وزيرة البيئة تناقش مع شركة جولد ستاندرد العالمية التعاون في معايير ممارسات المناخ
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مع ممثلي منظمة جولد ستاندرد المعنية بمعايير ممارسات المناخ والتنمية المستدامة وشركة MGM اجتماعا لبحث سبل التعاون المستقبلي فيما يخص شهادات الكربون، حيث استعرضت وزيرة البيئة جهود مصر في ملف المناخ على المستوى الدولى لسنوات عديدة، خاصة بعد اتفاق باريس في ٢٠١٥، في الوقت الذي كانت مصر تترأس فيه لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة بشأن تغير المناخ ومؤتمر وزراء البيئة الأفارقة (الأمسن)، لتصبح نقطة فارقة في إعداد ملف المناخ في مصر، حيث حرصت مصر على توحيد الموقف الأفريقي في مفاوضات المناخ لتتحدث إفريقيا بصوت واحد، وإطلاق المبادرتين الافريقيتين للتكيف والطاقة المتجددة، ومن هنا وقع على كاهل مصر التزام سياسي بمواصلة العمل على ملف المناخ وطنيا واقليميا، وعملت مصر على تكوين فريق كبير من المفاوضين من وزارتي الخارجية والبيئة ومشاركة عدد من الوزارات المعنية.
وأضافت الوزيرة أن عام ٢٠١٩ شهد اهتمام سياسي أكبر في مصر بملف تغير المناخ، حيث تم وضع المجلس الوطني للتغيرات المناخية تحت رئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وبعضوية الوزارات المعنية، وتم إعداد الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ٢٠٥٠ وخطة المساهمات الوطنية المحدثة ٢٠٣٠ وحزمة من المشروعات، ليأتي قرار اعلان إنشاء السوق الطوعي للكربون بالتوازي مع العمل على إشراك القطاع الخاص من خلال حزمة من الحوافز الخضراء كجزء من قانون الاستثمار في ٤ مجالات، وهم الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة وإدارة المخلفات، وبدائل البلاستيك أحادي الاستخدام، حيث يتميز كل مجال منهم بوجود استراتيجية قطاعية له وخطة عمل، بما يساعد على تهيئة المناخ الداعم للقطاع الخاص للمشاركة في مشروعات التكيف والتخفيف ويمهد الطريق للسوق الطوعي للكربون.
وتناول الاجتماع عرض جهود مصر للاستعداد لدخول سوق إصدار وتداول شهادات الكربون، حتى تم اعلان إطلاق أول سوق طوعي لإصدار وتداول شهادات الكربون في مصر وإفريقيا خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP27، كمنصة لمساعدة الكيانات الاقتصادية العاملة في مختلف الانشطة في مصر وافريقيا على الانخراط في أنشطة خفض الانبعاثات الكربونية، ويتم حاليا إعداد الاطار العام المنظم للسوق، وكيفية حصول بعض الكيانات المصرية على الاعتماد الدولي لتكون جهة معتمدة في هذا المجال.
ومن جانبها، أكدت ممثلة منظمة جولد ستاندرد أن هدفهم البحث عن سلامة البيئة والتنمية المستدامة معا، من خلال إيجاد آليات التنمية النظيفة بإدارة أفضل معايير الممارسات لتدخلات المناخ والتنمية المستدامة، وضمان أن المشروعات التي خفضت انبعاثات الكربون تتميز بأعلى مستويات السلامة البيئية وتساهم أيضًا في التنمية المستدامة، فتتحقق فرص التنمية من خلال تمويل الكربون، ومع اتساع مفهوم سوق الكربون نحرص على التأكد من تحقق فوائد للتنمية من خلال مشروعات الكربون، ومن هنا ظهرت الحاجة خلال الفترة الماضية لإيجاد معايير يقتدي بها الشركاء لمراقبة آثار الكربون منذ البداية في عملية التنمية، ويساعد في الطريق نحو اقتصاديات منخفضة الكربون، وعرضت نماذج لمجالات عمل المنظمة من سوق الكربون والمشروعات والوطنية والاقليمية ومشروعات التمويل المختلط وتقييم السياسات، بحيث يتم إدارة التمويل لتحقيق التأثير المطلوب للبيئة.
