"الفجر" تنشر حكاية "أخو العساكر" النقيب البطل أحمد خالد صلاح.. تصدى لأكثر من 30 إرهابيا
تحتفل البلاد في الـ 9 من مارس كل عام بيوم الشهيد، تقديرًا لتلك التضحيات والدماء التي قدمها أبطال القوات المسلحة والشرطة المدنية للدفاع عن مقدرات الوطن، بعدما قدموا الغالي والنفيس لحماية الأرض والعرض لتظل راية مصر خفاقة برجالها الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن بعدما أقسموا علي حمايته مهما بلغت التضحيات.
ومن بين تلك التضحيات حكاية الشهيد البطل النقيب “أحمد خالد صلاح” شهيد كمين زلزال بالشيخ زويد، الذي قدم أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية في الدفاع عن موقعه وكمينه إلي جانب مسيرته العسكرية المشرفة منذ دخولة للكلية الحربية وحتي لحظة استشهادة.
التحق الشهيد بالكلية الحربية عام 2008 بعد أن خاض كافة الامتحانات بكفاءة فكان طوال فترة الدراسة طالب بالكلية الحربية ملتزم ومجتهد لايعرف الخوف لديه هدف واحد هوالنجاح في تحقيق الأمن والأمان لبلده مصر.
وتخرج النقيب “أحمد خالد” من الكلية الحربية الدفعة 105 حربية ثم انضم لسلاح مشاه ميكانيا حتي ترقي لرتبة قائد سرية، وبعدها انتقل للخدمة في دهشور لمدة عامين، والتحق بعدها للقيادة المركزية، حتي تم اختياره للخدمة ضمن الفرقة 888 لمكافحة الإرهاب لتأمين الحدود الغربية للبلاد، وأخيرًا شُرف للعمل في سيناء وبالتحديد في مدينة الشيخ زويد.
كما حصل الشهيد علي فرقة صاعقة وفرقة مظلات وفرقة قائد سرية وفصائل مشاة ورماية أسلحة وحصل في هذة الفرق علي تقدير جيد جدًا وممتاز كما حصل علي العديد من شهادات التكريم من قادته نظرًا لكفاءته وانضباطه العسكري علي مدار خدمته في مواقع مختلفة.
وعلي مدار خدمته كان الشهيد يتمتع بكل مقومات القيادة إلي جانب حُسن خلقه ومعاملته التي جعلته مقربًا من جنوده، حتي أطلق عليه الجنود لقب “أخو العساكر”، فقربه من جنوده جعل العلاقة بين الشهيد وبينهم علاقة حب وصداقة وإعجاب وتقدير، حتي أصبح الجنود يتبعون تعليمات الشهيد حبًا وتقديرًا نظرًا لمعاملته الطيبة معهم.
تزوج الشهيد عام 2015 وأنجب طفلة استشهد وقتها وهي لا تزال في عامها الثالث، وترك وزجته وهي حامل في شهورها الأخيرة، قبل أن تنجب ابنه الذي خرج للدنيا قبل أن يري ابيه، فقد كان الشهيد "أحمد صلاح " دائم الثقة في إنه سينول الشهادة وهو ما كان يردده لزوجته بعد سماعه خبر استشهاد أحد زملائه في مواقع مختلفة.
وفي شهر فبراير عام ٢٠٢٠ وأثناء خدمته المتفانية في كمين زلزال بمدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء والذي كان مسئول عنه مع خمسة جنود وصف ضابط كان يوم استشهاده هو ومجموعة من زملاءه بعدما ضرب أروع الأمثلة في الفداء والتضحية.
فوفقا للتحريات العسكرية ظل الإرهابيون يتربصون بالكمين ولم يجدوا فرصة واحدة لاقتحامه، فقد كان الشهيد البطل دائم الاستيقاظ في ساعات الليل ولا ينام إلا ساعتين في النهار كونه يعلم أن تلك العناصر لا تهاجم إلا في الخفاء ولا تستطيع المواجهه المباشرة حتي أطلقوا عليه قائد الكمين الذي لا ينام.
ويوم استشهاد النقيب البطل " أحمد خالد" كان الطقس يعم بالضباب والذي منع الرؤية الواضحة علي كافة الطرق المؤدية للكمين، فانتهزت تلك العناصر تلك الفرصة وقررت مهاجمة الكمين بأكثر من ٣٠ عنصرا إرهابيا دفعة واحدة من عدة اتجاهات فا ما كان من النقيب البطل وجنوده وصف الضابط إلا أن تصدوا لهم بشجاعة وبسالة وقتل الشهيد ١٠ عناصر إرهابية وأدخل بعض جثثهم حرم الكمين.
وعلي الرغم من تلك الظروف لم يستطع الإرهابين دخول حرم الكمين طوال فترة المواجهه وظلت المواجهه مستمرة عدة دقائق حتي يأست العناصر في التصدي لبساله الضابط وجنوده حتي قرروا قنصه من مسافة بعيدة إنتقاما منه بعدما قتل العشرات منهم وحرمهم من غايتهم وبالفعل تم قنصة في منطقة الرقبة غدرا وفروا هاربين بعد أن وصلت قوات الدعم لمساندة أبطال كمين زلزال ولكنهم وجدوا أن النقيب البطل استشهد برصاصة غادرة في الرقبة ولم تستطع العناصر دخول حرم الكمين طوال فترة القتال.