“أبو رجوان القبلي”.. قصة قرية جمعت أكبر “شنطة رمضانية” في الجيزة
ضربت قرية “أبو رجوان القبلي” التابعة لمركز البدرشين جنوب الجيزة، مثالا جيدا وواقعيًا في التكاتف المجتمعي بين الأهالي فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حينما استطاعت تجهيز كميات كبيرة من السلع الغذائية لتوزيعها على المستحقين قبل قدوم شهر رمضان بساعات.
فعلى الرغم من أن المعتاد أن يجهز الأهالي متمثلين في الجمعيات الخيرية وغيرها، ما يعرف بـ "شنطة رمضان" قبل الأيام التي تسبق قدوم الشهر الفضيل، إلا أن هذا العام كان الاستعداد مختلفا بتجهيز أكبر شنطة غذائية في منطقة الجيزة بمحتويات تكفي لعدة أيام.
كانت محتويات تلك الشنطة عبارة عن “2 كيلو من اللحوم، ومثلهم من الكفتة، وكيلو دواجن”، بالإضافة إلى “4 كيلو مكرونة، ومثلهم أرز، وكيلو شعرية، وكيلو عدس، ونصف كيلو لسان عصفور، ونصف كيلو لوبيا، ومثلهم فاصوليا بيضاء”.
لم تقتصر المحتويات على ذلك بل شملت بعض الخضروات التي تكفي للخزين لأيام مثل: "10 كيلو بطاطس و5 بصل"، هذا بالإضافة إلى: “3 كيلو سكر، و2 باكو شاي، و2 زجاجة زيت كبيرة، و2 علبة سمن الواحدة وزن كيلو، 3 أكياس صلصة، و4 أكياس ملح”.
هذه محتويات شنطة واحدة استلمتها أسرة واحدة، ووزعت على قرابة الـ 1000 أسرة من داخل القرية فقط، في مشهد تعاوني لا تستطع كافة عبارات التعاون والتكاتف أن تعبر عنه.
المشهد الأهم كان يوم تجميع تلك الشنطة تمهيدا لتوصيلها لمستحقيها حتى أبواب منازلهم، عندما تجمع أهالي القرية داخل الجمعية الشرعية، في مشهد أشبه بالاحتفالية الكبرى، لكن الجميل كان الظهور اللافت والقوي للأطفال صغار السن الذين كانوا يتسارعون على بذل مزيد من الجهد لإنجاز تلك الشنطة.
لقطات عفوية جمعت بين براءة الأطفال وعفويتهم وبين تكاتف وتعاون رجال وشباب القرية الذي ملأ وجوههم الحماس، في أجواء غلب عليها طابع الإخلاص والنقاء، من رجال وشباب وأطفال أظهرت عزيمتهم أنهم يريدون التقرب ورضا الرحمن.
هكذا كان المشهد في ركن واحد فقط من أركان تلك القرية التي تتواجد في جنوب محافظة الجيزة، على بعد أقل من 45 كيلو من العاصمة، وهو ركن الجمعية الشرعية بالقرية، بخلاف جمعيات أخرى وأشخاص يقدمون أيادي الخير ويفتحون أبوابا للتكاتف والتعاون فيما بينهم.
إتقان الجمعية الشرعية بتلك القرية فى عملها ليس بجديد عليها، لكن هذه المرة كان نموذجًا فريدًا يستحق التقدير، فهي بالفعل يوما بعد يوم تثبت أنها خير مسؤول عن رعيتها، خاصةً أنها تقدم دائما مشروعاتها الخيرية بأسلوب متفرد من العطاء.
مني كل الشكر لكل أهل قريتي رجال ونساء وأطفال، وشكر خاص للجمعية الشرعية بأبو رجوان القبلي وجميع القائمين عليها، فهي القائمة والمشرفة والمنظمة لفعاليات تلك الشنطة بدايةً من جمع التبرعات حتى توصيلها للمستحقين داخل منازلهم بكل سرية وهدوء.
تلك الجمعية التي حجزت مكانًا عالميًا لمصر في قراءة وتجويد القرآن الكريم، عبر أحد صروحها العملاقة “دار عاصم”، عندما فازت آخر عامين بالمركزين الأول والرابع عالميا في تجويد وتلاوة القرآن الكريم من بين 47 دولة في المسابقة العالمية التي أشرفت عليها ونظمتها وزارة الأوقاف.
أترك لكم عدة صور وثقت تلك الأحداث الجميلة العظيمة