خاص| محلل سياسي يكشف لـ«الفجر» مخطط تهويد مدينة القدس
تسعى الحكومة اليمينية الإسرائلية المتطرفة التي يقودها «بن غفير»، و«سموتريش» و«نتنياهو»، إلى استكمال مخططها الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، وعملت على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقًا وشمالًا، وذلك بضم مستوطنة «معاليه أدوميم» التي يقطنها نحو 35 ألف مستوطن، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة، وتمارس أشد أنواع العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، في الضفة الغربية والقدس.
الحكومة الإسرائلية المتطرفة تنفذ مخططها للسيطرة على مدينة القدس
كما تعمل الحكومة المتطرفة على تنفيذ توصية اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون القدس، والتي تقضي بأن لا يتجاوز عدد السكان الفلسطينيون في القدس 22% من المجوع العام للسكان، وذلك لإحداث خلخلة في الميزان الديمغرافي في المدينة، لذلك فقد لجأت سلطات الإحتلال إلى إستخدام الكثير من الأساليب لتنفيذ هذه الوصية والتي كان آخرها سحب الهويات من السكان العرب في القدس، ولكن بالرغم من إقدام السلطات على سحب الهويات من أكثر من خمسة آلاف عائلة مقدسية إلا أن الفلسطينيون يشكلون نحو 35% من مجموع السكان داخل حدود المدينة، وذلك نتيجة عودة آلاف المقدسيين للسكن داخل حدود القدس.
تقاعس المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته اتجاه القضية الفلسطينية
وتجرى انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته، تجاه إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، أحادية الجانب، وغير القانونية، فصمت المجتمع الدولي شجع سلطات الاحتلال على الاستمرار بتنفيذ مشاريعه التوسعية، وارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، كما يشجع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الاستمرار في شن حملاتها التضليلية الهادفة إلى تهميش القضية الفلسطينية وإزاحتها على سلم الاهتمامات الدولية.
ويفرض المشهد الدموي الذي يسيطر يوميا على حياة المواطنين الفلسطينيين، على المجتمع الدولي المزيد من التقييدات التي تحول دون قدرتهم على تطوير أوضاعهم واقتصادهم، ويهدد الأمل بحياة آمنة ومستقرة في وطنهم.
قوات الاحتلال ترتكب جرائمها بدم بارد ضد الشعب الفلسطيني
ومن جانبه قال المحلل السياسي، الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة قائمة على مواصلة ارتكاب الجرائم، والاعتداءات وعمليات القتل، والاعدام بدم بارد، وذلك وفقًا للمخطط المعد مسبقا من قبل أقطاب الحكومة اليمينية التي يقودها «بن غفير»، و«سموتريش» و«نتنياهو»، لافتًا إلى أن هذا المخطط يستند أساسا إلى تفجير الصراع فى المنطقة، والعمل على تهويد كافة الاراضى الفلسطينية، خاصًة الضفة الغربية والقدس.
وأضاف المحلل السياسي، في تصريحات خاصة لـ«بوابة الفجر»، أن لذلك تأتى التهديدات التى يطلقها وزراء هذه الحكومة الفاشية، والتى تلقى صداها لدى الجماعات الإرهابية والمتطرفة لدى المستوطنين، والذين يعتبروا تلك التصريحات بمثابة إشارة للبدء بارتكاب الجرائم كما حدث فى حوارة وغيرها من القرى، والبلدات الفلسطينية، متابعًا: « وما ارتكب من جرائم تعد وفقًا للقانون الدولي جرائم إرهابية تصنف ضمن جرائم الحرب، وجرائم ضد الانسانية».
قوات الاحتلال تضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والقوانين الدولية
وأوضح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن هذه الحكومة التى تضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والمواثيق، والقوانين الدولية؛ تعمل وفقًا لأجندتها التى تستهدف كل ما هو فلسطيني، وتدير ظهرها للاتفاقيات، والتحركات، التى أجرتها وتجريها بعض الدول لوقف حالة الانفجار بالأراضى الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها ستمتد للمنطقة بأسرها.
وطالب «الحرازين»، المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفاعل والعاجل للجم هذه الحكومة، وتصرفاتها، إلى جانب محاسبتها على تلك الجرائم التى ترتكبها، وخاصة الدول التى توفر غطاءًا لدولة الاحتلال، أو ذات العلاقة معها، منوهًا إلى أن مواصلة الصمت على تلك الجرائم والاعتداءات سيؤدى حتمًا إلى انهيار قواعد النظام الدولى العالمي، القائم نتيجة سياسة الكيل بمكيالين، ونتيجة حالة التغول الاسرائيلى على القوانين والاتفاقيات، وقرارات الشرعية الدولية، وحماية للنظام الدولي، وخلق فاعلية له فى إطار منظومة العلاقات الدولية، والقانون الدولي، مشددًا على إلزام دولة الاحتلال بتلك المواثيق، والاتفاقيات الدولية، وفي حالة رفضها تطرد من تلك المؤسسات، والبدء بالعمل على فرض العقوبات عليها، لكى تلتزم وتوقف جرائمها المتواصلة والمتكررة، ضد الشعب الفلسطيني.