مالك قلوب العرب.. يترجل عن موكبه وينقذ طفل من تحت عجلات القطار في سوهاج..
مواقف لـ"جمال عبد الناصر" تفصح عنها مكتبة الإسكندرية لأول مرة
غاب بجسده وظل الوطن الذي بناه شاهدا عليه، ومبادئه حاضرة يناضل من أجلها الملايين، حتى وبعد مرور 52 عاما على رحيله، ولما لا، وهو الزعيم الأوحد، والقائد المظفر، والمعلم الجليل، وأستاذ ورمز وأيقونة الثورات والحركات التحررية العالمية، إنه قائد ثورة 23 يوليو وصاحب النهضة المصرية الحديثة، الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذى توفي فى 28 من سبتمبر سنة 1970، الزعيم الذى لم يترك محافظة من محافظات مصر إلا وترك فيها ذكرى تتحاكى بها الأجيال على مر العصور.
ففى محافظة سوهاج هناك ذكرى للزعيم الخالد جمال عبد الناصر أنقذ خلالها طفلا من الموت أسفل عجلات القطار أثناء زيارة الرئيس لمحافظة قنا وتوقف القطار بمحافظة سوهاج.
فى البداية يقول نجل الدكتور "مصطفى عباس" الذى أنقذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من الموت أسفل عجلات القطار أثناء زيارته لمحافظة قنا وتوقف القطار فى محافظة سوهاج، وحاول "مصطفى عباس" الذى كان تلميذا فى المرحلة الإعدادية الخروج مع الأطفال لمصافحة الرئيس وكاد يسقط أسفل العجلات فأنقذه الرئيس عبد الناصر، واحتضنه ووثقت الكاميرات تلك اللحظة.
وسرد نجل الدكتور الراحل "مصطفى عباس" تلك القصة لـ"الكرامة"، قائلا: فى عام 1954 كان الرئيس عبد الناصر فى زيارة لمحافظة قنا ومنها إلى سوهاج وانتشر الخبر سريعا، فهم والدى سريعا مرتديا أفضل الثياب لديه حيث كان فى المرحلة الإعدادية مع المئات من الأطفال لمشاهدة ومصافحة الرئيس، وأثناء اقترابه من القطار ومن التدافع والزحام سقط بين الرصيف والقطار، وإذ به يجد يد تلتقطه قبل تحرك القطار، فكانت تلك اليد هى يد الزعيم جمال عبد الناصر.
وأردف: دار حوار بين الرئيس ووالدى فقال له: "إنت جاى ليه قال له جاى أشوف حضرتك" فأثنى عليه وأعجب به وقال له نفسك تطلع إيه فرد والدى على الرئيس دكتور يا ريس" فقاله بإذن الله وكل زيارة لى فى سوهاج هسأل عليك وأمر أحد المتواجدين معه بالموكب بأخذ عنوان ورقم تليفون الطفل وانصرف الرئيس بموكبه، وكان والدى على موعد مرة ثانية مع الرئيس أثناء زيارته لمحافظة سوهاج لحضور ذكرى هيئة التحرير عام 1955 حيث طلب من أحد المرافقين له إحضار الطفل "مصطفى عباس" الذى حضر الحفل معه.
ومع مرور السنوات التحق والدى بكلية العلوم، وقضى فيها عامين، وشعر بضيق والده الذى تمنى أن يراه طبيبا، وعلى إثر ذلك ترك المنزل متجها إلى محافظة القاهرة واتصل بالرئيس عبد الناصر، حيث كان قد أعطاه رقم تليفون للتواصل معه، وقال له "أنا مصطفى عباس بتاع سوهاج ياريس" فأرسل له الرئيس سيارة من رئاسة الجمهورية لإحضاره له فى القصر، ودار بينهما حوار وأطلعه والدى على رغبته فى دراسة الطب وقص عليه حالة الحزن التى يعيشها والده بسبب التحاقه بكلية العلوم، وطلب مساعدة الرئيس وقاله "نفسى أكون دكتور وما أروحش لوالدى غير وأنا دكتور"، فأرسله الرئيس لدراسة الطب فى سوريا، وظل بها حتى حدوث الانقلاب، وعاد لاستكمال دراسة الطب بجامعة أسيوط، لكن اللوائح لم تسمح فلجأ للزعيم عبد الناصر، الذى أصدر له قرارا جمهوريا لاستكمال دراسته بجامعة أسيوط، وكان سببا فى تحقيق حلمه وظل والدى على تواصل معه حتى وفاته، وكان دائما الفخر بالحديث عن تلك المواقف التى ساعده فيها الزعيم حتى وفاته عام 2000.