عاجل| سياسة الفيدرالى تدفع لإفلاس "سيليكون فالي"

الاقتصاد

افلاس سيليكون فالي
افلاس سيليكون فالي

يبدو أن عواقب رفع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي بدأت تظهر سريعا تداعياتها السلبية، وسط غموض حول موعد تهدئة  وتيرتها، بإعلان بنك “سيليكون فالي” افلاسه رسميا، وقيام السلطات الرقابية بالتحفظ  السريع على البنك تمهيدا لبيع أصولها ورد قيمة الودائع إلى عملائه، في الوقت الذي يخشى فيه اقتصاديون أن تعاد تكرر الأزمة المالية العالمية 2008 مرة أخرى والتى تهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.

 

ما هو  “سيليكون فالي بنك ” ؟

 

 يعد بنك سيليكون فالي المملوك لمجموعة اس اف بي،  أحد أكبر البنوك في الولايات المتحدة، وهو أكبر بنك في   استنادًا إلى الودائع المحلية، مع حصة سوقية تبلغ 25.9٪  في يونيو 2016، وبدأ التداول على أسهمها في بورصة ناسداك عام 1988.

 

وقد تم تأسيس البنك بهدف دعم الشركات  الناشئة الأمريكية في وادي السيلكون وتقديم التمويلات اللازمة ازدهارها، واحتل التصنيف رقم 20 في قائمة  فوربس لأقوى 100 بنك في الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة أصول وصلت إلى 213 مليار دولار

 

“سيليكون فإلى ” من الأرباح إلى الإفلاس :

 

وبالرغم من الأداء المالي الجيد  لبنك “ سيليكون فالي” خاصة في السنوات الماضية  بدعم انتعاشة التمويلات للشركات الناشئة  وزيادة نشاطها  وهو ما عزز من أرباح البنك، ولكن حينما بدأ الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم بدأت شهية المستثمرون تقل في الاستثمار بتلك الشركات  نظرا للعائد الجيد التى تمنحها البنوك لهم ما يجعلهم يحتفظون بها في البنوك بدلا من استثمارها بالشركات الناشئة.

 

ودفعت التخوفات من تأثير الرفع المستمر في اسعار الفائدة إلى انخفاضات السيولة لدى الشركات الناشئة في  مخاطبة “ موديز” الشركة الأم لبنك “ سيليكون فالي ” بأنها تستعد تخفيض التصنيف الائتماني للبنك لتوقعات سحب العملاء من الشركات الناشئة، ومحاولة لتجنب التأثير السلبي من هذا التصنيف.

 

 وأبلغ البنك “ موديز”  بتبني خطة لتعزيز السيولة  من خلال  بيع عدد من أصوله، على أن يتم اعادة استثمار تلك  الأموال في أصول تدر عائد أكبر وبالرغم من أن بيع تلك الأصول سيحقق خسائر  للبنك، ولكن لم يكن أمامها اي خيارات أخرى لتوفير السيولة وتجنب انخفاضات المستمرة في التصنيف الائتماني.

 

وبدأت بالفعل “ سيليكون فالي”  قبل الإعلان عن تخفيض التصنيف الائتماني من قبل موديز،  في  الكشف خطة  لبيع  ما يصل قيمته إلى 21  مليار دولار خاصة السندات منخفضة العائد،  لكن هذا لم يهدأ من مخاوف المودعين من  الشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا  المودعة   لتسارع تباعا سحب أموالها.

فشل خطة إنقاذ سيليكون فالي:

وفي يوم الأربعاء الماضي قامت سيليكون فالي  ببيع محفظة سندات بقيمة 21 مليار دولار بالفعل كانت تحقق لها متوسط عائد 1.79%  خاسرة نحو 1.8 مليار دولار  كانت تحتاجهم  في زيادة راسمال.

 

 ثم أعلنت  “ سيليكون فالي ”يوم الخميس أنها ستبيع 2.25 مليار دولار من الأسهم العادية والأسهم القابلة للتحويل؛ لسد فجوة التمويل، ولكن بالتزامن مع هذا قامت عدد من العملاء البنك استجابة لتحذيرات من قبل صناديق الاستثمار بسحب اموالهم؛ لينخفض سعر السهم 60%  بنهاية الخميس الماضي  ويفشل  بيع الاسهم التى كان يعول عليها سيليكون فالي في توفير سيولة مالية لعملائه لسحب ودائعهم.

 

ماذا بعد اغلاق “ سيليكون فالي ”:

وبعد انهيار اسعار أسهم البنك وفي ظل مطالبة العملاء بودائعهم، أعلنت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC)  إغلاق البنك ووضعه تحت حراسة، حيث ستكون هي الضامن سداد الودائع بحد اقصى 250 ألف دولار.