، عندما تفهمها سوف تستريح، ولو نفذتها سوف تعيش حياة مثالية. 30 قاعدة.. كل يوم قاعدة جديدة لحياتك لتكون أجمل وأهدأ، حياة حلوة، حياة طيبة، اكتبها في كراسة واحتفظ بها، ستكون لك نورا مضيئا في حياتك بإذن الله."
ومضى قائلًا: "إذا حدث الفهم عن الله فاضت العيون بحبه وإدراك حكمته ورحمته، ثم تحولت من الفهم للإحسان عملًا بما فهمت، من عرف الله تعالى اتسع عليه كل ضيق، تدرك سعة الحياة.. فهم عن الله. من عرف الله أحبَّه على قدر معرفته به، واشتاق إلى لقائه، واستحيا منه وعظمه على قدر معرفته به".
ما علاقة الفهم عن الله بالإحسان ومشروع الإحسان؟
أجاب خالد بأن "الإحسان يبدأ روحيا وينتهي حياتنا، هناك كثيرون في رمضان تكون لديهم روحانيات مرتفعة جدًا، تصل للإحسان الروحي لكن المشكلة أنهم لا يستطيعون تحويله لإحسان حياتي وأخلاقي في الواقع بعد رمضان، لأن الواقع صعب ومعقد، فيسقط روحيا وحياتيًا لأنه لايستطيع تنفيذ ما شعره به في رمضان".
وخلص إلى أن "قواعد الفهم عن الله في الحياة سوف تساعدك على أن تعيش بالإحسان في الواقع، هي الجسر بين الشحنة الروحية في رمضان وبين استمرارك في الإحسان في الواقع بعد رمضان، من خلال تنزيل الإحسان على الواقع عن طريق 30 قاعدة روحية وحياتية وأخلاقية مربوطة بمنازل الروح السبعة، فتصل للإحسان روحيًا وأخلاقيًا وحياتيًا".
وختم خالد بذكر القاعدة الأولى،’ وهي: "الفهم عن الله جسر من نور ينقلك بسلام من صدمات الحياة ووجعها إلى طمأنينة العيش بالإحسان روحًا وخلقًا وحياة".
شاهد فيديو الحلقة: