حادث أول سحور في رمضان..
"أنقذنا الأبناء والأحفاد من الشباك".. أول لقاء مع جيران ضحايا حريق شقة أوسيم بالجيزة (فيديو وصور)
"الحقونا..الحقونا.. في حريق بشقتنا..فين أبويا وأمي"، كانت الاستغاثة الأولى للسيدة "سارة" البالغة من العمر 25 عامًا، وذلك وقت سحور أول أيام شهر رمضان الكريم، عندما عادت للمنزل بعد شراء مستلزمات الشهر الكريم، لتجد أدخنة ونار مشتعلة في كل أرجاء المسكن في منطقة أوسيم بمحافظة الجيزة، ظلت تبحث عن والديها المسنيين “راضي إبراهيم 55 عامًا ونجلاء 43 عامًا” بداخل غرفتهم التي تقع على بعد أمتار من باب المنزل، ولكن الأدخنة الكثيفة التي سيطرت على المكان منعتها من الوصول لغرفتهم، حتى ظنت أنهم هربوا إلى الشارع عقب نشوب الحريق.
لم تتوقف السيدة عن البحث عن بقية أسرتها الصغيرة المكونة من شقيقيان (أحمد 20 عامًا، ومحمود 16 عامًا) وأطفالها الصغار (عمر 5 سنوات، مازن 4 سنوات) وهم غارقين في النوم داخل غرفة صغير تقع بجانب باب المنزل، ليهرول الجيران مسرعين لإنقاذهم.
أسرع الجيران إلى الطابق السادس من العقار، ولشدة الحريق، لم يتمكنوا من الدخول عن طريق باب المنزل، حيث وجدوا سلم ليجعلهم الدخول من شرفة المطبخ المطلة على سلم العقار، وينقذوا السيدة وأطفالها وأشقائها، وبالبحث عن الزوج والزوجة، فيجدوهم جثتين محترقتان داخل غرفتهما، أحداهما ملقى بجانب تربيزة بجانب السرير، والآخرى بجانب السرير.
انتقلت محررة "الفجر" لمسرح واقعة مصرع زوجين في نشوب حريق داخل شقتهما بمنطقة أوسيم في أول أيام شهر رمضان الكريم، للتحدث مع الجيران وكيف أنقذوا الأسرة
أحد الجيران: الحريق حصل وقت أول سحور رمضان
قال "سعيد أبو جبل" أحد الجيران لضحايا حريق شقة أوسيم، إنه وقت السحور، والجميع كان يجهز للطعام، صدر صوت صراخ من شقة بالطابق السادس، وعندما أسرعنا لنعرف ماذا حدث،"لقينا دخان كتير طالع من الشقة، وسارة نجلة الضحايا بتصرخ الحقونا الحقونا الشقة بتولع".
كان في الشقة الزوجين وأبنائهم وأحفادهم
وأضاف الجار في كلامه، أن نجلة الضحايا وتدعى "سارة" هي فتاة مطلقة ولديها طفلين كانت تقطن برفقة والديها وأشقائها، في ذلك التوقيت كانت عائدة وقت السحور حاملة مستلزمات المنزل من الطعام، وأن أسرتها تقطن في المنطقة منذ 30 عامًا ووالديها كانوا جيران طيبين، وهم (راضي إبراهيم 55 عامًا، وزوجته نجلاء 43 عامًا)، وأشقائها (أحمد ومحمود).
الجيران دخلوا من شباك المطبخ
هرول الجيران مسرعين بطفايات حريق، أو بسكب مياه..يتابع الجار في حديثه إلى "الفجر"، قائلًا،"الناس كلها جريت، وأول ماطلعنا معرفناش ندخل من الباب بسبب الدخان عمى عيونا وكان هيخنقنا، فلقينا سلم من على السطح جبناه وطلعنا منه ونطينا على شباك المطبخ".
