"الطريق إلى COP28".. سلطان الجابر يطلق برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ
أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، أهمية إعطاء دور فاعل للشباب في المؤتمر الذي تستضيفه دولة الإمارات، وذلك تماشيًا مع رؤية القيادة الرشيدة التي تضع تمكين الشباب ضمن أعلى أولوياتها.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور سلطان الجابر في فعالية "الطريق إلى COP28" التي عُقدت في مدينة إكسبو دبي والتي شهدت قيامه بإطلاق برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ.
وأقيمت الفعالية بالتعاون بين رئاسة المؤتمر وشما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورائدة المناخ للشباب لمؤتمر الأطراف COP28، وبالتنسيق مع كل من وزارة الثقافة والشباب، والمؤسسة الاتحادية للشباب، ومركز الشباب العربي، ومدينة إكسبو دبي.
وركزت الفعالية على الشباب والمجتمع إيذانا ببدء حشد جهود المجتمع المحلي وتفعيل مشاركة جميع مكوناته استعدادا لضمان استضافة ناجحة لمؤتمر الأطراف COP28، حيث يعدّ البرنامج أكبر مبادرة من نوعها لتفعيل مشاركة الشباب في المؤتمر.
أطلق الدكتور سلطان أحمد الجابر البرنامج في ساحة الوصل بمدينة إكسبو دبي، حيث خاطب أكثر من 3000 من أفراد المجتمع، وناشطي المناخ الشباب، وأصحاب الهمم، وعدد من كبار الشخصيات العالمية، وقادة الشركات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر في كلمته: "تماشيًا مع رؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات بدعم وتمكين الشباب وتفعيل دورهم في بناء المستقبل، يسرنا إطلاق (برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ) الذي يهدف إلى تمكين 100 شاب من مختلف أنحاء العالم، خاصةً من البلدان الأقل نموًا والدول الجُزرية الصغيرة، للمشاركة بفعالية في عملية مؤتمر الأطراف COP28. ومن خلال التعاون مع YOUNGO، الذراع الشبابية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيوفر هذا البرنامج للمشاركين التدريب والموارد وفرصة التعريف بمواقف بلدانهم ومجتمعاتهم والترويج لأفكارها وأولوياتها".
كما سلط الدكتور سلطان أحمد الجابر الضوء على التزام دولة الإمارات الراسخ منذ عقود بالتنمية المستدامة والعمل المناخي قائلًا: "دولة الإمارات اختارت أن تواجه التحديات العالمية بثبات، وتتعامل مع الشدائد بتفاؤل، وتحتضن المستقبل بذهنية إيجابية.. ونسترشد دائمًا بهذه الرؤية الاستشرافية لقيادتنا التي وضعت الإنسان دائمًا في صميم جهود التنمية".
وأضاف: "بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، حققت دولة الإمارات تقدما كبيرا من خلال مدّ جسور الشراكة والتعاون مع المجتمع الدولي. وبتوجيه من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ركز إكسبو 2020 على احتواء الجميع، حيث رحب بالزائرين من كل دول العالم تجسيدا لشعاره (تواصل العقول وصنع المستقبل)، وتحت قيادة ورعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، سيوحِّد مؤتمر الأطراف COP28 العالم مجددًا في هذا الموقع نفسه في نوفمبر/تشرين الثاني القادم لإيجاد حلول تفيد البشرية بأكملها، من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة".
ولفت الدكتور سلطان أحمد الجابر، إلى تركيز القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية، وترسيخ العمل المناخي ضمن استراتيجية الدولة التنموية.
وقال: "إن الاستدامة وصون الطبيعة وحماية التنوع البيولوجي في صميم تقاليدنا وقيمنا. وكما كان لدولة الإمارات سبق الريادة في المنطقة في إنتاج مزيد من الطاقة الخالية من الانبعاثات ومنخفضة الانبعاثات، فإنها ماضية في العمل على بناء مستقبل يركز على تحقيق معدلات نمو مرتفعة بشكل متزامن مع خفض الانبعاثات، وهذا يسهم في خلق مهارات وتقنيات وصناعات ووظائف جديدة وأملٍ جديد".