وأشارت ممثلة جولد ستاندرد إلى حرص المنظمة على بناء القدرات الوطنية في مجال إصدار وتداول شهادات الكربون، لافتة لتطلعها للتعاون مع مصر في تنفيذ برنامج لبناء القدرات الوطنية، خاصة مع الدور المتميز الذي تلعبه مصر في ملف المناخ وطنيا واقليميا.
وفي ذات السياق، لفتت وزيرة البيئة إلى أهمية تهيئة المناخ الوطني لفهم طبيعة تمويل المناخ والفرق بينه وبين التمويل المستدام، حيث خطت مصر خطوات حثيثة في هذا المجال خلال السنوات الماضية، من خلال بدء تنفيذ أول مشروع لأنظمة تمويل المناخ في البنوك الوطنية، لمساعدة القطاع البنكي في مصر على العمل في مشروعات المناخ والتفرقة بين التخفيف والتكيف، وتقليل مخاطر المناخ، كما سيكون لهم دور كبير في السوق الطوعي للكربون.
وأضافت الوزيرة أن وزارة البيئة بالتعاون مع البنك المركزي المصري تعمل على تهيئة المناخ الداعم لإشراك القطاع البنكي في تمويل المناخ، حيث أصدر البنك المركزي قرار بإلزام البنوك بإنشاء وحدة للتمويل المستدام بحد أقصى أول ابريل ٢٠٢٣، كما تحرص وزارة البيئة على خلق كوادر وطنية قادرة على إدارة العمل في تلك الوحدات وتمويل المناخ بشكل عام، لذا تم الاتفاق بالتعاون بين وزارتي البيئة والتعليم العالي على إضافة مجالات تمويل المناخ والتخفيف والتكيف لمجالات الدراسة في الجامعات الحكومية والخاصة.
ولفتت الوزيرة أيضا إلى انشاء وحدة جديدة بالوزارة للاستثمار البيئى والمناخى، في إطار دور الوزارة في التنسيق وايجاد الفرص وتوفير المناخ الداعم وإدارة التعاون مع الشركاء، حيث تعمل الوحدة على تحديد فرص الاستثمار الواعدة في المناخ والمشروعات الخضراء، وتهيئة المناخ الداعم لإشراك القطاع الخاص، والتشبيك مع الشركاء للتنفيذ على الأرض، وستؤدي هذه الإجراءات خلال فترة قصيرة إلى زيادة الالتزام نحو البعد المناخي وتعزيز البيئة الداعمة.
ومن جانبها، أشارت ممثلة جولد ستاندرد إلى تشابه الأهداف بين وزارة البيئة والمنظمة التي تسعى لمساعدة الفاعلين المحليين على فهم الفرص الحقيقية وجذب تمويلات المناخ.
كما ناقش الجانبان إمكانية التعاون أيضا في تمويل الحلول القائمة على الطبيعة والذي يعد مجال جديد لمنظمة جولد ستاندرد، حيث أكدت وزيرة البيئة أن التنوع البيولوجي وحماية الطبيعة من أولويات الدولة المصرية، وأحد المجالات الواعدة للاستثمار الأخضر في مصر، وذلك بعد تغيير النظرة إلى المناطق المحمية كمناطق لا يمكن المساس بها، إلى مناطق يمكن إدارتها إدارة مستدامة، وإشراك القطاع الخاص في تنفيذ أنشطة بها، والترويج للسياحة البيئية كمنتج جديد في مصر، خاصة بعد إصدار وزير السياحة والآثار لأول معايير معتمدة لتصنيف النزل البيئية كخطوة هامة.