أحد الجيران: أنقذنا الأبناء والأحفاد وخرجناهم من الشباك
والتقط الحديث، "عادل حنفي" أحد الجيران، وهو من أنقذ الأبناء والأحفاد، قائلًا، "أول مادخلنا من شباك المطبخ كان في أوضة ناحية باب الشقة وكان فيها الأبناء (أحمد ومحمود) وشقيقتهم (سارة) وأطفالها الصغار (عمر، مازن)، وبسرعة بدأنا عن طريق الشباك نطلعهم واحد واحد، النار كانت مولعة في كل الشقة".
نجلة الضحايا كانت تبحث عن والديها
"فين أبويا وأمي"..يتابع الجار في كلامه إلى "الفجر" اتفاجئنا، بعد نزول أبناء وأحفاد الضحايا للشارع، وجدنا "سارة" نجلتهم تبحث عن والديها، كانت تعتقد أنهما وقت نشوب الحريق نزلوا للشارع، حاول أحد الجيران بالمنطقة الاتصال بهما عن طريق الهاتف المحمول، ولكن دون جدوى
الضحايا كانا ملقيان بجانب السرير ومحروقتان
ويستكمل الجار حديثه، أنه عندما دخلنا للشقة لإنقاذ الأسرة، لم نلاحظهم، فكان مهمتنا إنقاذ الفتاة وأشقائها وأطفالها، وعقب وصول سيارة المطافي، تفاجئنا، أن والدى الفتاة، جثتين محروقتان داخل غرفتهما
"كانوا مرمين جنب السرير ومحروقتان"..يكشف الجار ماحدث للزوجين، أن الجثتين كانا ملقيان في غرفتهما، المنظر كان صعب وهما محروقين،"الجثتنان للزوجين كان مرميان بجانب السرير، جثة الحاج راضي كانت جنب تربيزة بجانب السرير، وجثة زوجته جنب السرير"، مشيرًا، "لو كنا نعرف أنهم فوق، كنا أنقذناهم قبل مايموتوا، ولكن بنتهم مكنتش تعرف، افتكرت أنهم نزلوا للشارع بسرعة وقت الحريق"
الشقة احترقت بأكملها
الشقة كلها كوم رماد..يواصل الجار كشف كواليس مصرع الزوجين، قائلًا،"الشقة كلها مسكت فيها النار، والآثاث كله احترق"، موضحًا، عقب اكتشاف أن الزوجين توفيا، الشارع بأجمعه سيطر عليه الحزن، لأنهم عشرة منذ أعوام
ماس كهربائي وليس شبهة جنائية
وتابع الجار، أن هناك رويات عدة حول سبب نشوب الحريق بالشقة، فالمعظم يقول أن ماس كهربائي نشب عن طريق الحمام، وهناك من يقول، أن السبب تسريب غاز مع أيضًا الماس الكهربائي، وليس هناك شبهة جنائية، لأن أفراد الأسرة كانوا في حالة نيام
تفاصيل التحقيق
باشرت نيابة جنوب الجيزة، التحقيق في
نشوب حريق داخل شقة سكنية مما أسفر عن مصرع زوجين في أوسيم
عدم وجود شبهة جنائية
وتستمع جهات التحقيق لأقوال عدد من شهود العيان، حيث كشفت التحقيقات الأولية، بعدم وجود شبهة جنائية في الحريق، وأن الحريق بسبب ماس كهربائي.
أسماء الضحايا
وكشفت التحقيقات، أن الزوجين هما راضي إبراهيم 55 عامًا، وزوجته نجلاء 43 عامًا، وأنقذ الجيران باقي الأسرة، وكشفت التحقيقات، أن الحريق أسفر عن مصرع زوجين إثر نشوب الحريق داخل شقة سكنية في أوسيم.
تلقت غرفة عمليات النجدة، بلاغا يفيد بنشوب حريق داخل شقة سكنية بمنطقة أوسيم وعلى الفور انتقل رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق بالكامل ونتج عنه وفاة شخص وزوجته وتم نقلهما إلى المستشفى ويجرى رجال المباحث تحرياتهم حول الواقعة لكشف ملابسات الواقعة بالكامل، وتحرر المحضر اللازم، وباشرت النيابة المختصة التحقيق.
أول لقاء مع جيران ضحايا حريق شقة أوسيم بالجيزة
