علي ومصطفى أمين.. كيف انطلقت شرارة الاحتفال بعيد الأم لأول مرة في الوطن العربي؟
"لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه (يوم الأم)، ونجعله عيدا قوميا في بلادنا، وبلاد الشرق؟" هكذا كتب الكاتب الراحل علي أمين في جريدة الأخبار بعموده الخاص فكرة.
وكانت هذه الكلمات الشرارة الأولى التي انطلق منها فكره الاحتفال بعيد الأم في مصر ثم إلي انتقلت إلى العالم العربي.
وكتب علي أمين مرة أخرى بعد طرح فكرته بعدة أيام، في العمود ذاته، محددا اليوم، قائلا في مقالته: "ما رأيكم أن يكون هذا العيد يوم 21 مارس، إنه اليوم الذي يبدأ به الربيع وتتفتح فيه الزهور وتتفتح فيه القلوب!".
تزامن عيد الأم مع فصل الربيع
ومن من كلمات أمين في جريدة الأخبار نتيقن أن اختيارا يوم 21 مارس ليكون هو يوم عيد الأم لم يكن بمحض الصدفة على الإطلاق، ففي فصل الربيع تتفتح الأزهار بألوانها، وتكسو الأشجار بالخضرة، وهو الفصل أخصه الله بميلاده الطبيعة من جديد.
فستوحى علي أمين من فصل الربيع فكرة تخصيص يوم يكون ثابتا من كل عام يتوج فيه الأم تقديرا وامتنانا لها على ما قامت به دورا عظيما يتجلى في ميلاد إنسان جديد إلى الحياه فهي تحمل أمانة جبارة وهبها الله أيها.
يوم عيد الأم.. يوم أن تكون الأم ملكة
فكتب علي أمين محولا دا جميل الأمهات "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه" يوم الأم "؟، ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق، وفي مثل هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا أو ربنا يخليك، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعونها من العمل، ويتولون هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها؟".
أم تشكي نزيف قلبها
والجدير بالذكر أن علي أمين ومصطفى أمين أستلهما الفكرة من إحدى السيدات التي أتت قاصدة مكتب مصطفى أمين في جريدة الأخبار لتقص عليه نزيف قلبها من لاقته من جحود أولادها، حيث تركوها وحيدة في دينها بعد وكرست حياتها من أجلهم، عقب وفاة زوجها العائل الوحيد للأسرة، واختارت أن لا تتزوج وتعمل مكأبة على وجهها من أجل أن ترعى صغارها الأيتام حتى أن دخلوا الجامعات ثم تزوجوا وانصرفوا عنها تماما كأنها لم تكن في حياتهم.
مما تأثر الكاتبين علي ومصطفى أمين تأثيرا شديدا لما قالته السيدة أثناء زيارتها فعقدا العزم على المضي مقدما على تخصيص يوم يكون للأم في مصر، تقدير لدورها في نشأة أبنائها، وامتنانا لرحلة عطاء استهلتها كل أم منذ أن خلق الله روحا جديدة في أرحامهن.