وأضاف الدكتور سلطان أحمد الجابر: "لا أحد يعرف ما يحمله المستقبل، لكننا نعرف أن الشباب هم صُنّاعه"، مشيرا إلى أن تداعيات تغير المناخ تؤثر على الجميع، وخاصةً على شباب العالم البالغ عددهم أكثر من 2 مليار شاب.
وأوضح الدكتور سلطان أحمد الجابر أن الشباب يمكنهم قيادة مسار العمل المناخي المطلوب من خلال طرح وجهات نظرهم، وتقديم إبداعاتهم، والإسهام في التأثير الإيجابي الذي يحتاجه العالم، مشددًا على الحاجة إلى التعامل مع مؤتمر الأطراف COP28 بصفته مهمةً وطنيةً تستوجب تضافر جهود كافة فئات المجتمع، وضرورة قيام جميع المعنيين بالتركيز على إيجاد حلول واقعية، وعملية، ومنطقية، ومتفائلة.
وأضاف: "علينا تحديد احتياجات العالم للتوصل إلى خطة عمل شاملة لصالح كوكب الأرض وسكانه، ولا يمكن أن ينجح هذا إلا بتوحيد الجميع في جهد مشترك لا يستثني أحدًا، خاصةً الشباب الذين لا غنى عن شغفهم وحماسهم لتنشيط التقدم في العمل المناخي".
وفي إشارة إلى نتائج جولة الاستماع التي تجريها رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 قال الدكتور سلطان أحمد الجابر: "أينما ذهبت، أسعى لمقابلة الشباب، وأصواتُهم التي تصلني خلال جولات الاستماع مشجعة، فهم يريدون المشاركة في العملية والمساهمة في صنع التغيير. وأؤكد أن المؤتمر سيركز على (احتواء الجميع) و(الاحتفاء بالتنوع)، وهما من المبادئ المميِّزة لدولة الإمارات التي تحتضن 200 جنسية"، مضيفًا "أننا جميعًا معرّضون لتحديات تغير المناخ، ومن المهم أن يكون لنا طموحات مناخية مشتركة".
ودعا الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى التعاون وتضافر الجهود في مواجهة تداعيات تغير المناخ، وقال إن: "دولة الإمارات رائدة عالميًا في مجال العمل المناخي، وبما أننا في "عام الاستدامة"، نوجه دعوة مفتوحة إلى كافة أفراد المجتمع ليكونوا روادًا في هذا المجال. إننا نريد الاستفادة من مُدخلات وأفكار وجهود جميع فئات المجتمع، وهذا يعني إشراك الشباب وضمان أن تكون مشاركتهم فعالة وهادفة"، داعيًا كافة الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إلى إشراك وإدماج الشباب في وفودها للمؤتمر وإعطائهم أدوارًا مؤثرة.
واختتم الدكتور سلطان أحمد الجابر كلمته برسالة إلى الشباب الحاضرين في الفعالية، قائلًا: "بصفتكم قادة المستقبل وعلماءه، ورجال الأعمال وناشطي المناخ المستقبليين، فإن طاقاتكم وإمكانياتكم هي التي تصنع التغيير الإيجابي.. عليكم أن تكتسبوا المزيد من المعرفة والخبرة بتحديات المناخ، وتستعينوا بشغفكم وحماسكم وشجاعتكم لمواجهة هذا التحدي وتحويله إلى فرصة. كلي ثقة بأنكم تمتلكون الطاقة والمقدرة على تحويل الصعاب إلى حلول، ونحن نعتمد عليكم للتوصل إلى نتائج ملموسة نستمر عبرها في رسالة تواصل العقول وصنع مستقبل أفضل للجميع".