زلزال سوريا.. كارثة طبيعية تدعم بقاء الأسد (تقرير)

عربي ودولي

بشار الأسد
بشار الأسد

للمرة الأولى منذ أكثر من عقدعلى الحرب والفوضى، التي كان الأسد خلالها منبوذاً في عيون الجميع، يتم الآن التودد إليه كحل للأزمة التي أكسبته البقاء على رأس النظام.

 

وفي غضون أيام من وقوع الكارثة، توافد وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر، ومسؤولون من دول عربية أخرى إلى دمشق لمقابلة المسؤولين ومناقشة سبل تقديم المساعدات الإنسانية ومواجهة الكارثة.

 

ومن الواضح أن بشار الأسد قد حصل على بطاقة العودة إلى مكانة سوريا الإقليمية والجوار العربي، وقد عززت زيارته الرسمية إلى عُمان فبراير الماضي عودته، حيث من المرجح أن تتم إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية في وقت لاحق من هذا العام، بحسب محللين لوكالة رويترز.

 

 

وقال مسؤول استخباراتي إقليمي رفض الكشف عن هويته: "لقد كان هذا متوقعاً منذ وقت طويل لم يعد من الممكن القول بأن المنطقة أصبحت أكثر أمانًا مع تشجيع سوريا على البقاء في الفوضي".

 

 

 

عقار الكبتاجون وخروج سوريا من المسار الإيراني 

 

وكشف كبار المسؤولين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية  لفرانس برس ، عن ممارسة ضغوطاً شديدة بشأن قضيتين؛ فصل سوريا عن النفوذ الإيراني ووقف تصدير كميات كبيرة من عقار الكبتاجون، وهو الاسم التجاري لمادة الفينثيلين هيدروكلوريد المنشطة الاصطناعية، إلى الدول المجاورة.

 

 

وبعد مرور عام، يبدو أنه لم يتغير سوى القليل باستثناء المواقف الإقليمية،حيث تستمر صناعة المخدرات المدعومة من أهم المؤسسات السورية في تحويل البلاد إلى دولة مخدرات ومع اقتراب العائدات من تصدير الحبوب محلية الصنع على نطاق واسع إلى ستة مليارات دولار ــ وهو ما يعادل الناتج المحلي السوري الي ــ يبدو أن المتورطين في تلك التجارة لن يسمحوا بوقفها.

 

 

وفي الشهر الماضي، اعترض مسؤولون إماراتيون 4.5 مليون حبة كبتاغون مخبأة في علب الفول، وفي غضون ذلك أمرت السلطات الإيطالية بالقبض على المواطن السوري "طاهر الكيالي"، واتهمته بتنسيق شحنة 14 طنا من المنشطات كانت متجهة إلى ليبيا والسعودية في عام 2020.

 

 

 

الأردن تضغط  على الأسد لوقف شحنات المخدرات

 

خلال رحلة إلى الأردن الأسبوع الماضي، تعرض وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لضغوط شديدة من قبل العاهل الأردني الملك عبد الله، لممارسة المزيد من الضغط على الأسد لوقف تجارة الكبتاغون، والتي يعتقد ضباط المخابرات الإقليمية والغربية أنها يتم تنسيقها من قبل النظام السوري، ويشرف عليها شقيق الرئيس الأصغر "ماهر الأسد"، والذي قام بتسهيل الأمر بشكل رئيسي من خلال الفرقة الرابعة في الجيش السوري، والتي تقع تحت سيطرته المباشرة. 

 

وشدد عبد الله أيضًا على دور الميليشيات الإيرانية في تجارة المخدرات عبر جنوب سوريا، الأمر الذي شكل مشاكل هائلة لقوات الحدود الأردنية، ويقدم الآن أيضًا تجارة مربحة في العراق.

 

إن الكيفية التي يمكن بها للأسد أن يبتعد عن المسار الإيراني، في حين أنها لا يزال المسار المركزي له، وزادت الأوضاع  غموضا بسبب الانفراج المفاجئ بين الرياض وطهران، اللتين كانتا على خلاف طوال سنوات ما بعد الربيع العربي، حيث كانت سوريا ولبنان واليمن في كثير من الأحيان ساحات قتال للحروب التي خاضها وكلاؤها.

 

 

إن استعادة سوريا إلى وضعها الصحيح كمركز تاريخي للنفوذ الإقليمي كان شعاراً تمسك به الأسد طوال 23 عاماً قضاها رئيساً، وكان معتقداً أساسياً لوالده حافظ الأسد.

حتى خلال أحلك سنوات الحرب، التي تم فيها إنقاذ الأسد مرتين من الهزيمة على يد مؤيديه، لم تؤخذ المناقشات مع جماعات المعارضة على محمل الجد أبدًا، 

وفشلت المباحثات المدعومة من الغرب وروسيا في جنيف وأستانا في كازاخستان منذ عام 2013 في توليد زخم حقيقي، ولم تترسخ المطالبات بتقاسم السلطة السياسية قَط.